لجان البرلمان مستعدة للإصغاء الى منظمة "كوناكت" والاستنارة بآرائها    جلسة عمل بين ممثلين عن هيئة الانتخابات ووزارة الخارجية حول الاستعدادات للاستحقاقات الانتخابية القادمة    حي التضامن: حجز 200 كلغ من لحوم الدواجن غير صالحة للاستهلاك (صور)    حجز 67 ألف بيضة معدّة للإحتكار بهذه الجهة    نتائج قرعة الدورين ثمن وربع النهائي لكاس تونس لكرة القدم    العثور على جثة آدمية مُلقاة بهذه الطريق الوطنية    عاجل/ القبض على بحّار يروّج المخدرات بهذه الجهة    عدد ضحاياه بلغ 12 شخصا: القبض على متحيّل عبر "فيسبوك"    بنان / المنستير : الإحتفاظ ب 05 أشخاص من أجل "المشاركة في أحداث شغب    القصرين: اضاحي العيد المتوفرة كافية لتغطية حاجيات الجهة رغم تراجعها    كرة اليد: بن صالح لن يكون مع المنتخب والبوغانمي لن يعود    وزارة الإقتصاد الأفضل لتوجيه التمويل الخارجي.. رئيس جمعية المؤسسات الصغرى و المتوسطة يوضح    لقاء بين محمد المعز بلحسين و رئيس جامعة المطاعم السياحية ...تفاصيل    مراسلون بلا حدود: تونس في المرتبة 118 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لسنة 2024    الرابطة الأولى: النادي البنزرتي يستضيف الأولمبي الباجي في حوار فض الشراكة في الصدارة    الرابطة الأولى: تعيينات حكام مقابلات الجولة الثانية إيابا لمرحلة تفادي النزول    بطولة افريقيا للسباحة : التونسية حبيبة بلغيث تحرز البرونزية سباق 100 سباحة على الصدر    وفد من الحماية المدنية في الجزائر لمتابعة نتائج اجتماع اللجنة المشتركة التقنية المنعقد في جانفي الماضي    مساندة متواصلة للفئات الضعيفة.. قريبا انطلاق معالجة مطالب التمويل    منظمة إرشاد المستهلك:أبلغنا المفتي بجملة من الإستفسارات الشرعية لعيد الإضحى ومسألة التداين لإقتناء الأضحية.    قرعة كأس تونس 2024.    188 قتيلا في فيضانات جراء الأمطار بكينيا..#خبر_عاجل    جندوبة: 6 سنوات سجنا وغرامة مالية لممثّل قانوني لجمعية تنموية    وزارة الفلاحة ونظيرتها العراقية توقعان مذكرة تفاهم في قطاع المياه.    الحمامات: اختتام فعاليّات الصالون المتوسّطي للتغذية الحيوانيّة وتربية الماشية    الحماية المدنية:15حالة وفاة و500إصابة خلال 24ساعة.    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    السعودية: انتخاب تونس رئيسا للمجلس التنفيذي للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد"    التلقيح ضد الكوفيد يسبب النسيان ..دكتور دغفوس يوضح    أعمارهم بين 13 و16 سنة.. مشتبه بهم في تخريب مدرسة    فوز التونسي محمد خليل الجندوبي بجائزة افضل لاعب عربي    جدل حول آثار خطيرة للقاح أسترازينيكا مالقصة ؟    أبل.. الأذواق والذكاء الاصطناعي يهددان العملاق الأميركي    دراسة صادمة.. تربية القطط لها آثار ضارة على الصحة العقلية    المنظمة الدولية للهجرة: مهاجرون في صفاقس سجلوا للعودة طوعيا إلى بلدانهم    نبيل عمار يستقبل البروفيسور عبد الرزاق بن عبد الله، عميد كلية علوم الكمبيوتر والهندسة بجامعة آيزو اليابانية    حالة الطقس ليوم الجمعة 03 مارس 2024    تشيلسي يفوز 2-صفر على توتنهام ليقلص آماله بالتأهل لرابطة الأبطال الاوروبية    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    عاجل/ اكتشاف أول بؤرة للحشرة القرمزية بهذه الولاية..    زلزال بقوة 4.2 درجة يضرب إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان    خطير/ خبير في الأمن السيبراني يكشف: "هكذا تتجسس الهواتف الذكية علينا وعلى حياتنا اليومية"..    اليونسكو تمنح جائزة حرية الصحافة للصحافيين الفلسطينيين    العمل شرف وعبادة    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    "أنثى السنجاب".. أغنية أطفال مصرية تحصد مليار مشاهدة    إصابة 8 جنود سوريين في غارة صهيونية على مشارف دمشق    مجاز الباب.. تفكيك وفاق إجرامي مختص في الإتجار بالآثار    بايدن يتحدى احتجاجات الطلبة.. "لن أغير سياستي"    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنان عبد الله الشاهد    وفاة الممثل عبد الله الشاهد‬    صفاقس : غياب برنامج تلفزي وحيد من الجهة فهل دخلت وحدة الانتاج التلفزي مرحلة الموت السريري؟    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    هام/ الترفيع في أسعار 320 صنفا من الأدوية.. وهذه قيمة الزيادة    وفاة الروائي الأميركي بول أستر    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 2 ماي 2024    محمد بوحوش يكتب .. صرخة لأجل الكتاب وصرختان لأجل الكاتب    وفاة حسنة البشارية أيقونة الفن الصحراوي الجزائري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليوم ذكرى «نصر أكتوبر»: هل تستلهم الأمّة العبر... من «العبور» ؟
نشر في الشروق يوم 06 - 10 - 2010

تحلّ اليوم الذكرى 37 لنصر أكتوبر 73.. هذه الملحمة التي دخلت تاريخ الأمة كمحطة فارقة لما أحدثته من انقلاب حقيقي في معادلة الصراع العربي الاسرائيلي ولما شكلته من عنوان للتضامن والوحدة العربيين اللذين حطّما أسطورة «الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر».
لم يكن الظرف الذي كان سائدا حينها قبل تحقيق نصر أكتوبر أفضل مما هو عليه اليوم.. ولم تكن الامكانيات والقدرات العربية أيضا أفضل مما تملكه الأمة اليوم بل كان العرب آنذاك يتجرّعون مرارة نكسة 1967 التي حقّق فيها عدوّهم انتصارا ساحقا عليهم.. ولكن وحدهما التضامن والإرادة حركا القيادة العربية في ذلك الوقت وصنعا ملحمة لا يزال الشارع العربي يباهي بها إلى اليوم حين تحقق أول نصر عربي حاسم على الكيان الصهيوني بعد أن توفرت العزيمة والتخطيط الاستراتيجي لمحو آثار النكسة.. فبالتنسيق العسكري بين الجبهتين المصرية والسورية تمكنت القوات المسلحة المصرية من عبور «القنال» وتحطيم خط بارليف اثر ضربة جوية حاسمة لقلاع العدو وتحصيناته.
ورغم ما اعترى الجبهتين العربيتين من ثغرات وتصدعات فقد تمكنت الجيوش العربية من استعادة زمام المبادرة وتحقيق نصر أكتوبر..
«الشروق» تفتح الملف مجددا في هذه المناسبة وتستضيف شخصيات عسكرية وقومية عربية وهم السادة:
طلعت مسلم (لواء أركان حرب خلال حرب أكتوبر 1973).
محمد سيف الدولة (مفكر ومحلّل سياسي مصري).
أ. معن بشور (مفكر قومي لبناني).
إعداد: النوري الصّل
اللواء طلعت مسلم ل «الشروق»: نصر أكتوبر خُطّط له منذ 9 جوان 67
٭ تونس (الشروق):
أكد اللواء أركان الحرب طلعت مسلم، أحد صانعي ملحمة أكتوبر في لقاء مع «الشروق» أن «العبور» مثل لحظة فارقة ومحطة خالدة في تاريخ الأمة العربية.
السيد طلعت مسلم أوضح ان الأمة يجب أن تستلهم الدروس والعبر من نصر أكتوبر من خلال استعادة التضامن والإرادة.
وفي ما يلي هذا الحديث:
٭ تحل اليوم ذكرى العبور.. ما دلالات ورمزية مثل هذه المناسبة بالنسبة إليك.. وأين الأمّة اليوم من هذه الملحمة أم أن هذه ذكرى أصبحت عابرة؟
لا شكّ أن نصر أكتوبر مثّل روحا كانت تسود الأمّة العربية وقتها.. روح التحدّي للواقع الظالم الذي كانت تعيشه من خلال العدوان الاسرائيلي الذي أيدته القوى الغربية.. هذه الحرب حركت التضامن العربي حيث أنه لم تكن هناك دولة عربية متخلفة عن دعم الحرب..
كل الأطراف العربية سعت في ذلك الوقت إلى المشاركة في الحرب وتقديم كل ما تستطيع أن تقدمه.. المهم أنها مثلت ذروة التعاون العربي رغم أن هذا التعاون كان بالإمكان أن يكون أفضل مما كان عليه.
٭ بحكم مشاركتك في هذه الحرب.. كيف ومتى تم التخطيط لهذه الملحمة، وما هي القرارات التاريخية التي صنعت هذا النصر برأيك؟
من وجهة نظري أعتبر أن حرب أكتوبر 1973 تمّ البدء في التخطيط لها تحديدا يوم 9 جوان 1967.. أي عندما قرر الشعب العربي والمصري رفض الهزيمة وعندما أصر على استعادة الحقوق العربية التي تعرضت إلى السلب على أيدي الصهاينة خلال نكسة 1967.. ما جرى بعد ذلك من تحضير لحرب 73 كان في رأيي يمثل جزءا كبيرا مما تمّ يوم 6 أكتوبر.. كان هناك تحضير قوي لهذه الحرب وسنوات 67 و68 و69 و70 كانت فترات مضيئة في العمل العسكري العربي الذي عرف تنظيما محكما.. وهذا كان مرتبطا بدرجة كبيرة باجتماع مجلس الدفاع المشترك يوم 31 جانفي 1973.. فهذا الاجتماع كانت له قرارات مهمة بعضها نفذ.. وبعضها لم ينفّذ لكن ما نفّذ كان مهما.. حيث أقيمت القيادة العامة الاتحادية التي قادت الحرب والتي كان لها دور كبير في النصر الذي تحقّق والذي كان يمكن أن يكون في رأيي نصرا ساحقا إذا كنا أكثر تعاونا في ذلك الظرف.
٭ في ذكرى نصر أكتوبر.. ما هي الدروس والعبر التي يمكن أن تستلهما الأمة اليوم من تلك الملحمة وهي على مثل هذه الحال من التشتت والانهيار والضياع؟
أعتقد أن الدرس الأول هو أن العمل العسكري يعتمد بالأساس على الإرادة الشعبية والإرادة السياسية ويحتاج إلى تحضير جيد في مجال التدريب العسكري.. التعاون العسكري العربي يشكّل ضرورة لأمن أي دولة عربية ولكنه يحتاج في الحقيقة إلى تحضير وتنسيق كبيرين بين مختلف الدول العربية..
في مثل هذا الوقت كانت هناك مشاكل كبيرة في الوطن العربي ولكن كانت هناك إرادة شعبية وإرادة سياسية قوية.. وأعتقد أن هذه الإرادة كانت موجودة وسائدة في السابق ولكن اليوم هناك دروس يجب أن نحفظها ونفكّر فيها أكثر إذا كنا ننوي تطوير هذا الواقع والانتفاض على الهزيمة التي تعيشها المنطقة اليوم.
الإرادة التي ظهرت في ذلك لم تكن موجودة في مصر فقط بل في كل دول المنطقة.. اليوم إذا كانت هناك مثل هذه الإرادة فإنها ستغير الكثير في الأوضاع العربية..
٭ كيف؟
نحن اليوم لدينا قدرات وإمكانيات هائلة.. علينا أن نعود إلى تاريخنا ونتذكر أن لنا دورا وقدرات كبيرة في العالم لكن مشكلتنا اليوم أن الأمة تفتقد إلى القيادة القادرة على إعادة الاعتبار لها.. أنا متأكد من أن الأمل مازال قائما.. فالأمة العربية مرّت بعصور مختلفة حدثت فيها ارتفاعات وانخفاضات ولكنها لا تزال قادرة على العودة.. نعم نحن نستطيع اليوم أن نستعيد دورنا وريادتنا وأن ننهض مرّة أخرى.. صحيح أن هذا الأمر يحتاج إلى زمن.. ولكن هذا الحلم ليس مستحيلا.. وواقعنا اليوم ليس ميؤوسا منه لأن فيه نقاط أمل وضوء عديدة على غرار المعارك والملاحم البطولية التي سطرتها المقاومة في لبنان وفي العراق وفلسطين.
المفكّر القومي محمد سيف الدّولة: حقّقنا ما عجز عنه الألمان واليابانيون بعد الحرب العالمية الثانية
٭ تونس «الشروق»: حوار أمين بن مسعود
اعتبر المفكر القومي محمد سيف الدولة أن «حرب أكتوبر 1973» هي انتصار عسكري تكتيكي انتهى بمعالجات سياسية سيئة أفضت إلى تقديم تنازلات كبيرة لصالح الكيان الصهيوني.
وأشار سيف الدولة في حديث ل«الشروق» من العاصمة المصرية القاهرة إلى أن «حرب أكتوبر» هي حلقة من حلقات الصراع العربي ضدّ الكيان الصهيوني، مؤكدا ان كافة الحروب العربية الصهيونية (1948 1967 1973) دارت حول مبدإ بسط السيطرة والهيمنة على الأرض.
التوظيف الخاطئ
وأضاف ان حرب 1973 والتي أفرزت عبورا للقوات المصرية لقناة السويس وتحرير 17 كيلومتر من السويس لم توظف بطريقة صحيحة وهو ما يفسر توقيع الرئيس المصري أنور السادات في عام 1979 لاتفاقية «كامب ديفيد» والتي أعلنت عن تنازل القاهرة عن الحق العربي عامة والفلسطيني خاصة في أرض فلسطين التاريخية عبر الموافقة على حق اسرائيل في الوجود على 78٪ من فلسطين.. والتي أيضا (كامب ديفيد) أخرجت مصر من دائرة الصراع العربي الصهيوني.
ورأى الدكتور سيف الدولة ان كل ما تلى «حرب 1973» من اتفاقيات سلام «كامب ديفيد 1979».. «أوسلو 1993».. «وادي عربة 1994».. أو مبادرات سلام «المبادرة العربية العربية بيروت 2002» كانت كلها تصبّ في مصلحة إسرائيل وفي خانة التنازل عن الحق العربي في فلسطين.
واستشهد في هذا السياق بالاجماع الرسمي العربي بأن «حرب أكتوبر 1973» هي آخر الحروب بين العرب وإسرائيل مهما فعلت الأخيرة. وأوضح ان مثل هذه النتيجة السياسية تشكل نكوصا وخيانة للشهداء الذين قضوا في الحروب والدماء التي سالت في سبيل القضية الفلسطينية.
انتفاضة أمّة
وأبرز سيف الدولة أن الأمة العربية وبعد نكسة 1967 انتفضت على واقعها العسكري وثارت في وجه الصهاينة والبريطانيين والأمريكان واستطاعت أن تحقق ما عجز عنه اليابانيون والألمانيون والايطاليون عقب الحرب العالمية الثانية، حيث ان «العبور» يشكل إرادة الأمة في التحرير والمقاومة بعد الهزيمة. ودعا المفكر القومي إلى نفض النتائج السلبية المترتبة عن «كامب ديفيد» وعن «المسار التسووي» الذي اعتمد عقب حرب أكتوبر من خلال التأكيد على ان التراب الفلسطيني المحتل هو تراب عربي لن يستغنى عليه أبدا ودعم المحاصرين الفلسطينيين في قطع غزة وتجنيبهم تقديم تنازلات سياسية.
وأردف ان «حركة الوعي الشعبي» الرافض ل«كامب ديفيد» وللخيار الذي تمثله قوية وازدادت ضراوة مقارنة بما كانت عليه سنوات الثمانينات والتسعينات، بعد أن بان جليا الآثار السيئة لهذا الخيار على مصر أولا وعلى العالم العربي ثانيا.
زوجته تكشف: السادات هدّد بنسف الإسرائيليين...
٭ القاهرة (وكالات):
كشفت زوجة الرئيس المصري السابق أنور السادات جيهان السادات أن زوجها هدّد بنسف الاسرائيليين الذين اخترقوا الجبهة المصرية وفتحوا ما عرف حينها ب«الثغرة» خلال حرب «أكتوبر 1973».
وقالت في هذا السياق «إن هذا التهديد جاء خلال محادثة هاتفية كانت تدور بينه وبين وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت هنري كيسنجر».
وأضافت انها كانت تلاحظ اثناء الاعداد للحرب ضباطا يدخلون ويخرجون في «قصر الطاهرة» (إحدى دور الضيافة الرئاسية شرق القاهرة)، مشيرة إلى أن السادات كان يرتدي زيه الرسمي قائلا: «أنا سأحارب» وأردفت أنها لم تكن على علم بموعد حرب السادس من أكتوبر إلا حين طلب منها السادات تجهيز حقيبته الخاصة التي اعتاد أن يصطحبها معه حين يعتزم المبيت خارج المنزل.
وأوضحت أن أول كلمة قالها لها السادات بعد عبور الجيش المصري لقناة السويس وصولا لسيناء: «أولادي حققوا النصر».
وأشارت إلى أنها لم تكن في البداية متأكدة من قدرة الجيش المصري على تحقيق الانتصار في تلك الظروف.
حقائق وأرقام... عن ذكرى نصر أكتوبر
٭ تونس (الشروق):
٭ بدء الضربة الجوية في الساعة الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر 73 بقوة 220 طائرة أصابت أهدافها بنسبة 95% .
٭ يعتبر التمهيد النيراني بالمدفعية في حرب أكتوبر 73 أول واضخم حشد نيراني شهدته الحروب... ونفذ بقوة أكثر من 2000 قطعة مدفعية بخلاف المئات من قطع الرمي المباشر لمدة 53 دقيقة اعتبارا من الساعة الثانية وخمس دقائق بعد ظهر يوم 6 أكتوبر.
٭ اقتحام الموجة الأولى لقناة السويس في الساعة الثانية وخمسة دقائق بعد ظهر يوم 6 أكتوبر بقوة 8000 مقاتل من خلال 1600 قارب وفى سباق رهيب مع الزمن وليصبح إجمالي عدد المقاتلين في الشرق 80000 مقاتل مصري بنهاية يوم 6 أكتوبر.
٭ بدأت القوات المصرية بعد بدء الاقتحام مباشرة بما لا يزيد عن 30 دقيقة في صد الهجمات المضادة المعادية وإنهاك القوى واستمر ذلك طوال الحرب .
٭ أول علم مصري يرفع على الساتر الترابي لخط بارليف كان في الساعة الثانية والدقيقة 37 بعد ظهر يوم 6 أكتوبر.
٭ أول نقطة قوية تسقط في القطاع جنوب القنطرة شرق وفي قطاع الجباسات جنوب القناة .
٭ أول استخدام مكثف للدروع البشرية المصرية كان في حرب أكتوبر 73 بقتال الفرد المترجل للدبابة والطائرة ولتعترف القوات الإسرائيلية خلال إدارة المعارك بان فرد المشاة والصاعقة المصري أصبحت ذراعية اكثر طولا من دباباتهم ومدافعهم .
٭ في الساعة الثانية من بعد ظهر يوم 6 أكتوبر 73 بدأت ملحمة إنشاء معابر على قناة السويس بادئة بفتح 81 فتحة شاطئية في الساتر الترابي بأسلوب التجريف بمضخات المياه النفاثة محققة إزالة 3 مليون متر مكعب من التربة ، وتمت الفتحة الأولى في الساعة 5.15 مساءً ، وتم إنشاء أول معبر في الساعة 6.30 مساء ، وأول جسر تم إقامته على القناة في الساعة 8.30 مساء .
٭ خلال أعمال قتال اليوم الأول دمرت القوات المصرية أكثر من 200 دبابة إسرائيلية قتلت وأسرت وحاصرت أكثر من 1500 جندي وضابط إسرائيلي .
٭ لأول مرة في تاريخ حروب الدبابات يتم تدمير 150 دبابة في مدة لا تزيد عن 20 دقيقة مع اسر معظم أطقمها من المقاتلين الإسرائيليين يوم الاثنين 8 أكتوبر على شريحة محدودة من مسرح العمليات بالقطاع الأوسط .
٭ أكبر عدد من الأسرى يتم القبض عليهم من نقطة حصينة واحدة هي حصن بور توفيق فقد كان عددهم 37 بين ضابط وجندي إسرائيلي .
٭ حرب أكتوبر 73 هي أول حرب (بعد معارك الاستنزاف) تتكبد فيها إسرائيل خسائر فادحة في الأرواح إذ بلغت خسائرها 2522 قتيلا بخلاف الأسرى والجرحى والمفقودين.
٭ «حرب أكتوبر 73 هي أول حرب للجيش الإسرائيلي يعالج فيها الأطباء جنودا بأعداد كبيرة مصابين بصدمات نفسية وعصبية صدمة القتال وهناك من نسوا أسماءهم من هول الهجوم المصري الكاسح» من أقوال قادة إسرائيليين في كتاب «زلزال في أكتوبر» لزئيف شيف.
٭ حرب رمضان أكتوبر 73 هي أول حرب إلكترونية في التاريخ.
٭ خط بارليف الذي اجتاحته القوات المصرية في حرب أكتوبر 73 وفى بضع ساعات هو أول واقوي خط دفاعي في تاريخ الحروب يعتمد في إنشائه على مانع مائي فريد تتخلله حصون وقلاع كما يبلغ ارتفاع الساتر الترابي الذي يحمل في بطنه هذه الحصون 20-22 مترا كما وصلت درجة ميله على الحافة الشرقية للقناة مباشرة 45 درجة.
٭ تمكنت مصر وقواتها المسلحة من إنشاء أول واضخم حائط صواريخ دفاع جوي في منظومة دقيقة لم تشهدها الحروب السابقة والذي تمكن من ليّ ذراع إسرائيل الطويلة واسقط لها في اليوم الأول للقتال عدد 38 طائرة يقودها اكفأ طياريها وقد أدى ذلك لان يصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره يوم 8 أكتوبر بعدم اقتراب الطائرات لأقل من 15 كم شرق القناة.
٭ لأول مرة تستخدم الدول العربية سلاح البترول والأرصدة في موقف عربي متضامن لم تشهده الأمة العربية منذ عدة قرون ووصف بأنها القوة السادسة.
الأستاذ معن بشور يكتب ل «الشروق»: روح أكتوبر 73.. هل نستعيدها؟
إذا صّحت الإحصاءات بأن أكثر من 60٪ من أبناء الأمة العربية هم من الشباب والفتيان والأطفال الذين لا تزيد أعمارهم عن الثلاثين عاما أي أنهم ولدوا بعد عام 1980، فإننا نستطيع أن نستنتج أن أكثر من ثلثي أبناء الأمة، أي 67٪، قد ولدوا بعد حرب أكتوبر المجيدة التي تضافرت فيها قوى الأمة العسكرية والاقتصادية والسياسية لتحقق أول انتصار عسكري مبين في صراعنا مع العدو الصهيوني عام 1973.
صحيح إن ما تلى تلك الحرب من تطورات واتفاقات ومعاهدات وحروب أهلية وصراعات جانبية قد جعل منها حدثاً باهتاً وخافتاً في الذاكرة العربية ( وهي الذاكرة المطلوب استعمارياًَ وصهيونياً شطبها أساساً) ، لكن استحضار بعض الظروف والانجازات التي تحققت في الأيام الأولى من تلك الحرب التي اندلعت في أواسط رمضان المبارك (14 رمضان) من عام 1973، يبدو ضرورياً في هذه اللحظات التي يبدو فيها المشهد السياسي الفلسطيني والعربي والإسلامي قاتما لولا ومضات من مقاومة وممانعة تضيء من هذا القطر أو ذاك، بل لولا تلك الانتفاضة العالمية لمناصرة الحق الفلسطيني التي تتوسع في قارات العالم كلها، بل وتأخذ كل يوم تعبيراً جديداً جعلت من كبار المسؤولين الصهاينة يتحدثون عن «تنامي حركة عالمية لنزع الشرعية» عن الكيان العنصري الإرهابي الصهيوني.
إن أول ما ينبغي استحضاره في 6 أكتوبر (يوم الذكرى السابعة والثلاثين لحرب 73) هو قدرة التضامن العربي، إذا توفرت الإرادة السياسية، على تحقيق انجازات ضخمة، كما رأينا على جبهة السويس من خلال العبور التاريخي لخط بارليف الشديد التحصين، وعلى جبهة الجولان التي وصل فيها الجنود السوريون إلى مشارف بحيرة طبريا المحتلة، وعلى جبهة لبنان ذاتها حيث كان التأسيس الفعلي لمقاومة شعبية متنامية باتت تشكل، معهما تعددت الأسماء والرايات، مصدراً رئيسياً للقلق الذي يتملك الكيان الصهيوني من خطر داهم قادم من جنوب لبنان كما من جنوب فلسطين، وهو خطر يحاول هذا العدو الالتفاف عليه بكل الوسائل لا سيما بالفتنة والدسائس الدولية بعد ان عجز عن التخلص منه بالحرب عامي 2006 و2009.
لقد كان لبنان، وبعد سنة وعدة أشهر على حرب أكتوبر، الساحة الأولى للثأر الصهيوني والأمريكي من الانتصار العربي عبر حرب أهلية مريرة ومديدة انفجرت على أرضه، تماما كما دفع العراق هو الآخر ثمن انخراط قواته المسلحة في تلك الحرب، التي لم تتجاوز يومها صحراء قاحلة شاسعة تفصل بين بلاد الرافدين وهضبة الجولان فحسب، بل تجاوزت بشكل خاص صراعاً «رفاقياً» مدمراً بين بلدين عربيين كبيرين، ولتثبت ان المعركة مع الأعداء توحد، فيما كل الصراعات الأخرى تمزق وتدمر.
لقد شغلوا العراق بعد مشاركته في تلك الحرب بحروب داخلية وخارجية حتى كانت حربان عالميتان ضده أدتا إلى تدميره وتحويله إلى ساحة يومية مفتوحة للدمار والدماء تتسع كل يوم، وذلك لإنهائه كبلد وكدور وكوجود لولا تلك المقاومة الباسلة التي انطلقت من بين أبنائه لتحدث متغيرات كبرى في المنطقة والعالم.
أما ثاني ما ينبغي استحضاره أيضاً في هذه المناسبة هو سلاح النفط في تلك الحرب، وهو سلاح جّربه السوريون جزئياًَ لدى العدوان الثلاثي (الإسرائيلي البريطاني الفرنسي) على مصر عام 1956 حين فجرت طلائع منهم أنابيب النفط التي تمر في بلادهم، كما جّربه العرب جماعياً بمبادرة من الملك فيصل بن عبد العزيز (رحمه الله)، والذي يتردد انه قد دفع حياته ثمناً لقرار قطع النفط عن دول تساند الكيان الصهيوني، ولكي لا يتجرأ حاكم اخر من بعده على استخدام هذا السلاح.
لقد اتضح عبر كل هذه العقود ان المطلوب اسرائيلياً وامريكياً كرد على حرب أكتوبر هو تعطيل التضامن العربي بكل مؤسساته، بما فيها القمة العربية نفسها والتي بات حضور كل الرؤساء والملوك اجتماعها السنوي هدفاً صعب المنال بحد ذاته بل عملاً منهكاً للدولة التي ستنعقد القمة على ارضها، ناهيك عن منع اتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة التحديات المتعاظمة التي تواجهها الأمة حين يتم اتخاذها (هناك حوالي 3400 قرار عربي مشترك منسي في أدراج جامعة الدول العربية).
وكان المطلوب أيضاً نزع السلاح الآخر وهو سلاح النفط، فسمعنا مسؤولين عرب يتحدثون عن استحالة استخدامه، رغم أن مجرد التلويح باستخدامه واستخدام سلاح رديف له هو سلاح سحب الأرصدة من المصارف الأمريكية، وسلاح تجميد الصفقات الضخمة التي تعقد مع دول تساند الكيان الصهيوني ، يمكن أن يؤثر تأثيراً حاسماً في مواقف دول كبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة في ظل ما تشهده الأيام من اضطرابات مالية واقتصادية ونفطية واختلالات إستراتيجية.
وإذا دققنا قليلاً في المسار الراهن لما يسمى بالتسوية السياسية للقضية الفلسطينية ، وحجم التعنت الصهيوني، والدعم الأمريكي، والهوان الرسمي العربي، لأدركنا أهمية استحضار التضامن العربي على قاعدة المواجهة مع العدو، والتلويح بسلاح النفط والاقتصاد بكل مستوياته بالإضافة إلى تعزيز تكامل الأمة العربية مع دول جوارها الحضاري بعد التحولات الهامة التي طرأت على مواقف هذه الدول.
كما علينا أن ندرك أهمية دعمنا المقاومة والمقاطعة العربية بكل صنوفها وأشكالها خصوصاً بعد أن اتضح أنها باتت الأسلوب الأنجع في المواجهة مع عدو قادر على التفوق في الحروب النظامية لكنه عاجز عن مواجهات مع المقاومة الشعبية، فنكون بذلك قد رسمنا بكل بساطة إستراتيجية تعيد للعرب حضورهم، وتصون حقوقهم وكرامتهم وتوقف مسلسل الاهانات المتواصل التي تواجه بعد القيمين على أمورهم.
إنها روح أكتوبر الحقيقية ..... فهل نستعيدها؟
يوم فكّر دايان... في الهروب من الجولان
٭ تونس (الشروق):
كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية مؤخرا عن توصل وزير الحرب الاسرائيلي وقتها موشى ديان تحت ضغط مفاجأة الضربة العربية إلى خيار الهرب والفرار من هضبة الجولان السورية في ثاني أيام الحرب، قبل أن يستعيد الزمام ويأمر بضرب د مشق.
وذكر المحلل العسكري لصحيفة هآرتس زئيف شيف أن سجل اليوميات الحربية الذي كتبه أحد مساعدي اللواء احتياط اسحق حوفي قائد المنطقة الشمالية، يرصد أن دايان، الذي وصل إلى قيادة الجبهة في وقت مبكر من صباح يوم الأحد في السابع من أكتوبر، قال لحوفي انه يقترح «النظر في إمكانية الانسحاب من هضبة الجولان».
وكان هذا يوماً سيئاً على نحو خاص لموشي دايان. قبل يوم من ذلك (يوم الغفران) ذهل من الهجوم المفاجئ على إسرائيل في الجبهتين المصرية والسورية. الجيش المصري اجتاز بقوة كبيرة قناة السويس، والجيش السوري اقتحم عمق هضبة الجولان.
وخرج دايان لزيارة القيادتين في الجبهتين. في ذاك اليوم السيء، في الساعة الثانية فجراً خرج دايان باتجاه الشمال. وعندما كانت مروحيته تشق طريقها إلى القيادة على جبل كنعان، أمر رئيس الأركان ديفيد اليعيزر بتصعيد الإسناد الجوي لقوات الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان.
قالوا.. عن نصر أكتوبر
٭ تونس (الشروق):
٭ فاجأتنا حرب أكتوبر على نحو لم نكن نتوقعه ، ولم تحذرنا أية حكومة أجنبية بوجود أي خطط محددة لأي هجوم عربي.
٭ هنري كيسنجر (وزير خارجية الولايات المتحدة 28 / 12 / 1973)
٭ إن كل يوم يمر يحطم الأساطير التي بنيت منذ انتصار إسرائيل عام 1967 وكانت هناك أسطورة أولا تقول إن العرب ليسوا محاربين وأن الاسرائيلي سوبرمان، لكن الحرب أثبتت عكس ذلك.
٭ (مجلة نيوزويك الأمريكية)
٭ لا أحد يدرك فى هذا البلد عدد المرات التي وصلتنا فيها عام 1973 معلومات من نفس المصدر تفيد بأن الحرب ستنشب في يوم أو في آخر دون أن تنشب بالفعل ولن أقول إن هذا كان قدرا.
٭ غولدا مائير (رئيسة وزراء اسرائيل السابقة)
٭ لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل أكتوبر 1973 وكان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم لقد كانوا صبورين كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا، كانوا يعلنون الحقائق تماما حتى بدا العالم الخارجي يثق في أقوالهم و بياناتهم.
٭ حاييم هرتزوغ (الرئيس الاسرائيلي الأسبق)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.