٭ تونس «الشروق» متابعة عبد الرؤوف بالي: تواصلت أمس أشغال دورة معهد العلاقات الدولية لشهر أكتوبر وتمحورت المحاضرات حول «الفاعلين الدوليين الجدد اليوم». وقد افتتح السفير الياباني ببلادنا توشويوكي تاغا محاضرات يوم أمس بمداخلة حول الديبلوماسية اليابانية بيّن خلالها كيفية تعامل ثاني اقتصاد في العالم مع المتغيّرات الجديدة على الساحة الدولية ومجالات تدخله. وأشار السفير الى أن الديبلوماسية اليابانية تواجه تحديات عدة منها البرنامج النووي الكوري الشمالي والجزر المتنازع عليها مع الصين ومسألة التغيير المناخي. وأوضح تاغا ان الديبلوماسية اليابانية مرت بمرحلتين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث كانت تعتبر الولاياتالمتحدة الشريك الاقتصادي والعسكري الأول وقد دعمت هذه العلاقات باتفاقات عدة بين البلدين. ومنذ سنوات أصبحت طوكيو تتطلع الى إنشاء شراكة مع الدول الآسيوية الصاعدة وعلى رأسها الصين رغم الخلافات الموجودة بينهما لتصبح أمريكا الشريك الثاني لليابان بعد الصين. وأشار السفير الى أن اليابان استغلت نفوذها الديبلوماسي للتأثير في العديد من القضايا الدولية ومنها المسألة التايوانية التي هددت بتفجير الصراع بين أمريكا والصين، بعد اصرار الأولى على تسليح تايوان وقد نجحت في تجديد التوتر الذي ساد المنطقة. كما ساهمت اليابان حسب تاغا في الحرب على «الارهاب» لكن عبر المشاريع التنموية التي تعتبرها طوكيو الطريق الأمثل لمحاربة التطرف و«الارهاب» وهو ما حصل في كل من أفغانستان وباكستان. وقد تبرعت في هذا الإطار ب 5 مليارات دولار لأفغانستان لدعم الجيش الأفغاني وتدريبه إضافة الى مليار دولار لباكستان سنة 2008 للمساهمة في محاربة التطرف وتمويل المشاريع الإنمائية. ودفعت اليابان في مؤتمر كوبنهاغن نحو تبنّي استراتيجية محكمة لمكافحة التغيير المناخي. وفي اتجاه آخر اعتبر السفير الياباني ان طموح بلاده الى الحصول على عضوية قارة بمجلس الأمن يعتبر شرعيا نظرا الى تغيّر الخارطة السياسية في العالم مشيرا الى أن المجلس الحالي هو صورة عن الوضع وموازين القوى بعد الحرب العالمية الثانية. وأكد السفير تاغا ان من حق دول كثيرة الانضمام الى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كأعضاء قارين منوّها بأن القارة الافريقية كلها ليس لها تمثيل بهذا المستوى هناك وأن بلاده تدعم الموقف الافريقي الأخير. ومن جهته اعتبر السفير التونسي السابق صالح الحناشي خلال مداخلته ان الثقافة أصبحت عنصرا أساسيا في مقاييس الأنظمة الفاعلة في العالم، إضافة الى المقاييس التقليدية وهي القوة الاقتصادية والقوة العلمية والتكنولوجية والقوة العسكرية واستشهد الأستاذ الحناشي في هذا الإطار بالعديد من الأمثلة منها الاستغلال الصهيوني للهولوكوست على المستوى العالمي وكيف استعملت إسرائيل هذا للحصول على شرعية احتلالها لفلسطين. كما أشار الأستاذ الى أن الدول التي تريد ان تكون فاعلة اليوم لابدّ ان تؤسس لنفسها ولشعوبها روابط ثقافية مع الخارج.