أنا البحر في أحشائه الدرّ كامن... فهل هناك من ينكر على أسامة الدراجي امتلاكه لموهبة كروية أنفس من الدر... هو اسم لم يعد يحتاج الى أية مقدمات فالموهبة هي عنوانه الوحيد والابداع والامتاع فوق الميدان أهم مفرداته... آمن الدراجي منذ أن التحق بالاصفر والاحمر بأنه من المستحيل أن يوجد مستحيل في كرة القدم حتى وإن نصب بعضهم أمامه آلاف العراقيل فالدراجي تلقى في أصناف الشبان أعنف درس مأساوي عندما تعمّد بعضهم تجريده من رقمه «المفضل» (10) الذي كان يعتبره قطعة منه لا لشيء إلا لأنه ارتداه في يوم من الأيام أمير الكرة التونسية طارق ذياب... ومع ذلك فقد تغلب الدراجي على أوجاعه وأوضاعه وسرعان ما رد على كل من حاول أن يزرع الشك في موهبته خاصة أن تواجد السيد العربي الزواوي كان حازما وحاسما ليعلن الدراجي عن نفسه بسحر أدائه ولمساته الفنية وروحه القيادية العالية... حياته الكروية «ملحمة» من العطاء والصبر والعناء فكان من الطبيعي أن تنصفه الكرة أحد أبرز نجوم فريق باب سويقة والكرة التونسية عموما. «الشروق» حاورت الدراجي (23 عاما) الذي أصبحت طموحاته وأحلامه لا حدود لها وهي الآن تتمثل بالخصوص في تغيير واقع المنتخب الوطني والعبور به الى مكانه الطبيعي ويأمل أيضا في إحراز أمجد كأس افريقية بقميص الترجي. في البداية كيف تقيّم تحضيرات المنتخب الوطني استعدادا للمقابلة المهمة التي تنتظركم أمام الطوغو؟ لقد قمنا الى حد اللحظة بتحضيرات جيدة وناجحة وقد تميزت هذه التحضيرات بأجواء مميزة جدا وأظن أن منتخبنا الوطني بحوزته في الوقت الراهن مجموعة متكاملة ومتجانسة من اللاعبين وندرك جيدا حجم المسؤولية الموكولة على عاتقنا في الطوغو فلا خيار أمامنا الآن سوى تحقيق الفوز وأظن أن هذا الامر سيكون في متناولنا فقد سبق للمنتخب التونسي أن برهن في أكثر من مناسبة أنه قادر على اللعب بشكل جيد خارج تونس وسبق كذلك وأن عدنا بالفوز في العديد من المناسبات على حساب عدة منتخبات افريقية في عقر دارها. منتخب الطوغو سيخسر مجهودات عدة لاعبين مثل فلويد وجونتان والحارس كوسي وغيوم... فهل تعتقد أن ذلك سيعزز حظوظ المنتخب الوطني في تحقيق الفوز؟ كل ما أعرفه أن المقابلة ستكون صعبة ونحن نتمنى أن لا يكون المنتخب الطوغولي في أفضل حالاته بسبب هذه الغيابات ولكن مع ذلك عادة ما تبقى منتخبات افريقيا السوداء قادرة دائما على التألق وإحداث المفاجأة أمام أي منتخب مهما كان حجمه. بما أننا تحدثنا عن الغيابات هل من لاعب معين تفتقدونه صلب المنتخب الوطني التونسي؟ (دون تردد) إنه بكل تأكيد اللاعب المميز ياسين الشيخاوي فشخصيا كنت أتمنى من كل قلبي أن يكون معنا لأنني أعتبره من اللاعبين المؤثرين فوق الميدان ومؤكد أن حضوره كان سيكون مهمّا للغاية... ولكن مع ذلك نتمنى له الشفاء العاجل حتى نشاهده من جديد في صفوف الفريق الوطني. بعد أن حققت العديد من الالقاب بألوان الترجي ما هي طموحاتك على مستوى المنتخب الوطني التونسي؟ نتطلع حاليا الى اقتلاع بطاقة الترشح الى كأس أمم افريقيا الذي نعتبره هدفنا الاول في الوقت الراهن خاصة وأننا ندرك جيدا صعوبة هذه المهمة والبداية ستكون بالطوغو المنتخب الذي يبحث بدوره عن تحقيق الفوز ثم أتطلع الى الحصول على كأس أمم افريقيا بقميص المنتخب التونسي وكذلك أحلم بالمشاركة في أكبر تظاهرة رياضية عالمية وهي كأس العالم. نأتي الى فريقك الترجي، هل من أسباب معينة حالت دون عودتكم بالفوز على حساب الأهلي المصري، خاصة أن كل المعطيات كانت تؤشر بأفضلية الاصفر والاحمر؟ لقد دارت مقابلتنا أمام النادي الاهلي في ظروف خاصة جدا فقد واجهنا ضغوطات كبيرة خارج الملعب وداخله وهو ما أفقدنا تركيزنا ومع ذلك فقد تمكنا من تسجيل هدف مهم سيكون له وزن كبير في مقابلة الاياب برادس وأظن أننا استوعبنا الدرس جيدا وسنفوز على الاهلي ونمر الى الدور النهائي خاصة بعد أن تخلصنا من الضغط النفسي الذي كنا نشعر به في مقابلة الذهاب بالقاهرة. يضم المنتخب الوطني عدة عناصر من الترجي فهل أن ذلك سيؤثر على الجاهزية البدنية لهذه العناصر في ظل الرحلة الشاقة التي تنتظركم الى الطوغو قبل مواجهة الأهلي برادس؟ أبدا... إننا نعوّل على خدمات معد بدني استثنائي بكل المقاييس فقد أظهر خليل الجبابلي قدرات فائقة على مستوى المساهمة في استعادة العناصر الدولية لجاهزيتها البدنية في ظرف زمني وجيز جدا لذلك لا أعتقد أننا سنواجه إشكالا بدنيا وسنكون في أوج الجاهزية لخوض مقابلة الاهلي المصري. بكل صراحة لو قلنا لك مايكل ويوسف المساكني بالاضافة الى شخصك أنت... فهل هي حرب النجوم صلب الأصفر والأحمر؟ أبدا، ففريق الترجي الرياضي أثبت للجميع أنه لا يتوقف على خدمات أي لاعب مهما كان حجمه ومهما كان اسمه بدليل أننا ثلاثتنا قد سبق وأن تغيب كل واحد منا عن مقابلات الترجي ومع ذلك فمسيرة الفريق تواصلت بنجاح... لذلك أقول إنه لا وجود لنجم في الترجي بل نحن فريق متكامل ويستمد قوته من روح المجموعة التي بحوزته. ولكن ماذا عن استحواذك على شارة القيادة في العديد من المناسبات ألا يعني ذلك تفوّقك على بقية رفاقك؟ شخصيا أشعر باعتزاز كبير عندما أنال شرف قيادة فريق بحجم وعراقة الترجي الرياضي ولا أنكر أن شارة القيادة عادة ما تكون حافزا لمزيد التألق والعطاء بلا حساب فوق الملعب. لو قلنا لك ملعب رادس ونيجيريا ومدى علاقتهما ب«الاستنساخ»... فماذا تقول؟ (يبتسم طويلا) تقصد الهدف الذي سجلته أمام نادي حمام الانف والهدف الآخر الذي سجلته أمام المنتخب النيجيري... لقد كانا متشابهين جدا وذلك بحكم تعوّدي على التسجيل بتلك الطريقة ومن تلك الزاوية الصعبة ويكون ذلك حسب موقعي أولا وكذلك أستفيد من التدريبات حيث عادة ما أعمد الى تسجيل مثل تلك الاهداف وتكرارها بصفة دائمة... ماذا يعني أن يختارك رئيس الترجي السيد حمدي المدب دون سواك لتكريمك في مقابلة الاياب أمام الاهلي المصري؟ إنه شرف عظيم جدا سأناله من شخص مميز ورائع أحبه وأحترمه كثيرا فالسيد حمدي المدب بتكريمه لشخصي المتواضع سيكون قد حمّلني مسؤولية جسيمة جدا وسأعمل على رد الجميل فوق الملعب هذا ما أعد به رئيس النادي وجمهور الترجي. أنت تحظى كذلك بمكانة خاصة لدى عائلة السيد عبد السلام شمام، فما الحكاية؟ تجمعني علاقة أخوّة بخليل شمام فأنا أعتبره أخي وليس مجرد صديق وهو ما جعل علاقتي بعائلة شمام تكون استثنائية. الى أي مدى ساهم والدك في تأطيرك ونجاحك خاصة وأنه لاعب كرة قدم سابق؟ نعم لقد كان دوره حاسما فقد فعل والدي الفاضل المستحيل من أجلي وساهم بقسط وافر في نجاحي وهي مناسبة لأتقدم له بشكر خاص جدا وأتمنى أنني كنت عند حسن ظنه. الآن ما هي أهدافك مع الترجي وهل تطمح الى الاحتراف في القريب العاجل؟ الآن لا أفكر أبدا في مسألة الاحتراف فكل تفكيرنا منصب على الظفر برابطة الابطال الافريقية وبقية الالقاب الاخرى... نترك لك كلمة الختام... فماذا تقول؟ أعد جماهير المنتخب الوطني ببذل جميع مجهوداتنا في الطوغو للعودة بنتيجة إيجابية... أما جماهير الترجي فسنعمل على إسعادها والامر لن يتحقق إلا بالظفر برابطة الابطال الافريقية لذلك نحن نطلب من جماهيرنا مساندة غير مشروطة للفريق في الايام القادمة. سامي حمّاني المنجي الدراجي (والد أسامة) ل «الشروق»: نفاخر بأصولنا الجزائرية... وأخشى على أبني من الاصابات توجد نقاط تشابه بين عائلة الدراجي وعائلة اللاعب الفرنسي الشهير بلاتيني... فوالد أسامة الدراجي السيد المنجي سبق له أن تقمص ألوان نانسي الفرنسي خلال موسم 1969 1970 وهو الفريق الأم للنجم الفرنسي السابق بلاتيني أما النقطة الثانية فتتمثل في أن والد بلاتيني ايطالي الاصل ومع ذلك فقد كان ميشال بلاتيني فرنسيا قلبا وقالبا أما والد أسامة فهو جزائري الاصل ولكنه لعب لفائدة أولمبيك مدنين ونادي راسينغ... تحدث السيد المنجي الدراجي ل«الشروق» وهو الذي سبق له أن شغل الخطة نفسها التي يشغلها ابنه حاليا فقال إنه يفاخر بأصوله الجزائرية (والده جزائري) وأنه لم يتنكر يوما واحدا لذلك وقال السيد المنجي إنه أصبح يخشى على ابنه أسامة من الاصابات بسبب الاندفاع المفرط لبعض اللاعبين مضيفا: «أريد أن أوجه تحية خاصة جدا الى المدرب القدير العربي الزواوي الذي ساهم في بروز وتألق ابني أسامة هذا بالاضافة الى العناية الخاصة التي وجدها أسامة من قبل رئيس النادي السيد حمدي المدب مع العلم أن أسامة له علاقة خاصة جدا بالرقم (10) منذ كان صغيرا وقد وقع ذات مرة أن جرّدوه من هذا الرقم ومنحوه الرقم (13) فحزّ في نفسه كثيرا قبل أن يستعيده من جديد»...