قد تكون القطعة الأثرية المحجوزة فينيقية أو بونيقية أو رومانية العهد ، فلئن لم يحدد خبراء الآثار بعد عهدها التاريخي، فالثابت انها محجوزة لدى أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش التابعة للحرس الوطني بصفاقس بعد أن عرضها «صاحبها» للبيع على الأنترنات بمليار على أرجح الأقوال .. القطعة الأثرية في شكل منحوتة لامرأة مرصعة بالذهب وبعض النفائس الأخرى، وقد عثر عليها المتهم بمحض الصدفة تحت أديم أرضه الكائنة بإحدى الضواحي الشمالية بصفاقس لما هم بالقيام ببعض أشغال البناء و الترميم. المتهم الذي لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالآثار ومخلفات بعض الحضارات، أدرك قيمة الكنز وفكر في الانتفاع به، وللغرض وبعد تفكير دام بضعة أيام قضاها في التثبت من القطعة الأثرية وتقليبها وتنظيفها، استقر رأيه على عدم إعلام الجهات المعنية مقابل بيعها في تونس أو خارج حدود الوطن و الإنتفاع بثمنها الذي سيغير مجرى حياته إلى الأبد. حرص المتهم على السرية التامة ولم يعلم أحدا بالموضوع باستثناء أحد الأصدقاء المقربين منه جدا والذي أشار عليه بالقيام ببعض الاتصالات عبر شبكة الأنترنات وعرض القطعة الأثرية النادرة للبيع لمن يدفع أكثر.. موضوع القطعة وأهميتها التاريخية وتركيبتها المتكونة أساسا من الذهب وبعض النفائس، بلغ في نهاية الأسبوع الفارط مسامع أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش بصفاقس الذين تابعوا الموضوع بسرية تامة إلى أن حصر المحققون التهمة في الكهل القاطن بإحدى الضواحي الشمالية بصفاقس. وبتحريات دقيقة تنم عن خبرة و دراية، و بكمين تم التخطيط له بحرفية، أمكن ضبط المتهم و بحوزته «إمرأته النادرة» التي تم حجزها في مرحلة أولى ثم إرسالها للجهات المعنية للتأكد من قيمتها التاريخية و أصلها الحقيقي. وفي انتظار تقرير خبراء الآثار، تم في نهاية الأسبوع الفارط إيقاف المتهم و شريكه على ذمة العدالة في انتظار إحالتهما على العدالة بتهمة الإتجار في الآثار.