أنهى الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الليلة قبل الماضية زيارته الى لبنان بلقاء أمين عام «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله الذي أهداه بندقية اسرائيلية غنمها الحزب خلال المعارك الضارية التي خاضها مع جنود الاحتلال الاسرائيلي في العدوان على لبنان عام 2006. فقد أكد بيان صادر عن «حزب الله» ان نجاد التقى نصر الله في مقر السفارة الإيرانية في منطقة بئر حسن ببيروت، وتم خلال اللقاء الذي لم يعلن عنه مسبقا استعراض الأوضاع العامة ونتائج الزيارة التي وصفها بالتاريخية للرئيس الايراني على مختلف الأصعدة. هدية نصر الله وأضاف البيان، ان نصر الله قدّم للرئيس الايراني بندقية أحد الجنود الصهاينة، كانت المقاومة قد غنمتها في حرب 2006 كعربون وفاء وشكر. وبثّ تلفزيون «المنار» التابع ل «حزب الله» شريطا مصوّرا قصيرا دون صوت يظهر فيه نصر الله وأحمدي نجاد وهما يتعانقان بحرارة ثم يجلسان وهما يتحادثان مبتسمين. وينتهي الشريط على صورة نصر الله وهو يسلّم البندقية وقد وضعت في علبة خشبية الى ضيفه. وقبيل توجهه الى مطار بيروت الدولي زار نجاد نظيره اللبناني ميشال سليمان في القصر الرئاسي في زيارة وداعية عقد خلالها الرئيسان جلسة لنحو نصف ساعة، حيث تناولا الحديث عن الزيارة وقيّما نتائجها على كل الأصعدة. واتفق الرئيسان على متابعة الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي وقّعت بين البلدين. وجدّد نجاد تأكيده استعداد إيران لمساعدة لبنان في كل ما يطلبه ودعا نظيره اللبناني مجددا لزيارة إيران. قوة عظمى وقد أدرجت صحف لبنانية أمس زيارة نجاد الى لبنان في إطار تثبيت الدور الايراني ك «قوة عظمى» في مواجهة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. ورأت صحيفة «الأخبار» في افتتاحيتها ان الأمريكيين يمكن ان يقرؤوا في الرسالة (التي يوجهها نجاد) ما يقوله وما لا يقوله: تحاصرون إيران نحاصركم من لبنان وسواه، تريدون حلولا للمشاكل في المنطقة ومشاكلها معكم ومشاكلكم فيها تعالواالى الباب الايراني». ورأت صحيفة «الأخبار» ان الزيارة تندرج في سياق إقليمي، حيث القوة الاقليمية العظمى تثبت حضورها يوما بعد آخر». وفي سياق ردود الفعل اللبنانية على زيارة نجاد قال القيادي في تيار «المستقبل» مصطفى علوش ان الرئيس الايراني يلقي الخطابات الحماسية ولبنان يدفع ثمن الصراع دون غيره. وفي الجانب الاسرائيلي عقّب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على أقوال الرئيس الايراني حول زوال إسرائيل بالقول «استمعنا الى الشتائم والأقوال المهينة عند الحدود مع لبنان والردّ الأفضل عليها صدر من هنا قبل 62 عاما (في إشارة الى موعد قيام إسرائيل) مضيفا ان إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها، حسب قوله.