شكّلت مباراة الترجي والأهلي حدثا شغل الرأي العام في مصر وتونس على مدى أسبوعين وقد يواصل هذا الحدث طغيانه على بقية الوقائع الأخرى مهما بلغت قيمتها لوقت ليس بالقليل لما لكرة القدم من مكانة في تونس ومصر وحتى زيارة نجاد الى لبنان مرّت في الخفاء وسط زحام كرة القدم. مباراة الإياب، في سهرة الأحد، جاءت حبلى بالأحداث والمواقف التي أثارت سيلا من التعاليق الاعلامية المصرية، تعوّدنا عليها في الحقيقة، فالحرب الاستباقية النفسية إنتاج سينمائي بحت لا يقدر عليه إلا الممثلون والمخرجون البارعون.. موقف بين الموقفين البداية ستكون بقناة «النيل سبور» التي أفردت حصة كاملة للمباراة بعد نهايتها وقد باركت في البداية فوز الترجي لكنها أطنبت في الحديث عن هدف مايكل المسجل باليد، وعلّقت على موقف الكنزاري، الذي وصف الهدف بعدالة السماء، بالقول «إن الكنزاري قليل الخبرة». وبعد وابل من الاتهامات للحكم عاد الى ابراهيم حجازي رشده وعاتب لاعبي الأهلي على عدم حسم أمر الترشح منذ مباراة الذهاب وعدم قدرتهم على الحفاظ على هدوء أعصابهم ووقوعهم في فخ الاستفزاز ولا ننسى الإشادة بالتغييرات الفنية للبنزرتي. وشهد شاهد من أهلها وسط كل ذلك الغليان تدخلت مشاهدة مباشرة على الهواء لتسيل العرق البارد للحجازي وقالت: «مبروك للترجي الذي استحقّ فوزه وعلى الأقل إينرامو لم يسجد للّه شكرا بعد أن سجل الهدف بيده».. وهو تدخل يجنّبنا متاعب التعليق على مواقف البكاء على الأطلال. الصحف تتهم الحكم الصحف المصرية صبّت جام غضبها على الحكم لامبيتي حيث كتبت جريدة «الشروق» المصرية: «يد إينرامو تسرق الأهلي في حماية لامبيتي وتضع الترجي في النهائي». صحيفة «اليوم السابع» عنونت: «التحكيم الظالم يطيح بالأهلي من البطولة الافريقية» وأوردت تصريحا لحسام البدري قال فيه «وتأكدت مخاوفي من الحكم». جريدة «الأهرام» كانت كعادتها رصينة في تعاليقها حيث كتبت: «الأهلي يخسر بشرف أمام الترجي التونسي». أما جريدة «الأخبار» فانساقت في نفس الحملة وكتبت أن الأهلي ودّع البطولة والترجي في النهائي بفضل يد إينرامو وأضافت أن اتحاد الكرة يساند الأهلي في شكواه ضد لامبيتي. مايكل جوردان تعليقات كثيرة رافقت هدف مايكل اينرامو فهناك من وصف اينرامو بمايكل جوردان وهناك من قال إن يد الشيطان هي التي سجلت الهدف وهذا حسب الرواية المصرية ولكن نعلم أن مارادونا قال هي «يد الله» التي جعلته يرفع كأس العالم في 1986ونسج على منواله ميسي وراؤول وهنري ومحمد فضل وغيرهم. اتهامات لحفيظ الدراجي حالة الهيستيريا المصرية طالت الجميع حتى الجزائري حفيظ الدراجي الذي نشط أستوديو تحليل المباراة في قناة «الجزيرة» ولم يسلم طارق ذياب من الانتقادات اللاذعة كذلك ويبدو أن الأشقاء المصريين لا يعرفون أن الرياضة ربح وخسارة وروح رياضية قبل كل شيء.