يؤكد الأخصائي النفسي علي المحمدي (الاخصائي بجامعة القيروان) على أهمية الإحاطة النفسية بالطلبة في الوسط الجامعي ودورها الفعال في تحقيق التوازن النفسي والتوافق الذاتي للشاب (الطالب) وتساعده على تجاوز مشاكله والصعوبات التي تعترضه بما ييسر اندماجه داخل المجتمع ويساهم بالتالي في نجاحه الدراسي والمهني. وتنقسم الاحاطة النفسية إلى قسمين: قسم وقائي ويتمثل في محاولة منع المشكلات النفسية الاجتماعية التربوية من جهة وقسم توعوي في مجال المشاكل النفسية اضافة الى دورها في الكشف المبكر للحالات التي تحتاج الى متابعة وايضا من اجل محاولة تقليل أثر الاضطراب ومنع تطور المرض. اما الهدف العلاجي فتحاول الرعاية النفسية بالطلبة في الوسط الجامعي مساعدة ومعالجة الطلبة الذين يعانون من مشاكل وصعوبات نفسية بسيطة أما بالنسبة للأمراض والاضطرابات النفسية الخطيرة فيتم تحويلها إلى قسم الطب النفسي بالمستشفيات. ثم السعي نحو إعادة ادماج الطلبة الذين يمرون بصعوبات أو أزمات نفسية في نسق الحياة الطالبية بمختلف أبعادها النفسية والبيداغوجية والاجتماعية والصحية. بصفة عامة يرى الاخصائي النفسي الجامعي أن الاحاطة النفسية بالطلبة في الوسط الجامعي ترمي إلى خلق جو مناسب للتعلم ومساعدة الطالب على المحافظة على توازنه النفسي واكسابه القدرة على فهم وتشخيص مشاكله وتنمية قدراته على مواجهة مصاعبه وتوفير فرص الحوار والتواصل وتبادل الرأي بين الطلبة وتمكينهم من التعبير عن مشاغلهم اليومية وربط علاقات مع الآخر وهو ما يساعدهم على تطوير ذواتهم وبالتالي ضمان نجاحهم الدراسي والمهني. صعوبات تعترض الطالب ويرى الاخصائي المحمدي أن الطالب ينتمي إلى مرحلة عمرية تجمع بين مرحلتين مختلفتين وهي المراهقة باندفاعها، عدم النضج الكامل، رهافة الحس، سيطرة العاطفة والغرائز الجنسية وضعف الشخصية وفي المقابل أمامه مرحلة عمرية جديدة تتميز بالنضج والعقلانية مع التفكير في المستقبل باعتبارها مرحلة حساسة لتحديد المصير المهني كما تتميز بأهمية القواعد والقوانين الاجتماعية إذ على عكس المراهقة الثائرة تبرز هنا الطاعة والخضوع لهذه القواعد. المقترحات ويرى الاخصائي بضرورة توفير فضاءات مناسبة للإصغاء بمقر الجامعة وبالمؤسسات الجامعية الراجعة إليها بالنظر. كما يدعو الى مشاركة الاطراف التربوية في عملية التحسيس. الى جانب مزيد تكثيف عمل النوادي الرياضية والثقافية والفنية بالمؤسسات الجامعية. كما دعا الى التفكير في تنظيم حصص تكوينية للمدرسين حول الخصوصيات النفسية للطالب وكيفية التعامل مع مختلف الحالات. الى جانب توصيات تتعلق بالطلبة ومنها ضرورة اكتشاف الفضاء الجامعي واستيعابه بشكل ايجابي ونسج علاقات اجتماعية وصداقات مع محيطه.