لتشخيص السلوكيات الاستهلاكية بمناسبة عيد الاضحى وفي اطار الاستعدادات الجارية له أعد المعهد الوطني للاستهلاك استبيانا ميدانيا شمل 848 مستجوبا تتوزع على 506 رجال و342 امرأة. وحول أماكن شراء الأضحية تبين حسب احصائيات الاستبيان أن 37% من المستجوبين يشترون أضحيتهم من الرحبة و28% يشترون من المنتج مباشرة و19% يشترون أضاحيهم من الأسواق و5% فقط يشترون من نقاط البيع المنظمة والمساحات التجارية الكبرى مما يعني أنه رغم تحديد السعر المرجعي بهذه النقاط وضمان شفافية المعاملات واحترام شروط الصحة. وتبين أن 78% من العينة المدروسة يضحون احياء للعادات والتقاليد و14% يضحون لتحقيق رغبات الاطفال و9% يضحون ليجتمع أفراد العائلة و5% يضحون لأجل التقليد أي على غرار الأهل والأقارب و4% يضحون لاشباع حاجيات الأسرة. وحول توقيت شراء العلوش قياسا بحلول العيد أفاد 54% من المستجوبين أنهم يشترون قبل العيد بفترة وجيزة مما يعني أن التونسي مرتبط بمكان وضع «العلوش» والاهتمام به وكذلك ب«الشهرية» التي تمثل نسبة 48%في مصادر تمويل الاضحية. قيمة الاضحية: يبدو من خلال الاستبيان أن أفضل أضحية تتلاءم مع القدرة الشرائية للمواطن التونسي هي التي تتراوح بين 200 و300 دينار حيث احتلت نسبة 46% في الاستجواب فيما اعتبر 25% من المستجوبين أن كلفة أضحيتهم تتراوح بين 300 و400 دينار و16% لا تتجاوز أضحيتهم 200 دينار و2% فقط تتجاوز أضحيتهم 400 دينار. وتساهم عدة أطراف في اختيار الاضحية حيث أن 55% من المستجوبين يشترون أضاحيهم حسب اختيار الزوج ويساهم الاطفال في عملية اختيار الاضحية لدى 19% من المستجوبين في حين يستند 8% على اختيار الزوجة ويستعين آخرون بآراء أشخاص آخرين في اختيار الأضحية. تداين وتبين من خلال الاستبيان أن التونسي يتداين لشراء الاضحية أو يشتريها بالتقسيط وذلك بنسبة 11% حسب الاستبيان وهو ما يفسر سيطرة العادات والتقاليد والهروب من نظرة الآخر رغم أن الشرع لا يفرض الاضحية في حال عدم القدرة على شرائها. وتكشف الأرقام عن البعد التضامني للتونسي في مثل هذه المناسبات حيث صرح 2% من المستجوبين بأن مصدر أضحيتهم الهبة من الأهل والأصدقاء. وبخصوص سلوكات المستهلك عند بروز ضغوطات في الأسعار نجد أن 19% من المستجوبين الذين يضحون يعزفون عن شراء الاضحية عند بروز الضغوطات و9% يعوضون الاضحية بشراء كمية من اللحم و6% يشاركون أسرة أخرى في شراء الاضحية. ورغم ضغوطات الأسعار نجد أن 57% يصرون على شراء الاضحية مما يدفع الى ضرورة عقلنة المستهلك التونسي وتحسيسه بتفادي الاضرار بميزانيته في حال ارتفاع الاسعار وعدم المساهمة في التهاب الأسعار من خلال الاقبال على الشراء.