انشقاقات وتكتلات إقالات واستقالات وعرائض بالجملة موجهة ضد الهيئة المديرة ورئيسها السيد محمد الدرويش، هذا هو حال فريق الملعب التونسي وأقل ما يمكن أن نصف به الوضعية التي يعيشها فريق باردو منذ انطلاقة هذا الموسم والى حد الآن في ظل صراعات وخلافات باتت تمزّق كل يوم أوصال الفريق وتقطع شرايينه. تطورات الساعات الأخيرة تؤكد ان فريق باردو قد أصبح على فوهة بركان وبات الفريق مقبلا على مرحلة عصيبة جدا قد تهدد استقرار البناء خاصة بعد اقالة بعض الاعضاء وانسحاب البعض وآخرهم رئيس اللجنة المالية السيد سامي حمدي الذي طرح رحيله عديد التساؤلات والتخمينات حول حقيقة ما يجري في أروقة ادارة النادي وطبيعة العلاقة التي أضحت تجمع رئيس الهيئة المديرة ببقية الاعضاء. بداية الغيث بعض الأخبار من داخل كواليس النادي تؤكد ان استقالة سامي حمدي من الممكن ان ينسج على منوالها بعض الاعضاء الآخرين خاصة ممن ظل وجودهم في صلب الهيئة صوريا وكثيرا ما كانوا بعيدين عن دائرة القرار ولم توجه لهم الدعوة لحضور بعض الاجتماعات الدورية كل هذا سيفرض على رئيس النادي مزيد العمل لرأب الصدع ولم شمل عائلة البقلاوة والاحتكام الى سياسة العقل والمشورة خاصة وان الانسحابات والاقالات المتتالية من الممكن ان تؤدي الى فراغ اداري قد يعجْل برحيل الهيئة في ظرف لم بعد ممكنا لفريق باردو أن يخطو خطوة الى الوراء. زوبعة مفتعلة لئن عمت حالة من الاستياء صفوف أحباء «البقلاوة» نهاية الاسبوع على خلفية قرار الهيئة المديرة بالموافقة على تأجيل موعد مباراة الجولة ضد الترجي، حيث ترى بعض هذه الجماهير ان السيد محمد الدرويش قد راعى في قراره مصلحة الترجي أكثر من فريقه وضرب موعدا جديدا مع الارتجال وسوء التقدير حين حرم «البقلاوة» من مواجهة الترجي المنهك حاليا من مباريات كأس الرابطة الافريقية، فإن بعض الآراء الأخرى المعتدلة ترى أنها زوبعة مفتعلة حبكت خيوطها بعض الأيادي التي تسعى في كل مرة الى ارباك موقف الهيئة المديرة والتشكيك في مصداقية تعاملها مع متطلبات المرحلة المقبلة، وترى هذه الأصوات ان تأجيل مباراة الترجي سيكون أفضل بالنسبة لفريق باردو الذي سيستعيد بعض ركائزه بالاضافة الى ذلك فإن فريق الترجي سيكون ساعتها منشغلا بالاعداد لمباراة إياب الدور النهائي ضد مازمبي التي تأتي بعد أقل من أسبوع من مباراة البطولة وهو ما سيفرز حالة من التشتت الذهني بالنسبة لأبناء المدرب فوزي البنزرتي من الممكن استغلاله لكسب نتيجة اللقاء. وبين هذه الآراء وتلك تبرز حقيقة واحدة للعيان وهي أن الوضعية الضبابية التي يعيشها الملعب التونسي على المستوى الاداري بالخصوص باتت تشكل أرضية رطبة لاتساع رقعة الشرخ وتفاقم حجم المشاكل بالشكل الذي لم يعد ممكنا فيه التميز بين الغث والسمين. «لوفيغ» والدرويش في مركب واحدة في جانب آخر من واجهة الاحداث داخل محيط الفريق، تشير الوقائع الى أن المدرب «باتريك لوفيغ» قد أصبح في مركب واحدة مع رئيس النادي واذا كانت علاقة البعض من جماهير «البقلاوة» بالسيد محمد الدرويش قد أصابها الفتور واتسع محيط الفجوة بينهما فإن علاقة المدرب «لوفيغ» ببعض اللاعبين في الفريق قد ساءت بدورها في المدة الاخيرة، حيث أبدى بعض الذين تحدثنا اليهم من اللاعبين امتعاضهم الشديد من تصرفات المدرب الذي يرى العديد منهم ان معاملته قد تغيرت نحوهم وبدت طباعه أكثر حدة بعد أن أصبح كثير الصياح ولا يتورّع في الاساءة اللفظية لأي كان منهم بسبب او من دونه للحد الذي أفقدهم التركيز وأثّر على درجة تجاوبهم مع ما يطلبه منهم خلال الحصص التدريبية. أحد اللاعبين الذين يعتبرون من ركائز الفريق ورفض ان ندرج اسمه ذكر ان المعاملة الحادة للمدرب قد أثرت على نفسه حتى انه لم يعد قادرا على المواصلة وبات يتحين الفرصة للهروب نحو احد الفرق الاخرى والنسج على منوال محمد الجديدي وجميل خمير والزعيري... وراء ستار الانضباط بعض اللاعبين تحدثوا بقناعة الواثق عن النوايا المبيتة للمدرب الذي بات يسعى بكل الطرق لإبعاد بعض العناصر عن حضيرة الفريق ويرى العديد منهم أنه قد أخفى حقيقة ما يضمر وراء ستار الانضباط والصرامة وتسلّح ب«الكارط بلانش» التي تسلمها من يد رئيس الهيئة المديرة.