انقاد النجم عشية السبت الماضي إلى هزيمة غير متوقعة... في حين أكد البعض أن الثنائية المقبولة أمام النادي الإفريقي لم تكن مفاجئة باعتبار أن عدة مؤشرات كانت تدل على أنها واردة لكن الجميع خير تغليب التفاؤل بقدرة الفريق على تكذيب كل الأحكام المسبقة وهو ما لم يحدث ليضرب الأحباء موعدا متجددا مع الخيبة و«الألم» في ظروف متشابهة عندما مني الفريق بالهزيمة الأولى أمام الأولمبي الباجي في الجولة الرابعة. ضد النادي الإفريقي قدم النجم أسوأ مردود له منذ انطلاق السباق... نقولها بكل موضوعية فالفريق لاح بلا روح ولا تركيز ولا طريقة لعب و اضحة المعالم وهو ما يطرح مشكل الانتشار والتنظيم داخل الميدان. فرغم مرور يومين على هذه الهزيمة فإن موجة الغضب لم تهدأ في صفوف الأنصار الذين حملوا كامل مسؤولية هذه العثرة إلى اللاعبين في المقام الأول وتبعا لذلك يجب الاعتراف بأن الوضع الحالي غير مطمئن ولا يمكن أن يؤخذ من سطحه بل يجب البحث عنه في أعماقه لأن ما حصل في لقاء السبت الماضي أكبر من الهزيمة... أما إذا ماتم ترك الأمر على ما هو عليه دون اتخاذ إجراءات عملية فالأكيد أن الأسابيع القليلة القادمة ستفجر أكثر من معطى جديد. مردود باهت للمنتدبين! النقطة المثيرة للانتباه في مباراة النادي الإفريقي خاصة وما سبقها من المقابلات الأخيرة كانت المردود المتواضع للمنتدبين الذين لاح مستواهم باهتا ولم يقدموا ما يشفي غليل الأحباء الذين ضربوا كفا بكف وغادروا ملعب رادس وفي أذهانهم إبداعات منتدبين سبق لهم تعزيز صفوف النجم المعروف بقدرته على اصطياد العصافير النادرة التي ساهمت في تتويجه بالبطولة وكأس الكنفدرالية وكأس رابطة الأبطال الإفريقية وكأس السوبر دون اعتبار الألقاب التي «سرقت» من النجم خلال المواسم الثلاثة الماضية. أموال مقابل لا شيء المتأمل في مردود اللاعبين خلال مواجهة النادي الإفريقي يلاحظ أنهم كانوا أشباحا للذين يعرفهم جمهور النجم مع استثناء وحيد يخص بسام بولعابي وأحمد العكايشي. جمهور النجم ومسؤوليه لا يستحقون قطعا مثل هذا المردود المهزوز فالتشجيع لم ينقطع والهيئة وفرت للاعبين حوافز مادية وإحاطة إدارية كاملة فلماذا لا يكون المردود على قدر التضحيات التي بذلها جمهور النجم ومسؤولوه؟ غياب روح المسؤولية هزيمة السبت كانت القطرة التي أفاضت الكأس ودفعت ببعض الأحباء إلى ردة فعل عنيفة كانت مرفوضة من أنصار يشكلون منطقيا سندا لفريقهم وقت الشدة لكن الوجه الشاحب الذي ظهر به زملاء لمجد الشهودي ضد النادي الإفريقي كان يفرض على الجميع التحلي بروح المسؤولية التي غابت كليا عن جميع اللاعبين وعدم اكتراثهم بما حدث وكأنهم يلعبون في فريق غير النجم الساحلي وهو ما يستدعي وقفة حازمة من رئيس الجمعية والمحيطين به لإذكاء حب الانتصار في المجموعة لأن الاحتراف عقلية وممارسة وليست أموالا وامتيازات. «الشروق» نبهت إلى ذلك قد يتساءل البعض ممن يقرأ هذا المقال «لماذا لم تنشر هذه الأسباب والمسببات إلا بعد هزيمة النجم ضد النادي الإفريقي؟ لهؤلاء نقول نحن في «الشروق» سمينا الأشياء بأسمائها إلى درجة أن بعضهم صنفنا في خانة «المناوئين» ومع ذلك فقد واصلنا الإشارة إلى السلبيات لعل آخرها الملف البدني والإصابات عندما قلنا إن بعض العناصر تراجع حضورها البدني وبعض اللاعبين صاروا يجدون صعوبة في إنهاء المباراة وغيرها من الإشارات التي أخذت فيما بعد بعين الاعتبار... الإفراط في الثقة العامل الأكثر أهمية على الاطلاق الذي ساهم في هزيمة النجم الثانية منذ انطلاق السباق هو عدم جاهزية اللاعبين على المستوى المعنوي والذهني... من ذلك أنه قبل مواجهة الإفريقي كان هناك استسهال للمنافس وهو ما أصاب زملاء سيف غزال بثقة مفرطة في النفس وشعورهم أن اللقاء سهل والنادي الإفريقي في المتناول وقد دعم هذا الإحساس الرأي العام ووسائل الإعلام التي جعلت من الأوضاع التي يمر بها فريق باب الجديد مسلسلا متعدد الحلقات وهي كلها عوامل أصابت لاعبي النجم بالغرور ليفوزوا بالمباراة قبل خوضها. كيف سيكون التدارك؟ هذا السؤال قد يكون مشروعا على ضوء ما حدث لأن النجم ليس فريقا عاديا وهو القادر على النهوض من هذه الكبوة... لكن ذلك لن يتم إلا بتضافر جهود كل الأطراف من هيئة مديرة وأحباء وخصوصا اللاعبين الذين قد يشكل شعورهم بالمسؤولية منطلقا جديدا نحو المحافظة على الأهداف المرسومة أي لعب الأدوار الأولى والمنافسة على كل الألقاب. وحسب معايشتنا لواقع النجم الساحلي فإن الحل في تحقيق التدارك ليس بوضع المدرب منذر الكبير في قفص الاتهام ولكن بوضع اليد في اليد من أجل الغد والاتعاظ من دروس بداية الموسم لنتأكد في النهاية أن الفرق الكبرى لا تسقط ولو سقطت كل الرؤوس من حولها. اجتماع عاصف للكبير صبيحة أول أمس الأحد اجتمع المدرب منذر الكبير باللاعبين حيث وقع التعرض إلى هزيمة الفريق الأخيرة ضد النادي الإفريقي وخلال هذه الجلسة التي كانت عاصفة لم يتردد المدرب في محاسبة اللاعبين وتحميلهم مسؤولية أخطائهم مؤكدا لهم أنه لا يقيم وزنا ل«الأسماء» وأن الميدان هو الفيصل بين الجميع وأن نتائج المقابلات تكسب داخل الملعب وليس خارجه. استياء من الأزياء السوداء خيبة أمل جماهير النجم كانت يوم السبت الماضي مضاعفة فإلى جانب الهزيمة والأداء المهزوز خرج عليهم فريقهم بأزياء غريبة ذات لون أسود داكن انعدم فيه كليا اللونان الأحمر والأبيض المميزان لفريق جوهرة الساحل منذ تأسيسه سنة 1925. الأحباء والقدماء يشخصون الداء: الوضع ليس كارثيا لكن التدارك السريع مطلوب هزيمة يوم السبت كانت «مدوية» وكشفت عن عديد النقائص والعيوب التي أدت إلى التعثّر في لقاء كان يمثل للجميع فرصة سانحة للإقلاع الحقيقي والتأكيد على أن للنجم صوت مسموع في بطولة هذا الموسم إلا أن العكس هو الذي حصل ليغيب الإقناع وتكثر الأخطاء ويتكبّد الفريق هزيمته الثانية بطريقة لم يستسغها الجميع لتخلق موجة كبيرة من الاستياء. لمزيد الإحاطة بهذا الاستفهام ولتشخيص الوضع الراهن كان اللقاء مع ثلة من قدماء اللاعبين ومجموعة من الأحباء. حكيم البرقي (لاعب سابق): أظن أن الأمور ليست كارثية إلى هذا الحد وأمر البطولة لم يحسم بعد، صحيح أن النجم «سقط» في أول امتحان رسمي أمام النادي الإفريقي وصحيح أن الفريق لعب يوم السبت الماضي دون استراتيجية واضحة المعالم وبعيدا عن إلقاء المسؤولية على هذا الجانب أو ذاك لا بد للهيئة المديرة من تحديد اختيارها إما تكوين فريق على أسس ثابتة وهنا لا بد من إعطاء المدرب الجديد بعض الوقت للقيام بعمله أو الإفصاح عن نية المراهنة على مختلف الألقاب وعندها لابد من تعزيز الفريق بظهير أيمن وأيسر وصانع ألعاب ومهاجم صريح. رياض عمارة (لاعب سابق): «الهزيمة ليست نهاية العالم والوضع الحالي لا يبعث على الفزع... صحيح أن الفريق كان شبحا وجل اللاعبين كانوا يوم السبت الماضي خارج الموضوع... فهذه الخسارة أمام النادي الإفريقي لا تعني شيئا بل المهم هو كيف نتجاوزها والعمل على عدم خلق أزمة فلا يجب أن تطول بما يعصف بمستقبل النجم، هناك أشياء «موش ماشية» ولا بد من توفير الظروف الملائمة للجهاز الفني واللاعبين من أجل التدارك فقوة الفريق تظهر في كيفية تجاوز العثرات وإيجاد أسرع الحلول... السباق مازال في بدايته ولا مجال لتهويل الأمور لأن الجميع يتذكر كيف أن الترجي انهزم في الموسم الماضي برباعية كاملة أمام الملعب التونسي وفاز بالبطولة في نهاية الموسم. عبد السلام عظومة (لاعب سابق): هزيمة السبت الماضي كانت بصراحة «مؤلمة» وقد خلفت استياء عميقا خاصة في نفوس الأحباء الذين اعتقدوا خاطئين أن فريقهم يضم أحسن اللاعبين وبنوا قصورا من الأحلام لكن حقيقة الميدان جاءت بعكس ذلك رغم أن الهيئة المديرة «دللت» هؤلاء «المتشبعين» متناسين أنهم يحملون ألوان النجم. الناصر بن إمحمد (محب): لقد فاض الكأس لم نعد نتحمل الحماقات التي أدت إلى هزيمة غير متوقعة لفريقنا يوم السبت الماضي، والكيفية التي ننهزم بها بعد أن قيل أن الفريق يملك أحسن اللاعبين... لقد لاح هؤلاء بلا روح ليتبين أن المشكل ليس في المدرب بل في عدم الشعور بالمسؤولية والوضع الحالي يتحمل مسؤوليته رئيس الجمعية الذي جاء من أجل التغيير لكنه لم يغيّر شيئا إلى حد الآن. فيصل سليمان (محب): هزيمة رادس لا أبالغ في شيء إذا وصفتها بالكارثية وتغيير المدرب لم يضف شيئا للفريق وإذا ما كانت لهيئة الدكتور حامد كمون نية صادقة في بناء فريق يراهن على الألقاب مثلما أوهمنا بذلك فلا بد له من انتداب مدرب في حجم النجم لأن المهمة أكبر من منذر الكبير. عاطف العجيمي (محب): هزيمة مخجلة أداء ونتيجة تلك التي تكبدناها أمام النادي الإفريقي جاءت لتضع الجميع أمام عدة حقائق سعى البعض إلى تجاهلها الوضع الحالي تتحمل مسؤوليته الهيئة المديرة التي أقالت محمد فاخر وأتت بمنذر الكبير دون أن تلمس ولو تغييرا طفيفا لا على مستوى الروح القتالية أو الرسوم التكتيكية ولأجل ذلك لا بد من تحرك سريع قبل أن تتطور الأمور نحو الأسوإ. بشير عبيد (محب): مسؤولية الهزيمة أمام النادي الإفريقي يتحملها اللاعبون بنسبة 90٪ باعتبار أن الحيّز الزمني لم يكن ليساعد المدرب منذر الكبير على تغيير ما يجب تغييره وحتى لا يتكرر سيناريو الموسم الماضي لا بد من مراجعة الرصيد البشري لأنه اتضح بالكاشف أن عدة لاعبين ليس لهم أماكن في التشكيلة الأساسية.