يبدو أن فريق الترجي الرياضي صاحب الشعبية الكبيرة والرصيد الأوفر من الألقاب والتتويجات لم يكتف بإنجاب وصقل أهم وأبرز المواهب الكروية في تونس وإفريقيا عموما وإنما عمل الأصفر والأحمر على زرع قيمة الوفاء في أبنائه حتى وإن اضطرّتهم الأقدار والظروف الى مغادرة أسوار حديقة المرحوم حسّان بلخوجة كما هو الحال بالنسبة لأبناء الترجي خارج حدود الوطن والذين ظلوا في قلب فريق باب سويقة الذي لم يزده تألق أبنائه من مدربين ومحللين فنيين ولاعبين وتواجدهم في ثلاث قارات على الأقل (آسيا وأوروبا وإفريقيا..) إلا فخرا بهم. «الشروق» تحدثت الى ثلة من أبناء الترجي خارج حدود الوطن ليلة مقابلة فريقهم أمام مازمبي الذين تحدوا المسافات واختلاف الأوقات لمتابعة مقابلات الفريق فأكدوا ما يلي: طارق ثابت: الكرات الثابتة أنجع وسيلة للإطاحة ب«مازمبي» «شخصيا أفاخر بالانتماء الى فريق بحجم الترجي الرياضي الذي يظل أحد أفضل الفرق ونحن حتى وإن كنا الآن خارج حدود الوطن فإن أي نجاح يحققه الفريق نزداد به فخرا واعتزازا أما بالنسبة للمقابلة التي تنتظر الترجي أمام مازمبي فأظن أن أفضل سيناريو بالنسبة للترجي هو تسجيل هدف أو أكثر مع العمل على الحدّ من سرعة لاعبي فريق مازمبي الكونغولي فقد شاهدت هذا الفريق خلال الدور نصف النهائي في هذه المسابقة ولاحظت أنه يتمتع بسرعة كبيرة وأعتقد أن الترجي سيعتمد على الضغط العالي على حامل الكرة وينبغي على الترجي أن يحسن استغلال الكرات الثابتة جيدا خاصة وأن نقطة ضعف هذا المنافس تبقى دائما خطّه الخلفي فهذا الفريق وبقدر ما يتميّز لاعبوه بعاملي السرعة واللحمة الشديدة فإنه يفتقد الى النضج التكتيكي على مستوى الدفاع وهنالك نقطة أخرى بإمكان الترجي استغلالها جيدا خلال هذه المقابلة والتي تتمثل في اختراق دفاع مازمبي اعتمادا على الرواقين لكن يبقى العنصر المهم خلال هذه المقابلة ضرورة امتصاص سرعة هذا المنافس وأظن أن الترجي يدرك جيدا حجم المسؤولية الموكولة على عاتقه فهو يمثل تونس والوطن العربي بأكمله..». معين الشعباني: الترجي يعرف جيدا مازمبي ومحيطه الخارجي «أظنّ أنه ينبغي على فريق الترجي أن يحاول حسم مسألة اللقب في مقابلة الذهاب بالكونغو دون التفكير أصلا في مقابلة العودة فهذه المقابلة تخضع الى الجاهزية الذهنية بالأساس فالترجي يعرف جيدا منافسه بحكم أنه واجهه في دور المجموعات ويدرك الترجي أن نقطة الضعف الواضحة صلب مازمبي تتمثل في هشاشة دفاعه وهو ما سيعمل الفريق على استغلاله لتحقيق نتيجة إيجابية وذلك لا يعني التعادل السلبي وإنما التعادل الايجابي مثلا أو الانتصار ومؤكد أن الترجي وضع في اعتباره كل التأثيرات السلبية الخارجية التي يمكن أن ترافق هذه المقابلة سواء تعلق الأمر بالتحكيم بقيادة الحكم الطوغولي أو أيضا بالظروف الخارجية المصاحبة للمقابلة وأعتقد أن الترجي لن يقع في الفخ الذي سبق وأن وقع فيه فريق شبيبة القبائل عندما واجه هذا الفريق بالذات في ذهاب الدور نصف النهائي ولكن لا بد من توخي الحذر طيلة أطوار المقابلة وعدم المجازفة مقابل الضغط على حامل الكرة للحد من خطورة هذا المنافس وأعتقد أن الترجي بإمكانه مغالطة هذا المنافس عن طريق الكرات الثابتة التي تبقى من أنجع الوسائل التي يعتمدها فريق الترجي خاصة وأننا لاحظنا قصر قامة لاعبي مازمبي ومؤكد أن الترجي يعي جيدا أن جماهيره الغفيرة سواء في تونس أو خارجها تنتظر منه الكثير في انتظار التأكيد في تونس». رمزي بن يونس: حتى أبناء السعودية أصبحوا يهتفون باسم الترجي «لن أبالغ إذا قلت أنني من كثرة متابعتي لفريقي السابق الترجي جعلت من رفاقي في فريق الفتح يرددون أيضا اسم الترجي فالمسافات البعيدة لم تمنع أبناء الترجي من متابعته ومساندته ولو عبر شاشة التلفاز وأعتقد أنه حان الوقت لتنصف الكرة فريق الترجي بعد الكثير من الصبر والانتظار فقد شاهدت فريق مازمبي الكونغولي ولاحظت أنه يتمتع بهجوم قوي بالاضافة الى عدة لاعبين متميزين على مستوى خط الوسط ولكن لا مجال لمقارنة هذا الفريق بالامكانات العريضة التي بحوزة الترجي، فهو أحد أفضل الفرق العربية والافريقية في الوقت الراهن بالرغم من الظروف الصعبة التي قد تواجه الترجي الرياضي بسبب التحكيم فإن الفريق بإمكانه العودة بنتيجة إيجابية من الكونغو بالذات لذلك سيكون الانتصار أفضل سيناريو لأبناء المدرب القدير فوزي البنزرتي ولاحظت شخصيا أن فريق الترجي يستمدّ قوته من روح المجموعة بأكملها مع التعويل على الامكانات الفردية الكبيرة لبعض عناصره على غرار أسامة الدراجي ومايكل اينرامو ويوسف المساكني وأفول وتراوي.. وذلك على عكس السنوات الماضية عندما كان الفريق يقتصر على الاعتماد على فرديات بعض للاعبين فحسب مثل كمال زعيم والشعباني وأبو شروان.. لذلك أظن أن الترجي سيتغلب على فريق مازمبي لأنه الأفضل عى جميع المستويات». لطفي جبارة: نتابع الترجي ولو كنا في الجانب الآخر من العالم «التحقت منذ فترة بفريق «الحياد» الليبي ومع ذلك فإنني أتابع كل شاردة وواردة تتعلق بفريقي السابق الترجي الرياضي الذي لن أتوقف يوما واحدا عن عشقه ومتابعة أخباره فقد جاءت الأصداء الأولية إيجابية فالفريق قام بتربص ناجح وأظن أن الترجي يتمتع بأسبقية معنوية كبيرة على حساب فريق مازمبي الكونغولي بحكم أن الترجي سبق له أن فاز على هذا المنافس بالذات بثلاثية كاملة في دور المجموعات وأجزم بأن سيناريو الهزيمة التي تكبدها الترجي في الكونغو لن يتكرّر ثانية ومع ذلك ينبغي على فريق الترجي أن يتخذ جميع الاحتياطات لأن هذا الفريق لم يبلغ الدور النهائي صدفة فهو حامل النسخة الأخيرة لرابطة الأبطال الافريقية ولاحظت أنه فريق يفرض الاحترام ومع ذلك فإنه بإمكان الترجي تخطي هذه العقبة بسلام حتى يسعد جماهيره الغفيرة التي بقيت تنتظر بفارغ الصبر تتويجه باللقب الافريقي علما و أن أبناء الترجي يساندون فريقهم بكل جوارحهم حتى وإن كانوا خارج حدود الوطن».