كانت مداخيلهما محدودة وكانت ارباحهما من تجارة الفحم شحيحة ولهذا قررا سرقة كبشين حتى يبيعاهما ويستغلا ثمنهما في تنمية رأس مالهما. هكذا بررا فعلتهما امام باحث البداية قبل ان يتراجعا مؤخرا امام هيئة المحكمة ويتمسكا بالانكار هما شابان في مقتبل العمر وينحدران من احدى جهات صفاقس. باشرا منذ مدة طويلة نسبيا تجارة الفحم فضلا يطوفان بين مدينة واخرى وبين قرية واخرى حتى حلا يوم الواقعة بمدينة دوز. كشفتهما طفلة كان احد الفلاحين بالمدينة اخرج اغنامه ساعة الواقعة من اسطبلها حتى ترعى بعض الكلإ وانشغل حينا عنها. وعندما عاد اليها فوجئ باختفاء كبشين فبحث عنهما من مكان الى آخر حتى اعلمته احدى الفتيات انها شاهدت شابين يبيعان الفحم يتقدمان من الاغنام وينقلان كبشين الى شاحنتهما الخفيفة (من نوع 404 باشي) قبل ان يغادرا المكان فأسرع المتضرر الى احد المراكز الامنية حيث قدم شكواه واوصاف اللصين وعربتهما بناء على ما ذكرته الشاهدة. وقد باشر اعوان الأمن ابحاثهم على الفور فأصدروا منشور تفتيش ضد المبلغ عنهما فيما اختار المتضرر اعانتهم في البحث بطريقتهم الخاصة. تعرف عليهما راح المتضرر يجوب الطرقات والمسالك بسيارته حتى لمح شاحنة تتوفر فيها المواصفات المطلوبة متوقفة امام اعوان دورية امنية بمطماطة. ولما اقترب منها تأكد من توفر جميع الأوصاف (الفحم واوصاف الشابين اللذين يركبانها بالاضافة الى عثوره على الكبشين وتعرفه عليهما) فروى حكايته لأعوان الامن الذين نسقوا مع زملائهم في مركز الامن بدوز. وقدتم حجز الكبشين وإيقاف المشبوه فيهما واعترفا اثناء استجوابهما بفعلتهما وذكرا في تبريرهما انهما لمحا اغنام المتضرر بلا حراسة فخامرتهما فكرة الاستيلاء على بعضها حتى يبيعاها ويستثمرا المقابل في تنمية رأس مال تجارتهما. وقد اتضح للنيابة العمومية توفر ما يكفي من الادلة لاتهامهما بجريمة السرقة المجردة ولهذا احالتهما على المحاكمة. وقد مثلا مؤخرا امام احدى الدوائر الجناحية بمحكمة قبلي حيث تراجعا في اعترافهما السابق وانكرا ما نسب اليهما قبل ان يطلبا الحكم لهما بعدم سماع الدعوى لكن هيئة المحكمة لم تظهر موقفها في الحال بل اقرت التصريح بالحكم الى موعد لاحق.