يدلي الناخبون الأمريكيون اليوم بأصواتهم لتحديد شكل الكونغرس القادم إلى جانب نصف حكام الولايات والمسؤولين المحليين في بلادهم، فيما تشير استطلاعات الرأي التي لم تتوقف قبل الانتخابات إلى أن الجمهوريين سيكسبون مقاعد جديدة في مجلسي الكونغرس، ومن المرجح أن يحصلوا على الأغلبية في مجلس النواب، أما في مجلس الشيوخ فمن المتوقع أن يضعفوا على الأقل من قوة الأغلبية الديمقراطية. وقد زار الرئيس الأمريكي باراك أوباما أول أمس كليفلاند بولاية أوهايو في اليوم الأخير من حملة شملت أربع ولايات يتعرض فيها الحزب الديمقراطي لخطر الخسارة لصالح الجمهوريين. وألقى أوباما باللوم في ما يتعلق بالركود الاقتصادي الحالي وارتفاع معدل البطالة على الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الجمهورية السابقة، ولكن الجمهوريين بدورهم وجهوا اللوم إلى أوباما في هذا الشأن. ووجه أوباما الدعوة إلى الكونغرس، في خطابه الإذاعي الأسبوعي يوم السبت الماضي للعمل سويا لمساعدة العاطلين عن العمل، بغض النظر عن نتائج انتخابات اليوم الثلاثاء. فيما رد الجمهوريون بالقول «الآن ليس وقت المساومة والحلول الوسط» داعين إلى خفض الإنفاق وتقليل الضرائب متناسين أنهم الذين تسببوا من خلال الحرب التي شنها بوش على العراق وأفغانستان قد زادوا من الإنفاق الحكومي بشكل هائل. ويجرى الاقتراع اليوم على جميع مقاعد مجلس النواب وعددها 435 مقعدا، و37 من 100 مقعد في مجلس الشيوخ، وقد يؤدي وجود أغلبية للجمهوريين في مجلس نواب وأغلبية أضعف للديمقراطيين في مجلس الشيوخ إلى صعوبة الأمر على الرئيس أوباما في تمرير برامجه ومشاريعه. غير أنه أعرب عن تفاؤله حيال فرص الديمقراطيين في الانتخابات التشريعية مقرا في نفس الوقت بأن المنافسة ستكون «متقاربة» في الكثير من الدوائر. وقد شارك أوباما مع نائبه جوزيف بايدن في جولات انتخابيية هدفت إلى حشد الأصوات لحزبهم الديمقراطي وتعزيز فرص مرشحيه في الفوز، وذلك في الوقت الذي يبدو فيه وفقا لاستطلاعات الرأي أن الرياح تجري بما تشتهيه سفن الجمهوريين الذين يرجح أن يسيطروا على مجلس النواب. أما مجلس الشيوخ الذي تدورالمنافسة في هذه الانتخابات على ثلث مقاعده فقط فمن المتوقع أن يبقى في أيدي الديمقراطيين، حتى وإن كان الجمهوريون يأملون في زيادة حصتهم في هذا المجلس عبر الاستحواذ على عدد من مقاعده من الديموقراطيين. وهذه تحديدا هي حال مقعد ولاية إلينوي في المجلس والذي كان يشغله أوباما قبل انتخابه رئيسا، ومن هنا فإن فوز مرشح جمهوري بهذا المقعد سيكون له بعد رمزي بالغ الأهمية. وأعطى الرئيس أوّل أمس جرعة دعم انتخابي لمرشح حزبه عن هذا المقعد أليكسي يانولياس بتناوله إفطاره معه في أحد مطاعم شيكاغو ومع حاكم الولاية بات كين، الذي يخوض بدوره معركة انتخابية لتجديد ولايته. وقال أوباما للصحفيين، غداة دعوته مناصريه الذين انتخبوه في 2008 للتوجه إلى صناديق الاقتراع، «ينتابني شعور جيد... إذا كانت نسبة المشاركة جيدة، فإن «بات» سيفوز و «أليكسي» سيفوز.. من هنا كانت المشاركة مهمة جدا».