أحال أمس أعوان فرقة الأبحاث والتفيش للحرس الوطني بسوسة على أنظار قاضي التحقيق بابتدائية المكان فتاة صحبة شابين آخرين للاشتباه في ارتكابهم سلسلة من عمليات سلب استهدفت مواطنين بالاضافة الى مداهمتهم لدورية أمنية أثناء مباشرة عملها بأحد المفترقات بالجهة لما أشار إليهم الأعوان بالتوقف. الحادثة جدّت في ساعة متأخرة من ليلة الخميس وتفيد أطوارها مثلما وردت في محضر الأبحاث أن كهلا في العقد الرابع من عمره التجأ الى أعوان الحرس الوطني الذين كانوا يباشرون عملهم بأحد مفترقات أكودة، القلعة الصغرى وأعلمهم أنه تعرض منذ دقائق الى عملية سلب من قبل شابين وفتاة كانوا يستقلّون سيارة على وجه الكراء. عملية سلب فقد على إثرها مبلغا ماليا (حوالي مائتي دينار) وهاتفا جوّالا. وقد تمّت هذه العملية بعد أن أرغمه المظنون فيهم على ركوب السيارة وهددوه بواسطة سكين. وقد تمكن المتضرّر من النجاة بعد أن ألقى بنفسه من السيارة. مطاردة وإيقاف أخذ أعوان الحرس الوطني ما صرح به المتضرّر على محمل الجدّ. وفي الوقت الذي كانوا يستعدون فيه لأخذ الاجراءات اللازمة لتعقب أثر المشتبه فيهم فوجئوا بقدوم السيارة تجاههم فأشاروا على سائقها بالتوقف. إلاّ أنه لم يمتثل الى الأوامر وضغط على دوّاسة البنزين لتنطلق السيارة كالسهم مهدّدة أرواح الأعوان الذين تفادوها. اثر ذلك تعهدوا بمطاردة السيارة بمن فيها بعد أن صارت تشكل خطرا على حياة مستعملي الطريق. لكن السيارة اختفت عن الأنظار وهو ما حدا بالأعوان الى التنسيق مع زملائهم بمختلف النقاط ولم يمض وقت طويل حتى بلغت معلومات تفيد أن السيارة المعنية بلغت مشارف مدينة زغوان بعد أن مرّت على النفيضة. وبحكم خبرتهم في التعامل مع مثل هذه الوضعيات نجح أعوان الحرس في ايقاف السيارة وبالتالي اقتياد الفتاة ومرافقيها الى مقر الفرقة. اعتراف وبالتحرّي مع المشتبه فيهم أفادوا أنهم اكتروا السيارة ثم خرجوا للتنزه على متنها عبر شوارع المدن وقد أمكن لهم خلال هذه الجولة سلب مواطنين (احدهما اتصل بالدورية) مبالغ مالية متفاوتة وهواتف جوّالة وساعات يدوية. ثم اعترفوا بعدم امتثالهم الى أوامر أعوان الحرس لما أشاروا إليهم بالتوقف وأوعزوا ذلك الى خوفهم من افتضاح أمرهم خاصة بعد أن لاحظوا تواجد أحد المتضرّرين معهم. وعلى ضوء هذه الاعترافات التي تم تسجيلها تمت احالتهم جميعا صحبة ملف القضية على أنظار قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بسوسة.