الشكاوى والملاحظات تهاطلت على مركز حرس القراطن بجزيرة قرقنة.. والموضوع مراكب بحرية بلا هوية تصطاد في سواحل المنطقة وتتعمد الصيد ب«الكيس» فتأتي على خيرات البحر وثرواته وممتلكات البحارة من «شباك وقارور» وغيرها من المعدات .. البعض من بحارة منطقة «القراطن» اتصلوا بنا حتى نبلغ أصواتهم، وللوقوف على حقيقة الموضوع زارت «الشروق» المنطقة المتضررة صبيحة يوم الأحد الفارط أين رصدت بعض التجاوزات من خلال تشكيات كل البحارة تقريبا ودون استثناء بعد أن أتى الصيد العشوائي على ممتلكاتهم ومعداتهم .. والواقع انه في مثل هذه الفترة من العام الماضي، سجلت منطقة «القراطن» بجزر قرقنة مواجهة في عمق البحر بين بعض البحارة من منطقة القراطن وبعض «الكياسة» من سيدي منصور بصفاقس، ولئن لم تحسم محاكمنا بعد الموضوع، فإن التجاوزات حصلت من جديد والمصادمات بدت وشيكة على الأقل في أذهان البحارة . فالبحارة من الذين اتصلت بهم «الشروق» أكدوا لنا أن الصيد العشوائي ب«الكيس» و«الكركارة» تفاقم في السنوات الأخيرة وتحول إلى ظاهرة باتت تستوجب تدخلا كبيرا من السلط المسؤولة لردع المخالفين وللحد من هذه الظاهرة التي لم يتضرر منها بحارة «القراطن» وقرقنة فقط، بل المستهلك والأهم من ذلك البحر الذي أتى الكيس على خيراته وثرواته باقتلاعه لبيض السمك من «الضريع» وكل نباتات البحر التي يجرها الكيس ويقتلعها من جذورها . «الكياسة» وهم الذين يحترفون الصيد بالكيس المحظور وطنيا ودوليا، وفي إطار حرصهم على التخفي، غيروا من تكتيك عملهم وباتوا يعمدون الى الصيد على سفن لا تحمل اسما ولا رقما، لأنه وبتغييب هويتهم يجدون أنفسهم خارج المتابعة القانونية حسب تقديرهم . أغلب بحارة قرقنة أكدوا لنا هذا، وهم يطالبون قوات الحرس ولمَ لا الجيش البحري بملاحقة «الكياسة» الذين خربوا شباكهم وهشموا «قارورهم» وهي الحجارة المعدة لصيد القرنيط بل وكل معدات صيدهم، والغريب في الأمر أن المتضررين لا يعرفون من يقاضون باعتبار أن الكياسة يجوبون البحر في الليل خاصة بسفن لا تحمل هوية . أحد البحارة اتصل بنا يوم أمس الأربعاء بالهاتف ليؤكد لنا انه استفاق صباحا ليجد كل شباكه ممزقة بعد أن أتى «الكياسة» على معداته البحرية، المتضرر قال إن «الكياسة» استباحوا البحر وخيراته وثرواته، وهو وكغيره من زملائه يطالب بضرورة التكثيف من المراقبة للحد من هذه الظاهرة التي تضرّ باقتصادنا الوطني وقد تكون سببا كافيا لمواجهات جديدة في عمق البحر لا تحمد عقباها بين المدافعين عن ممتلكاتهم ووسائل صيدهم وبين الجشعين الذين يسرقون البحر بلا هوية تدل عليهم وتجرمهم .. الموضوع حسب المتضررين وحسب المنطق لم يعد يحتمل التأخير حفاظا على ثرواتنا البحرية وعلى رزق البحارة وجيب المستهلك ..