فرضت الحكومة العراقية حظرا للتجوّل في مدينة بغداد وجزئيا في محافظة الأنبار بعد سلسلة التفجيرات الدامية التي هزّت بغداد الليلة قبل الماضية وأوقعت المئات بين قتيل وجريح ورأى فيها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي محاولة لتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة. ونشرت الأجهزة الأمنية العراقية العديد من عناصرها في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد، وأعلنت الاستنفار تحسّبا لهجمات جديدة تستهدف مناطق متفرقة من العاصمة. وأعلن وزير الصحة العراقي صالح الحسناوي أن حصيلة الانفجارات التي وقعت الليلة قبل الماضية ارتفعت الى 64 قتيلا على الاقل وأكثر من 360 جريحا. وأضاف الحسناوي أن عدد المصابين الذين لم يتمكنوا من الوصول الى المستشفيات الليلة قبل الماضية وصلوا أمس لتلقّي العلاج. وكانت بغداد شهدت نحو 20 انفجارا متتابعا في عدد كبير من الاحياء باستخدام 15 سيارة مفخخة. وشهدت شوارع بغداد صباح أمس اختناقات مرورية كبيرة جراء قيام نقاط التفتيش بالتشديد في إجراءات التفتيش مما اضطر العديد من العراقيين الى السير على الاقدام للوصول الى أماكن عملهم. وقد اعتبر المالكي أن سلسلة التفجيرات هذه والمذبحة التي استهدفت المسيحيين في كنيسة «سيدة النجاة» هي «تفجيرات سياسية، هدفها تعطيل تشكيل الحكومة بعد أن لاحت في الافق بوادر الاتفاق بين القوى والكتل السياسية على تشكيلها وعقد جلسة مجلس النواب» حسب زعمه. وألمح المالكي أيضا الى احتمال تورّط السعودية في التفجيرات بعد أيام من تقديم الرياض مبادرة للعراقيين للخروج من أزمتهم السياسية. ودعا المالكي القوى السياسية والأحزاب والشخصيات وعلماء الدين ووجهاء العشائر ومنظمات المجتمع المدني الى اليقظة والحذر من المخططات المشبوهة التي تستهدف وحدة وسيادة العراق واستقلاله. وحث المالكي العراقيين على رصّ الصفوف والوقوف في وجه هذه المؤامرة المشبوهة محذّرا من أن أي استغلال سياسي لدماء وآلام الأبرياء يعدّ خطيئة كبرى ويتعارض مع المصالح العليا للبلاد» حسب تعبيره. وفي دمشق أدان الرئيس السوري بشار الأسد بشدة التفجيرات الدامية مؤكدا ضرورة الاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق تعيد إليه الأمن والاستقرار. وأكد الأسد لدى استقباله نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي وقوف سوريا الى جانب الشعب العراقي في مواجهة الارهاب، حسب وكالة الانباء السورية. وأضافت الوكالة أن نائب الرئيس العراقي أعرب عن تقدير بلاده لوقوف سوريا الدائم الى جانب العراق وحرصها على أمنه واستقراره، كما بحث الجانبان تطور العلاقات الثنائية بين العراق وسوريا.