تتواصل اليوم بالعاصمة فعاليات الملتقى السنوي الثالث الذي ينظمه بنك الجينات بالتعاون مع الهيئة العربية للطاقة الذرية حول «تطبيقات التكنولوجيا النووية، في توصيف وتقييم وحفظ الموارد الجينية» يومي 4 و5 نوفمبر الجاري. ويشارك في هذا الملتقى الذي ينتظم بمناسبة الذكرى الثالثة لتأسيس البنك في 11 نوفمبر 2007 خبراء ومختصون من الاتحاد الأوروبي والمعهد الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ايكاردا) ومن منظمة التغذية والزراعة (الفاو) ومن عدد من الدول العربية. ولدى اشرافه على افتتاح هذا الملتقى قال وزير البيئة والتنمية المستديمة نذير حمادة ان الملتقى يمثل فرصة لتبادل الأفكار والآراء العلمية بين الخبراء المشاركين «سعيا الى تقريب مختلف الاختصاصات والمناهج المتعلقة بتطبيقات التكنولوجيا النووية في مجال المحافظة على الموارد الجينية وتقييمها وحسن استغلالها». وحسب الوزير ساعدت التقنيات النووية مجهودات الباحثين في توصيف «2700 صنف من الحبوب والنباتات الأخرى المتأقلمة مع الظروف الطبيعية الصعبة». كما أشار السيد حمادة الى أن دور البنك لا يقتصر على حفظ الأصناف الجينية، بل انه يشمل التوثيق الكامل للمخزون الوراثي. نقطة انطلاق وفي تصريح ل«الشروق» قال السيد منور الجمالي مدير عام بنك الجينات ان اختيار المحور موضوع الملتقى يأتي في اطار التعريف بالتقنيات النووية الممكن جدا استخدامه لاثراء التنوع البيولوجي. وأشار الى أن البنك لا يستخدم حاليا هذه التقنيات التي تمكن من انتقاء أهم ما يوجد من الطفرات الجينية الجديدة لأنه ليس هناك تباين جيني كبير حاليا في تونس. وقال أيضا ان الملتقى الحالي قد يكون نقطة بداية التعاون بين البنك والهيئة في هذا المجال. من جهته قال السيد عبد المجيد محجوب مدير عام الهيئة العربية للطاقة الذرية ل«الشروق» ان الملتقى جاء باقتراح مشترك بين الهيئة والبنك قصد تثمين دور التقنيات النووية في التحديد الدقيق للجينات... مشيرا بدوره الى أن استخدام التكنولوجيا النووية أسهم في توصيف سلالات جينية لها مردود عال ساهمت بدورها في الرفع من المنتوج الزراعي ومقاومة الجفاف والتصحر في عدد من الدول العربية. تخوف جماعي أشار الدكتور صلاح الدين التكريتي رئيس قسم التقنيات النووية في الهيئة العربية للطاقة الذرية في تصريح ل«الشروق» الى أن استخدام التقنيات النووية في التوصيف الجيني مسألة ليست صعبة لكنها تواجه صعوبة على مستوى تقبل الجمهور لاستهلاك مواد تم حفظها بالاشعة. وذكر ل«الشروق» أن المستهلك الفرنسي قاطع في الثمانينات الفراولة لأنه تم حفظها بالأشعة مما اضطر الى بث رسالة توعوية لتثقيف المستهلك وتوعيته بأنه لا ضرر في استهلاك تلك الفراولة. وقال «هناك تخوف كبير عربيا من استهلاك منتوجات زراعية يتم حفظها بالأشعة». وقال أيضا ل«الشروق» ان التخوف الجماعي من شأنه أن يعمق اشكالية اتلاف فائض المحاصيل الزراعية الممكن حفظه بالاشعاع النووي. وذكر رئيس قسم التقنيات النووية أن المناطق العربية تتميز بمناخ صعب يتطلب بالضرورة اللجوء الى استخدام التقنيات النووية لاستنباط غذاء يقاوم المناخ. هذا المطلب يمكن تحقيقه حسب قوله من خلال نشر ثقافة استخدام هذه التقنية لدى العاملين في المجال ومن ثمة تمرير تلك الثقافة الى المستهلكين.