منوبة.. الإطاحة بمجرم خطير حَوّلَ وجهة انثى بالقوة    برنامج الجولة الأولى إياب لبطولة الرابطة الاولى لمحموعة التتويج    قبلي: السيطرة على حريق نشب بمقر مؤسسة لتكييف وتعليب التمور    اقتحام منزل وإطلاق النار على سكّانه في زرمدين: القبض على الفاعل الرئيسي    السجن ضد هذه الإعلامية العربية بتهمة "التحريض على الفجور"    الفنان رشيد الرحموني ضيف الملتقى الثاني للكاريكاتير بالقلعة الكبرى    من بينهم أجنبي: تفكيك شبكتين لترويج المخدرات وايقاف 11 شخص في هذه الجهة    البطلة التونسية أميمة البديوي تحرز الذهب في مصر    مارث: افتتاح ملتقى مارث الدولي للفنون التشكيلية    تحذير من هذه المادة الخطيرة التي تستخدم في صناعة المشروبات الغازية    كرة اليد: الترجي في نهائي بطولة افريقيا للاندية الحائزة على الكؤوس    تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث عدد الباحثين    وزيرة التربية : يجب وضع إستراتيجية ناجعة لتأمين الامتحانات الوطنية    باجة: تهاطل الامطار وانخفاض درجات الحرارة سيحسن وضع 30 بالمائة من مساحات الحبوب    قيس سعيّد يتسلّم أوراق اعتماد عبد العزيز محمد عبد الله العيد، سفير البحرين    سليانة: أسعار الأضاحي بين 800 دينار إلى 1100 دينار    الڨصرين: حجز كمية من المخدرات والإحتفاظ ب 4 أشخاص    كاردوزو: سنبذل قصارى جهدنا من أجل بلوغ النهائي القاري ومواصلة إسعاد جماهيرنا    وفد "مولودية بوسالم" يعود إلى تونس .. ووزير الشباب والرياضة يكرم الفريق    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    جريمة شنيعة: يختطف طفلة ال10 أشهر ويغتصبها ثم يقتلها..تفاصيل صادمة!!    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    جندوبة: 32 مدرسة تشارك في التصفيات الجهوية لمسابقة تحدي القراءة العربي    الرئيس الفرنسي : '' أوروبا اليوم فانية و قد تموت ''    روح الجنوب: إلى الذين لم يبق لهم من عروبتهم سوى عمائمهم والعباءات    لعبة الإبداع والإبتكار في رواية (العاهر)/ج2    الحمامات: وفاة شخص في اصطدام سيّارة بدرّاجة ناريّة    المهدية : غرق مركب صيد على متنه بحّارة...و الحرس يصدر بلاغا    Titre    أنس جابر تستهل اليوم المشوار في بطولة مدريد للماسترز    التونسي يُبذّر يوميا 12بالمئة من ميزانية غذائه..خبير يوضح    خدمة الدين تزيد ب 3.5 مليارات دينار.. موارد القطاع الخارجي تسعف المالية العمومية    قضية سرقة وتخريب بمصنع الفولاذ بمنزل بورقيبة: هذا ما تقرر في حق الموقوفين..#خبر_عاجل    رئيس الجمهورية يجدّد في لقائه بوزيرة العدل، التاكيد على الدور التاريخي الموكول للقضاء لتطهير البلاد    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 25 أفريل 2024    الكيان الصهيوني و"تيك توك".. عداوة قد تصل إلى الحظر    اليوم: عودة الهدوء بعد تقلّبات جوّية    الترجي يطالب إدارة صن داونز بالترفيع في عدد التذاكر المخصصة لجماهيره    كأس ايطاليا: أتلانتا يتغلب على فيورينتينا ويضرب موعدا مع جوفنتوس في النهائي    ماذا يحدث في حركة الطيران بفرنسا ؟    شهداء وجرحى في قصف صهيوني على مدينة رفح جنوب قطاع غزة..#خبر_عاجل    لا ترميه ... فوائد مدهشة ''لقشور'' البيض    كتيّب يروّج للمثلية الجنسية بمعرض تونس للكتاب..ما القصة..؟    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    "تيك توك" تتعهد بالطعن على قانون أميركي يهدد بحظرها    الجزائر: هزة أرضية في تيزي وزو    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    سعيد في لقائه بالحشاني.. للصدق والإخلاص للوطن مقعد واحد    "انصار الله" يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة صهيونية    اتحاد الفلاحة ينفي ما يروج حول وصول اسعار الاضاحي الى الفي دينار    وزارة الصناعة تكشف عن كلفة انجاز مشروع الربط الكهربائي مع ايطاليا    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    اسناد امتياز استغلال المحروقات "سيدي الكيلاني" لفائدة المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إنجازات في كلّ الجهات وظلال النّماء بارزة للجميع
نشر في الشروق يوم 07 - 11 - 2010

أشعّ التحوّل المبارك بإنجازاته ومكاسبه على كافة ولايات الجمهورية التي عاشت خلال السنوات الثلاث والعشرين الماضية تغييرا شاملا وعميقا أنتج تنمية مستدامة وتطورا هاما لاحت ملامحه على مستوى وظروف عيش مواطنيها ورفاههم وعلى جودة البنية الأساسية وعلى تحسّن كل المؤشرات التنموية والبشرية.
وإذا كانت الانجازات والمكاسب المحققة في تونس خلال سنوات التغيير أكبر من أن تحصى أو تعدّ فإننا ارتأينا في «الشروق» وفي إطار الاحتفال بالذكرى الثالثة والعشرين للتحوّل أن نتعرّض لأبرز وأهمّ منجز في كل ولاية واسهامه في تغيير حياة الجهة وأهلها.
ولاية سوسة: مطار النفيضة زين العابدين بن علي الدولي: 550 مليون أورو توفر 1537 موطن شغل في انتظار 10 ملايين مسافر سنويا
«الشروق» (مكتب الساحل):
هو مفخرة في تاريخ الانجازات التي شهدتها بلادنا في عهد الرئيس بن علي ليس من حيث التكاليف وإنما لما وفره لتونس الخضراء من فرص عمل وتمكين النقل الجوي من فضاء عملاق تحطّ به أحدث الطائرات.
فعلا جوهرة الساحل محظوظة بالعديد من الانجازات التي حباها بها الرئيس بن علي منذ التغيير المبارك وخاصة على مستوى البنية ولكن يبقى التميّز لمطار النفيضة زين العابدين بن علي الدولي الذي تستغله شركة TAV التركية.
بلغة الأرقام نجد أن كلفة هذا المشروع الذي حمل شعار «رائع» وصلت إلى 550 مليون أوروو لكم حقّ ترجمة هذا المبلغ بالدينار التونسي.
أما تاريخ بداية الأشغال، فكانت في شهر جويلية 2007 لينطلق المطار في الاشتغال في ديسمبر 2009.
الدراسات تؤكد أن طاقة استيعاب محطة المسافرين هي 7 ملايين مسافر في مرحلتها الأولى على أن تصل الى 10 ملايين مسافر في مرحلتها النهائية.
ونبقى مع الأرقام لنشير الى أن مساحة المحطة الجوية تبلغ 90 ألف متر مربع. وبالمطار 62 مكتبا للتسجيل و56 مكتبا لمراقبة جوازات السفر و18 حزمة لاستلام الحقائب.
من أعلى طراز
بمطار النفيضة زين العابدين بن علي فضاءات من أعلى طراز مثل السوق الحرّة التي تبلغ مساحتها 2020 مترا مربعا ومطاعم عصرية تقدّم أفضل الخدمات للمسافرين في مساحة 1660 مترا مربعا.
أما عدد مرابض الطائرات فهو 32 مربضا وعدد العبارات التلسكوبية فهو 18 وطول وعرض المدرج 3300 متر على 60 مترا ومساحة مبنى محطة الشحن هي 7500 متر مبرع.
وحسب بيانات الفترة الممتدة من 1 جانفي الى 15 أكتوبر 2010 بلغ عدد مواطن الشغل الجملية لهذا المشروع المفخرة لبلادنا 1537 موطن شغل وكان عدد الرحلات 3675 رحلة و446759 مسافرا بواسطة 32 شركة طيران من والى 69 مطارا في 28 بلدا.
.. وإن ملعب رادس درة المتوسط فماذا نسمي مطار النفيضة زين العابدين بن علي الدولي؟
هو مفخرة الخضراء التي أهدتها السياسة الحكيمة لرئيسنا لهذا الوطن العزيز.
إعداد: علي بوقرّة
المهدية: مشاريع سياحية عملاقة.. والغضابنة أول محطة سياحية متكاملة في تونس
مكتب الساحل «الشروق»:
المهدية، أو عاصمة الفاطميين، مدينة ساحلية جميلة، تزخر بعديد المعالم الأثرية وتراث حضاري يرمز بكل دلالة الى ما عرفت به من تعاقب لعدّة حضارات كانت ولازالت شاهدة على عمق تأصل هذه المدينة في التاريخ، على غرار الحضارة البونية والفاطمية والاسبانية والحفصية والحسينية والأوروبية.. ومنذ انبلاج فجر السابع من نوفمبر شهدت المهدية نقلة نوعية شملت كل المجالات تقريبا، فتغيّر شكل المدينة وأضحت عروس المتوسط التي يستطيب فيها العيش والاستقرار بفضل المشاريع الكبيرة التي ساهمت في الارتقاء بجودة المنتوج السياحي ومواكبة مقتضيات التطور الذي تشهده الخدمات السياحية خاصة عبر احياء مخزونها التاريخي والتراثي والثقافي..
ومن المشاريع العملاقة التي تشهدها جهة المهدية في القطاع السياحي مشروعا سبخة بن غياضة والغضابنة يعدّ من المشاريع الرائدة في انتظار التسوية العقارية لملف تشتت الملكية ووضع الأسس الكفيلة بانطلاق مشروع الاستثمار الذي كان من المؤمل أن تستغله شركات لبنانية وقطرية، فإن الاشكال لازال قائما بخصوص الوضعية الحالية للمنطقة نظرا لعدّة عوامل تعمل الجهات المسؤولة على تخطيها لانطلاق الأشغال في أقرب الآجال، لما له من فوائد جمّة ستعود على الجهة والاقتصاد الوطني بالفائدة، خصوصا إذا ما علمنا أن المهدية يفد عليها حوالي نصف مليون سائح سنويا أي ما يعادل 10 في المائة من مجموع السياح الوافدين على بلادنا.
الغضابنة.. أول محطة سياحية متكاملة
تقع منطقة «الغضابنة» على الساحل البحري بين مدينتي الشابة وقصور الساف مركز المعتمدية، وتتوسط في موقعها الجغرافي في ولاية المهديةولايات المنستير والقيروان وصفاقس.. وتعد المنطقة مركز اصطياف وتخيم لحسن غاباتها وجمال شواطئها الرملية والصخرية وتواجد منطقة أثرية ومحمية غابية تعد من خيرة المناطق في البلاد.. حيث من المنتظر أن تحتضن أول مشروع سياحي متكامل في تونس، وهو هدية رئيس الجمهورية لأهالي ربوع هذه المنطقة، من شأنه تغيير وجه الجهة على كل الأصعدة. حيث تمسح المحطة السياحية المزمع انجازها قرابة 930 هكتارا، وتغطي مساحة التدخل العقاري في المشروع السياحي الضخم 585 هكتارا من شأنها توفير 27 ألف سرير في شكل وحدات فندقية وشبه فندقية وسكنية وقرى موجودة في العالية والغضابنة، بالاضافة الى ميناء ترفيهي «مارينا» وعدّة مراكز تنشيطية ومعدّات ترفيهية وملعبي غولف ومسلك سياحي أثري وغابة وملعب رياضي ومسرح هواء طلق، علاوة على إحداث مدرسة سياحية عليا للتأهيل الشامل في قطاع الفندقة والخدمات فضلا عن محطة استشفائية بمياه البحر على غرار ما كانت تشتهر به المنطقة مثل «سلكتوم» (سلقطة) بتواجد عديد الحمامات الرومانية كدلالة واضحة على قيمة موقع الجهة عموما..
ومن شأن الغابة احتضان حديقة حيوانات اذ هي تمثل حاليا محمية غابية وطنية.. وقد قدرت القيمة الجملية لتهيئة المنطقة بقرابة 70 مليون دينار في حين قدرت التكلفة الجملية للمشروع كاملا في حدود 1 مليار دينار، وتبدو الآمال معلقة على الاسراع في انجاز ما تم التخطيط له على أعلى مستوى لما سوف يمكّن من تحريك لسواكن المنطقة وتوفير مجالات الاستثمار والخدمات خصوصا.
وللجهة موروث حضاري وتقليدي هو قبلة الوافدين على بلادنا، ونذكر ما يمثله المهرجان الدولي للفسيفساء بالجم الذي يعتبر نموذجا حيّا للاستثمار السياحي ومهرجان الحرير بالمهدية ومهرجان الموسيقى السمفونية ومهرجانات أخرى تعانق العالمية..
أيمن بن رحومة
في المناطق المنجمية بولاية قفصة: مركّبات صناعية وتكنولوجية ووحدات صناعية جديدة
فيما تواصل شركة فسفاط قفصة نشاطها الاقتصادي التنموي بالمناطق المنجمية بولاية قفصة وهي المتلوي والمظيلة وأم العرائس والرديف شهدت هذه المناطق تطورات هامة في مجال تنويع قاعدتها الاقتصادية وقد عرفت هذه المناطق تحولات هامة من خلال تركيز نواتات لمركبات صناعية وتكنولوجية ومراكز عمل عن بعد ساهمت في استقطاب مبادرات استثمارية متنوعة لأصحاب الشهائد الجامعية خاصة في مجال التجديد التكنولوجي. وقد كان انتصاب وحدات صناعية عالمية مميزة للحركة التنموية في المناطق المنجمية.
فإضافة إلى قفصة تم بعث وحدات لمؤسسة يازاكي اليابانية المختصة في صنع كوابل السيارات وذلك بكل من المتلوي وأم العرائس وقريبا في الرديف وشهدت كل المناطق المنجمية انتصاب وحدات لمؤسسة بينتون المختصة في صناعة الملابس الجاهزة استقطبت اعدادا هامة من العاملين والعاملات والفنيين المختصين وكان لصندوق اعادة توجيه وتنمية المراكز المنجمية دور هام في تمويل عديد المشاريع الخاصة الكبرى بالمناطق المنجمية وذلك في فضاءات متنوعة كالصناعة والفلاحة والخدمات. ومثلت آلية الافراق بشركة فسفاط قفصة مؤشرا تنمويا جديدا ساهم في دفع المبادرة الخاصة بهذه المناطق المنجمية التي تتطلع إلى بناء اقتصادها استنادا إلى التنوع في القطاعات في سياق تجاوز الاقتصاد الاحادي الذي اعتمد على امتداد عقود على الفسفاط كمنتوج وحيد بهذه الجهات. ومع ذلك تواصل شركة فسفاط قفصة انتدابها للعملة والأعوان والاطارات المختصة في إطار مناظرات متواترة ستوفر على المدى المتوسط ما لا يقل عن 2500 موطن شغل جديد ناهيك على قدرة هذه الشركة على تعزيز البنية الأساسية بالمناطق المنجمية والتدخل في مجال توفير ظروف عيش أفضل والمساهمة في دعم المجالات الاجتماعية والثقافية والرياضية.
٭ عادل عكرمي
المنستير: القطب التكنولوجي للنسيج أفضل الانجازات الحالية
مكتب الساحل «الشروق»:
تعتبر ولاية المنستير قطبا صناعيا هاما في ميدان النسيج الذي يشغل حوالي 70 ألف عامل ويدر على البلاد مئات الملايين من الدنانير كل عام. ونظرا لمكانة القطاع بهذه الجهة فقد أولته دولة العهد الجديد كامل العناية والرعاية والتي تجلت من خلال بعث القطب التكنولوجي للنسيج والذي يوجد على بعد 12 كلم من مدينة المنستير وعلى مساحة جملية تقدر بمائة هكتار. وهو قطب تنموي يشمل كل ما يهم النسيج والملابس ويهدف أساسا الى تطوير القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني والجهوي وفق الخيارات الاستراتيجية الوطنية التي رسمها البرنامج الانتخابي لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي.
ومن الأهداف الأساسية المرسومة لقطاع النسيج في بلادنا تجاوز مستوى المناولة وبلوغ الانتاج النهائي. وهي مهام موكولة لهذا القطب التكنولوجي الى جانب دوره في الترويج في الأسواق العالمية للنسيج والملابس الجاهزة وتوفير آلاف مواطن الشغل وخاصة لأصحاب الشهائد الجامعية. كما أن من أهدافه الأساسية خلق شراكة بين القطاعين العام والخاص وجلب الاستثمار الأجنبي خاصة في ميدان التكملة.
وقد تلقت الشركة طلبات من مستثمرين من تركيا وفرنسا وايطاليا وربط اتفاقيات مع أقطاب تكنولوجية أجنبية مماثلة.
تكلفة
بلغت التكلفة الجملية لهذا المشروع 130 م.د خصص منها 14.1 م.د لأشغال التهيئة الداخلية و58.8 م.د للبناءات. وقد انتهت أشغال التهيئة الداخلية بانجاز الطرقات والشبكات المختلفة من ماء وكهرباء وغاز واتصالات لقسط أول امتد على مساحة 33 هك و25 مقسما بكلفة 3.4 م.د ويتواصل انجاز القسط الثاني على مساحة 17 هك.
تهيئة خارجية
أما التهيئة الخارجية فقد تكفل بها القطاع العام وقدرت تكاليف انجازها ب20.1 م.د شملت الطرقات 4.8 م.د والماء الصالح للشرب 2 م.د والكهرباء والغاز 2 م.د والتطهير 9.8 م.د والأشغال جارية لانجاز محطة ضخ وشبكة تحويل بالاضافة الى تصريف المياه 1.5 م.د.
فضاء الأنشطة
ومن مكوّنات القطب التكنولوجي بالمنستير فضاء الأنشطة الصناعية بكلفة 11 م.د وشمل القسط الأول 31 هك وسيشرع قريبا في انجاز القسط الثاني على مسافة 19 هك في انتظار دخول المرحلة الثانية التي تشمل الخمسين هكتار المتبقية حيز الانجاز.
مكوّناته
يتكون القطب التكنولوجي للنسيج بالمنستير من 5 فضاءات وهي: فضاء التجديد والتنظير وفضاء البحث وفضاء التكوين وفضاء التطوير والانتاج وفضاءات مشتركة بالاضافة الى منطقة صناعية تمسح 50 هك.
المنجي المجريسي
سيدي بوزيد: مكاسب وانجازات عززت التنمية في الجهة وغيرت وجه الحياة
٭ سيدي بوزيد «الشروق»:
مكنت السياسة التي انتهجتها البلاد التونسية منذ سنة 1987 المبنية علىتلازم البعدين الاجتماعي والاقتصادي في مجال التنمية الجهوية من تحقيق مكاسب هامة في مختلف المجالات لا سيما في الميدان الاجتماعي والاقتصادي ومن توفير المناخ الملائم لدفع المبادرة الخاصة وتطوير المؤسسات فضلا عما اقر من المشاريع الرئاسية التي وصلت إلى 35.353 مليون دينار لدفع العمل التنموي بالجهة والبرامج الخصوصية البالغة حوالي 176.5م د ولمزيد تطوير الحركية التنموية بلغت جملة الاستثمارات العمومية حوالي 1088م د والخاصة حوالي 1055 م د ليصل مجموع الاستثمارات إلى 2143 م د.
ويرتكز القطاع الاقتصادي بولاية سيدي بوزيد أساسا على القطاع الفلاحي واستغلال الموارد الطبيعية المتاحة حيث تطورت نسبة استغلال الموارد المائية الجوفية العميقة إلى حوالي 70% بعد إن كانت 42% قبل التغيير وتطورت نسبة التحكم في مياه السيلان إلى 50% وصارت المناطق السقوية تساهم بنسبة 65% في الإنتاج الفلاحي وذلك بالاعتماد على تقنيات الاقتصاد في مياه الري في المساحات السقوية بنسبة 73% مما ساهم في تطور تصدير المنتوج الفلاحي الذي وصل إلى 5900 طن خلال الموسم الفلاحي 2008/2009 وهذا ما جعل بعض المنتوجات الفلاحية تساهم بنسبة هامة في الإنتاج الوطني.
ونذكر من ذلك الخضروات 18% والزيتون 8.5% والألبان 6.8% واللحوم البيضاء والحمراء 6% وقد حظيت الجهة بعناية هامة تمثلت بالخصوص في الجهود المبذولة في تطوير النسبة الأساسية (492.187 م د ) والتجهيزات الجماعية فضلا عن الحوافز المرصودة لدفع المبادرة الخاصة بالولاية (149.947م د).
وفي مجال تعصير النسبة الأساسية الذي يعتبر احد أهم العناصر للرفع من القدرة التنافسية فقد تطورت الشبكة المعبدة من 441 كلم سنة 1987 إلى 1602.805 كلم خلال المخطط الحالي ولربط مواقع الإنتاج بمواقع الاستهلاك وتحسين ربط التجمعات السكنية الريفية فقد تم تعبيد 900كلم في السنوات الأخيرة بعد إن كانت 10 كلم قبل التحول.
كما كانت للانجازات والإجراءات والإصلاحات الراسية إلى حفز المبادرة الخاصة انعكاسات ايجابية تبرز من خلال تطور الاستثمارات المصرح بها والمصادق عليها سوى في القطاع الفلاحي أوالصناعي فالصناعات المعملية استأثرت ب 150م د لتركيز 410 مشاريع تشغل 4285 مواطنا ومواطنة أما السياحة والصناعات التقليدية فإنها شهدت نقلة نوعية حيث تركزت خلال سنوات التحول اكثر من 47 مؤسسة حرفية توفر أكثر من 16الف م م من الإنتاج المراقب في الزربية.
أما في ما يتعلق بتحسين نوعية الحياة فقد تركزت الجهود على مزيد تحسين طرق عيش المتساكنين وذلك بتحسين المؤشرات التنموية وقد مكنت المشاريع المنجزة من الرفع من نسبة التزود بالماء الصالح للشرب إلى 93.25% وبلغت النسبة العامة للتنوير 99.4 ٪.
وسعيا إلى تأهيل محيط الإنتاج وظروف العيش بالمدن بلغت نسبة التطهير 58.5% بكامل الولاية وسعيا إلى تحسين ظروف الدراسة اهتمت الجهة بتوزيع المدارس الابتدائية وبلغت نسبة التمدرس من الفئة العمرية (من 6 إلى 12 سنة ) 97.12% وتعزز قطاع التكوين المهني ب3 مؤسسات عمومية للتكوين المهني بطاقة استيعاب 1000 موطن شغل و13 مؤسسة خاصة توفر 400 موطن تكوين فضلا عن قطاع الشباب
والرياضة الذي تعزز بإحداث مركب شبابي وثقافي ومسرح للهواء الطلق في السنوات الأخيرة.
وبخصوص القطاع الصحي تواصل العمل على دعم المكاسب المسجلة وذلك بمزيد تقريب الخدمات الصحية من المواطن بتهيئة وتوسعة المستشفى الجهوي وتجهيزه ببعض الآلات العصرية وصار عدد السكان للطبيب الواحد 2780 مقابل 5854 ساكنا سنة 1957 وتطورت نسبة الولادات المراقبة طبيا إلى 88% بعد أن كانت 31% سنة 1987 كما انتشرت بولاية سيدي بوزيد عدة مستشفيات محلية بكامل المعتمديات.
٭ محمد صالح غانمي
سليانة: الاستثمارات المنجزة منذ التحول فاقت 2018 مليون دينار والرعاية الرئاسية الخاصة ناهزت 333 مليون دينار
سليانة «الشروق»:
حققت ولاية سليانة منذ فجر التحول المبارك قفزة عملاقة في شتى المجالات الاجتماعية والتربوية والثقافية والرياضية حيث مست كافة مناطق الولاية وشملت مختلف قطاعات التنمية. الشيء الذي انعكس ايجابا على جميع الشرائح الاجتماعية. فتدخلات الدولة المنجزة على امتداد المخططات الاقتصادية والاجتماعية الأربعة الماضية أثمرت تطورا في البنية الأساسية وتحسنا في مؤشرات التنمية الجهوية وتنوعا في القاعدة الاقتصادية.
فولاية سليانة يقطن بها 234 ألف ساكن منهم 84292 نسمة بالوسط البلدي و149.693 بالريف وتمسح 4642 كلم2 أي بمعدل 52 ساكن/كلم2 وتتميز بأرض خصبة وانتاج فلاحي متنوع ومواد انشائية متنوعة مثل الحجارة الرخامية والكلاناكار والكلس والرمل والطين.. ويوجد بها 1800 موقع أثري أهمها جامة ومكتريس وميشي وتيجينا.
قطب تكنولوجي أهم انجازات التحول
من أهم الانجازات الرائدة التي أذن بها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بولاية سليانة والتي أصبحت مصدر فخر واعتزاز لكافة الأهالي والمتساكنين هي ودون أدنى شك القطب التكنولوجي الذي تم احداثه بمركز الولاية والذي أضفى على المدينة جمالية كبيرة بهندسته المعمارية الفريدة من نوعها هذا دون نسيان مساهمته الفعالة في تحريك دواليب اقتصاد الجهة.
فالقطب التكنولوجي يضم معهدين عاليين الأول يعنى بالدراسات التكنولوجية ويضم حوالي 950 طالبا وقرابة 100 أستاذ منهم القارون والمتعاقدون والمتعاونون ومن أهم اختصاصاته العلمية بالمعهد الهندسة المدنية والهندسة الميكانيكية وإدارة الأعمال وتكنولوجيا الاعلامية.
أما المعهد العالي للفنون والحرف فيضم قرابة 346 طالبا يدرسون على أيدي قرابة 56 أستاذا ومن أهم اختصاصات المعهد الاجازة التطبيقية في تصميم المنتوج وابتكار حرفي مصوغ وفنون الفسيفساء وفنون الحجارة وفنون الخزف وفنون الخشب.
هذا وقد حاز المعهد العالي للفنون والحرف بسليانة على عديد الجوائز الرئاسية والوطنية أهمها جائزة سيادة الرئيس بن علي سنتي (2008 و2009) للمتفوقين بمناسبة يوم العلم، الأولى في اختصاص الخزف والثانية في اختصاص المصوغ. كما تم اسناد جائزة براءة اختراع في مجال اقحام معدن الكوارتز التونسي في صناعة المصوغ الجامعي وجائزة جامعة جندوبة لأفضل مشروع قابل لبعث مؤسسة اضافة الى الوسام الوطني للاستحقاق في قطاع التربية والعلوم.
مراد البوبكري
بنزرت: الطريق السيارة تونس بنزرت دافع هام للتنمية بالجهة
مكتب «الشروق» بنزرت:
تعد الطريق السيارة تونس بنزرت من أبرز مشاريع البنية الأساسية التي تحققت في ولاية بنزرت خلال السنوات الماضية وذلك لما له من أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة الى مستقبل الجهة حيث جاء ليعزز العمل التنموي بها.
وقد ناهزت التكلفة الجملية لهذا المشروع الضخم الذي امتدت فترة انجازه من 15 أكتوبر 1999 الى حدود غرة جويلية 2002 155 مليون دينار. حيث أعطى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في أجواء احتفالية مفعمة بمشاعر الفرحة والاعتزاز إشارة افتتاح هذا المعبر الحيوي مجسما بذلك مطمحا من أهم مطامح مواطني ولاية بنزرت ومدن الشمال التونسي عامة لما لهذه الطريق من دور في تيسير حركة المرور وتعزيز مقوّمات التنمية وتنشيط الحركة الاقتصادية وتقليص مسافات الاتصال والحدّ من أخطار وفواجع حوادث المرور التي كانت الطريق القديمة سببا رئيسيا لها.
وتمتد هذه الطريق السريعة على 51 كلم وتشتمل على ثلاثة جسور كبيرة مقامة على أودية مجردة والخليج وقنال مجردة و59 منشأة فنية مائية و28 جسرا بين علوية وسفلية لعبور الطرقات والمسالك اضافة الى 3 محولات ومفترق تكوّن نقط تبادل لحركة المرور بين الطريق السيارة وشبكة الطرقات الوطنية والجهوية. كما يشتمل هذا المرفق الحيوي على محطتي استخلاص رئيسيتين الأولى بسيدي ثابت والثانية بمنزل جميل.
الى جانب محطتين فرعيتين بكل من أوتيك والعالية فضلا عن فضاءات للخدمات والراحة ومهبط للمروحيات ومركزين واحد للحرس الوطني والآخر للنجدة.
الطريق السريعة: العالية منزل بورقيبة بنزرت
من بين مشاريع البنية الأساسية الأخرى التي تعززت بموجبها شبكة الجسور والطرقات وأجهزة المواصلات بين مختلف المعتمديات بالجهة نجد الطريق الفرعية السريعة التي تنطلق من مفترق الختمين في اتجاه منزل بورقيبة ومنها الى مدينة بنزرت وينقسم هذا المشروع الهام الى قسمين بتكلفة جملية بلغت 41 مليون دينار.
قابس: خطوات ثابتة على درب التنمية الشاملة
٭ «الشروق» (مكتب قابس):
يبلغ مجموع المشاريع الرئاسية بجهة قابس 65 مشروعا بكلفة تفوق 392 مليون دينار شملت جل القطاعات ويسير انجازها حسب المشرفين عليها بنسق طيب بعد ان تم انجاز 11 مشروعا بصفة كلية والشروع في انجاز 20 مشروعا اما بقية المشاريع وعددها 34 فتتراوح بين الاعلان عن طلب العروض واعداد الدراسات و ملفات طلب العروض.
هذه المشاريع وغيرها كانت محور جلسات عمل في الولاية وجلسات متابعة انجازها ومن بينها مشاريع قطاع الفلاحة ومشروع بناء المحطة المدنية للمسافرين بمطار قابس مطماطة ومشروع المحطة الاستشفائية بالخبايات ومشروع القطب الصناعي والتكنولوجي ومشروع قابس الجديدة ومشروع المنطقة السياحية بليماوة...
اما بخصوص مشاريع الحد من التلوث فقد انتهت الاشغال في القسط الاول من مشروع انجاز وحدة لتقليص انبعاث غاز الامونياك بمصنع «داب» (DAP) بغنوش للتقليص من نسبة التلوث ب 30 % على ان يتم الانطلاق في انجاز القسط الثاني خلال شهر ماي 2011 كما انطلقت الاشغال في مشروع مقاومة التلوث الهوائي للكبريت بميناء قابس واشغال برنامج تشجير محيط مصانع المجمع وتم من ناحية اخرى الاعلان عن طلب العروض بالنسبة إلى مشروع تهيئة مصب الفوسفوجيبس بالمخشرمة وقدرت كلفته بنحو 50 مليون دينار وقد انطلقت خلال هذا الشهر اشغال القسط الاول منه والمتمثلة في بناء الحاجز الواقي للمصب ومن المتوقع ان تنتهي الاشغال موفى سنة 2011.
مشاريع جهوية ووطنية
يتم بالجهة انجاز 190 مشروعا بكلفة اجمالية تقدر بحوالي 136 مليون دينار وتتعلق بمشاريع التوسيعات المدرسية وتهيئة المبيتات وصيانة المؤسسات التربوية وتهيئة مركز السياحة الايكولوجية بتمزرط بكلفة 532 الف دينار وبناء قسم لأمراض القلب بالمستشفى الجهوي بكلفة 500 ألف دينار وقد بلغت نسبة تقدم الأشغال فيه 98%.
اما المشاريع الوطنية فتتعلق أساسا بمشاريع البنية التحتية من جسور وطرقات ومشاريع الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه واتصالات تونس وبعض المؤسسات الوطنية وقد انطلقت منها مشاريع عديدة كمشروع بناء جسر على وادي الصمباط وانجاز الطريق الحزامية لمدينة الحامة.
طريق سيارة وقطب تكنولوجي
ومن بين المشاريع الهامة بالجهة نذكر ايضا أشغال الطريق السيارة صفاقس - قابس على مسافة 138 كلم بكلفة 110 ملايين دينار على ان تنتهي الاشغال في فيفري 2013 ومن الاشغال الاخرى احداث قطب صناعي وتكنولوجي بكلفة جملية بلغت 70 مليون دينار ويشتمل على مركز واربعة فروع بكل من مارث والمطوية والحامة ومنزل الحبيب وبه مناطق صناعية ومراكز بحث وورشات تناوب ومحاضن دراسات ومراكز عمل عن بعد وقد تم احداث شركة خفية الاسم تتولى انجاز القطب الصناعي و التكنولوجي واستغلاله وتنميته برأسمال أولي قدره 20 مليون دينار يساهم فيه المجمع الكيميائي التونسي بنسبة 80 % وشركة الاستثمار والتنمية بالجنوب.
...وللسياحة نصيب
اما المشاريع السياحية فتقدر كلفتها الجملية بحوالي 59 مليون دينار وتتمثل في تهيئة المنطقة السياحية بشط الحمروني عبر احداث قطب سياحي على مساحة 325 هكتارا بكلفة 54 مليون دينار وقد دخل المشروع في طور التسوية العقارية لحوزة الطريق المؤدية للمنطقة السياحية بعد ان تم توسيعها ومشروع تهيئة البنية الاساسية الخارجية للمنطقة السياحية الاستشفائية بالخبايات بكلفة 4700 مليون دينار ومشروع ترميم القرى الجبلية بتوجان من معتمدية مارث وتاوجوت البربرية بمطماطة الجديدة مع مزيد العناية بالمياه الحارة بالحامة والواحة الساحلية بقابس ودعم السياحة الثقافية.
٭ نبيل العمامي
صفاقس هبة التغيير: إنجازات فاقت الطموحات وشملت كل الميادين
٭ «الشروق» (مكتب صفاقس):
التطرق إلى الإنجازات الحاصلة في عهد التغيير بولاية صفاقس ليس أمرا يسيرا بالمرة، فالمشاريع ومنذ فجر التحول تنوعت، والمجالس الوزارية التي خصصت للجهة تعددت،والزيارات التي أثمرت المشاريع تسارعت في جهة لها وزنها الديمغرافي والإقتصادي..
وحتى يكون سردنا للإنجازات الحاصلة في 23 عاما بولاية صفاقس موضوعيا، سننطلق بالمجالس الوزارية المضيقة التي خصصت للولاية والجلسات الممتازة للمجلس الجهوي، كما سنقف على الزيارات السامية التي أداها الرئيس بن علي سواء لصفاقس أوقرقنة، وهي لوحدها كفيلة بترجمة الإنجازات التي شملت كل المجالات فاتجهت للفرد، وللثقافة، وللبنية الأساسية، وللبيئة، وللسياحة وللإقتصاد، فعمت كل المناطق بالولاية على حد تعبير والي صفاقس السيد محمد بن سالم في لقائه في بداية هذا الأسبوع بالإعلاميين في إطار الإحتفالات بالذكرى 23 للتغيير.
انجازات فاقت الطموحات
في 23 نوفمبر 1992 وبعد التغيير ب 5 سنوات فقط، أشرف الرئيس زين العابدين بن علي على مجلس وزاري مضيق وكانت الحصيلة 32 مشروعا وقرارا بكلفة جملية ناهزت ال3.7 مليون دينار.
10 أوت 2001، جلسة ممتازة للمجلس الجهوي بقرطاج أثمرت 34 قرارا بكلفة جملية قارب ال700 مليون دينار.
28 أوت 2007، مجلس وزاري والحصاد 23 مشروعا وقرارا ب 53 مليون دينار.
8 أفريل 2008، مجلس وزاري يتم فيه إقرار ضبط برنامج لنقل مصنع «السياب» من صفاقس قبل موفى 2011.
29 أكتوبر 2008، مجلس وزاري يقرر فيه رئيس الدولة خطة متكاملة لإحياء جزر قرقنة بتكلفة أولية قدرت ب 92 مليون دينار تضمنت وضع خطة للنهوض بالصيد البحري وتنمية الثروة السمكية وحماية السواحل ومناطق الصيد التقليدي من الصيد العشوائي وتنمية تربية الأسماك وتهذيب إحكام استغلال غابات النخيل وإحداث غابات للزياتين والكروم ودعم مجامع للتنمية ولإحداث مناطق سقوية بأولاد عز الدين وتوسيع مناطق مليتة والرملة وتهيئة 60 كلم من المسالك الفلاحية و11 كلم من الطرقات وإنجاز برنامج تدخل لحماية المناطق المهددة بالإنجراف ومحطة تطهير بمليتة والإسراع في اقتناء باخرة جديدة بتكلفة 12.7 مليون دينار وإنجاز مهبط للطائرات بجزر قرقنة بتكلفة 10 ملايين دينار.
زيارات ومشاريع
العناية الرئاسية بولاية صفاقس لم تقف في حدود المجالس الوزارية والجلسات الممتازة للمجلس الجهوي بل تعدت ذلك إلى الزيارات الميدانية لكل من مدينة صفاقس وجزر قرقنة، ففي 14 أفريل 1997، دشن الرئيس بن علي بصفاقس مقرات الولاية ولجنة التنسيق للتجمع الدستوري الديمقراطي والفرع الجهوي للبنك المركزي وأشرف على جلسة ممتازة أقر خلالها جملة من الإجراءات والمشاريع بلغت 34 مشروعا رئاسيا بكلفة ناهزت ال 22 مليون دينار.
في 22 ديسمبر 2007، تولى الرئيس بن علي تدشين مطار صفاقس طينة الدولي بتكلفة ناهزت ال53 مليون دينار وقد تمثلت الإنجازات في بناء محطة للمسافرين تمسح 8 آلاف متر مربع تبلغ طاقة استيعابها 500 ألف مسافرفي السنة فضلا عن تجديد أرضية المطار وبرج جديد للمراقبة.
وفي 16 و17 أوت 2008، وبعد أن دشن الرئيس بن علي الطريق السيارة صفاقس مساكن بكلفة بلغت 450 مليون دينار، على طول 97 كلم، واطلع على تقدم أشغال انجاز مشروع تبارورة بتكلفة قدرها 140.5 مليون دينار وتمتد على مساحة 420 هكتارا، تحول الرئيس بن علي في زيارة تاريخية إلى جزيرة قرقنة حسب تعبير رئيس البلدية السيد منصور عمارة الذي قال إن الإنجازات والمشاريع التي تم إقرارها من طرف سيادته بالجزيرة أثناء الزيارة غيرت وجه الأرخبيل وشملت 5 مشاريع إضافية حسنت ظروف العيش ومحيط الإنتاج بالبلدية بتكلفة جملية فاقت ال3.1 ملايين دينار.
والي صفاقس وفي إطار لقائه بالإعلاميين مد مراسلي الصحف بجرد كامل حول الإنجازات جاء فيه بالخصوص أن العناية الرئاسية خلال عهد التغيير تنوعت وشملت قطاعات مختلفة باستثمارات جملية فاقت 7980 مليون دينار منها 2700 مليون دينار قطاع عام و528 قطاع خاص مما يؤكد التفاف أهالي صفاقس حول سياسة التغيير وخيارهم لبن علي رئيسا أوحد للحاضر والمستقبل.
بلغة الأرقام : استثمارات الفلاحة والصيد البحري بلغت 224 مليون دينار، التنوير والغاز 180 مليون دينار، الماء الصالح للشراب 108 مليون دينار، الإتصالات والبريد 443 مليون دينار، الجسور والطرقات والمسالك 338 مليون دينار والنقل 340 مليون دينار.
حماية المدن والفيضانات والتطهير بلغت تكلفتها 173 مليون دينار، التربية والتعليم والتكوين 250 مليون دينار، التعليم العالي والبحث العلمي 149 مليون دينار، الشباب والرياضة والثقافة 52 مليون دينار، الصحة العمومية والشؤون الإجتماعية 109 مليون دينار، حماية البيئة والمحيط 187 مليون دينار والمختلفات 202 ملايين دينار لتحقق صفاقس ماقيمته 2700 مليون دينار استثمارات بالولاية.
الرقم وحده كفيل للتأكيد على أهمية الإنجازات الرئاسية بعاصمة الجنوب صفاقس، وهي انجازات فاقت الطموحات والتوقعات في جهة تلتف بكل مكوناتها وراء صانع التغيير وتعتبره قائدا أوحد للحاضر والمستقبل.
٭ راشد شعور
باجة بعد 23 سنة من التغيير: أقطاب متعدّدة وطريق سريعة
ككلّ ولاية من ولايات الجمهورية تنعم ولاية باجة من سنة إلى أخرى بالإنجاز تلو الإنجاز وذلك منذ انبثاق فجر التغيير المبارك الذي كان يوم 7 نوفمبر 1987 ولا نزال ننعم ببركاته ونحن نحتفل بذكراه الثالثة والعشرين... 23 سنة ولولاية باجة موعد كل يوم مع الجديد في العهد الجديد...
وعبثا نحاول حصر ما أنجز لصالح الولاية ألفاظا وأرقاما والأفضل أن نذكر ولا نعد ولا نلتزم بالترتيب والحد.
فالمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية بالولاية تؤكد أن نسبة التنوير قد فاقت ال99.5٪ مع 100٪ في الوسط الحضري ونسبة التزود بالماء الصالح للشراب تجاوزت بدورها ال93.7٪ وباجة التي كانت قطبا فلاحيا لا غير تتربع اليوم على أكثر من قطب أبرزها الصناعة حيث فاق عدد المؤسسات الصناعية ال300 فاليد العاملة في مؤسسة واحدة تجاوز هذه السنة ال4000... وباجة اليوم قطب جامعي بأكثر من 3000 طالب ونسبة التمدرس 100٪.
الطريق السريعة وادي الزرقاء تونس قريبا تمتد لتصبح باجة تونس ممّا ساهم ويساهم في مضاعفة عدد المؤسسات الصناعية والاستثمار بالولاية.
تهذيب الطرقات وتشييد الجديد منها هو العمل اليومي لكل المسؤولين الجهويين سواء على مستوى المعتمديات أو بمدينة باجة فوجه حي الخضراء تغيّر من فوضى وحفر وظلام إلى أنهج وأزقة يطيب السير فيها بعد التعبيد والتنوير.
الجلسة الممتازة
وقد عرفت الجلسة الممتازة للمجلس الجهوي لولاية باجة التي أشرف عليها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي انبثاق قرارات رائدة لصالح الولاية... والمشاريع وما أقره سيادته لصالح ولاية باجة أنجز بعضه وقريبا يرى بعضه الآخر النور فالمتابعة يومية وكذلك الحرص على التنفيذ في الآجال ووفق أرفع المواصفات.
فمنذ التحوّل المبارك بلغت الاستثمارات 2400 مليون دينارا منها 1250 مليون دينار استثمارات عمومية.
ففي المجال الفلاحي ارتفع عدد السدود التلية وهو ما مكن من تهيئة حوالي 11500 هكتار إضافي.
وفي ميدان البنية الأساسية نذكر تهيئة وتعبيد حوالي 1000 كيلومتر من المسالك الريفية.
وفي إطار تنمية الموارد البشرية وإضافة إلى المدارس والمعاهد وتطوير منظومة التعليم والتكوين نذكر إحداث المعهد العالي للدراسات التكنولوجية وبناء المعهد العالي للغات التطبيقية وبعث معهد عال للبيوتكنولوجيا...
وتميز القطاع الصحي بتحسين الخدمات من خلال تطوير المستشفى الجهوي وبناء مركز للتوليد وطب الرضيع ومركز عمومي لتصفية الدم بمدينة باجة.. وتزويد المدينة بجهاز سكانير من أعلى طراز.
وفي المجال الرياضي تكفي الإشارة إلى المركب الرياضي بوجمعة الكميتي وملاعبه المعشبة وتوسعة المدارج وإضاءة من طراز عالمي يؤهل لاحتضان مباريات ليلية في كرة القدم واحتضان نفس الملعب لمباريات دولية مما يزيد المدينة تنشيطا وتعريفا على جميع الأصعدة.
ما أذن به سيادة الرئيس زين العابدين بن علي لفائدة الولاية لم يستثن مجالا أو قطاعا بل كان شاملا كافيا لتطوير المجال الفلاحي وتوفير فرص التشغيل كما وكيفا من خلال عدد المؤسسات الصناعية وطاقة استيعابها... ومزيد الإحاطة بمتساكني الولاية صحيا واجتماعيا... وحتى البيئة كان لها نصيب من خلال توسيع محطات التطهير وتهذيبها بكل من مجاز الباب وتستور وباجة ونفزة.. وتم الإذن بتهيئة القسط الثاني من المنتزه الحضري بباجة الجنوبية وتهيئة المنتزه الطبيعي بدجبّة من معتمدية تيبار...
كما أن قرارات صانع التغيير لم تستثن الأطفال من خلال مركب طفولة بنفزة وناديين للأطفال بكل من تيبار وقبلاط وتهيئة المركب الثقافي بباجة الجنوبية وإحداث مكتبة عمومية بوادي الزرقاء هذا إضافة إلى ما هو موجود فعلا.
كما تمّ إدراج ولاية باجة في إطار مخطط تزويد مناطق الشمال بالغاز الطبيعي... ونصيب الثقافة من القرارات إحداث مسلك سياحي ثقافي للمدن الأندلسية يشمل باجة وتيبار وتبرسق وتستور ومجاز الباب.
الأكيد أننا عبثا حاولنا الإحصاء والعد لما أنجز وسينجز لصالح ولاية باجة منذ فجر التغيير... وسنظلّ هكذا مع كل ذكرى للتحول المبارك لأن العطاء تجاوز العد والإحصاء.
إيهاب النفزي
مدنين: شكرا يا سيادة الرئيس
مدنين (الشروق):
قدّرت الكلفة الجملية للمشاريع التي أقرّها سيادة رئيس الجمهورية لفائدة ولاية مدنين خلال إشراف سيادته علي الجلسة الممتازة للمجلس الجهوي التي انعقدت يوم الجمعة 29 جانفي 2010 ب270 مليون دينار دون اعتبار مشروع ايصال الطريق السيارة الى ولاية مدنين الذي تبلغ كلفته 400 مليون دينار وقد شمل هذا البرنامج مختلف القطاعات وبلغت جملة المشاريع المدرجة ضمنه 94 مشروعا موزعة على قطاعات البنية الأساسية، الفلاحة والصيد البحري، التهيئة الصناعية والتكنولوجية التنمية السياحية، تنمية الموارد البشرية وتحسين ظروف العيش حيث تمّ تدشين عدد من هذه المشاريع كما يتواصل إنجاز بقية المشاريع وتتوزّع جملة المشاريع على المجالات التالية:
البنية الاساسية
(تهيئة الطريق الجهوية 116، تعبيد الطريق الجهوية 117، تعبيد 8 مسالك فلاحية، تزويد مدينة مدنين بالغاز الطبيعي).
عدد المشاريع 11
الكلفة 27،55 مليون دينار
الفلاحة والصيد البحري
(المرحلة الثانية من مشروع التصرف في الموارد الطبيعية، تنمية مراعي الوعرة والظاهر، توسعة مينائي الصيد البحري بجرجيس والكتف، تأهيل مدرسة الصيد البحري بجرجيس، تركيز القطب التكنولوجي لتثمين ثروات الصحراء، دعم معهد المناطق القاحلة).
عدد المشاريع: 07
الكلفة: 73،55 مليون دينار
التهيئة الصناعية والتكنولوجية
(3 مناطق صناعية، فضاءات تكنولوجية، 3 مراكز للعمل عن بعد، جهر الميناء التجاري، تركيز قاعدة لوجستية ذات صبغة صناعية وتجارية مرتبطة بالميناء بجرجيس وبنڤردان، إحداث قريتين حرفيتين بحومة السوق وبني خداش).
عدد المشاريع: 17
الكلفة: 47،2 مليون دينار
التنمية السياحية
(تطوير المنطقتين السياحيتين للاّ مريم وللاّ حليمة، ترميم القصور الاثرية، وضع منظومة لمعالجة الوضع البيئي بالمنطقة السياحية بآغير).
عدد المشاريع: 06
الكلفة: 12،95 مليون دينار
تنمية الموارد البشرية
(تدخلات مختلفة لمستشفيات ميدون وحومة السوق وجرجيس، بناء 3 مستوصفات صيانة وتعهد مراكز الصحة الأساسية، تدخلات مختلفة بالملاعب والمركبات الرياضية بجرجيس ومدنين وبنقردان، قاعة رياضات فردية بسيدي مخلوف، مركب الطفولة ببني خداش، ملعب حي بالقرع، نادي شباب بالشهبانية، اقتناء حافلتين شبابيتين)
عدد المشاريع: 16
الكلفة: 9.66 مليون دينار
تحسين ظروف العيش
(محطة تحلية مياه البحر بجربة، محطة تحلية المياه ببنقردان، برنامج تغطية النقص المسجل في مياه الشرب، ربط منطقة الجدارية بشبكة الماء الصالح للشرب، تزويد 8 مناطق (577 عائلة) بالماء الصالح للشراب عن طريق شبكة الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه و4 مناطق (161 عائلة) عن طريق شبكة الهندسة الريفية، تهذيب 4 مشاريع للماء الصالح للشرب تابعة لشبكة الهندسة الريفية، تنوير 3 مناطق ريفية (84 عائلة)، تطهير مدينة بنقردان ومنطقة سيدي مخلوف، تهذيب حي الهناء والنخيل بمدنين وقرية القصبة بسيدي مخلوف، تصريف مياه الامطار بحي الطيران ببنقردان وحي تاوريت بحومة السوق، حماية مدينة ميدون من الفيضانات، تهيئة شاطئ بوغرارة والفسحة الشاطئية بجرجيس، احداث فضاء ترفيهي بآجيم، تنوير وتعبيد طرقات بمدينة مدنين).
عدد المشاريع: 35
الكلفة: 99.363 مليون دينار
شواغل ذات بعد محلي
(صيانة عدد من المساجد الاثرية بجربة، دعم حصة الجهة من المنح القارة للعائلات المعوزة).
عدد المشاريع: 02
الكلفة: 0.5 مليون دينار
الجملة
عدد المشاريع: 94
الكلفة: 270 مليون دينار
أهالي الزواكرة والبرامة: اعتراف بالجميل لصانع التغيير
٭ تونس «الشروق»:
لا شيء يخفف من مشقة الطريق الصعبة إلى قرية «الزواكرة» على بعد أكثر من 60 كلم عن مدينة سليانة سوى تلك المشاهد الإنسانية، بالغة الروعة للوطن في صوره الأكثر عمقا: تلاميذ الثانوي بنات وأولادا عائدين من مبيت معهد مكثر بحقائب ملابسهم الأسبوعية يحلمون بأمهاتهم وهم يسيرون صعودا على الطرقات الصغيرة المتعرجة بين التلال والأودية.
من مشاهد الوطن المشاهد الآسرة أيضا تلك البيوت الصغيرة المعلقة فوق الروابي يتعالى منها دخان المواقد في منتصف النهار مع رائحة خبز «القوجة» التقليدي تملأ المكان محملة بالرائحة التاريخية للأمومة، وللبيت الريفي في الشمال الغربي.
عانى هذا الجزء من الوطن طويلا من العزلة، «لم يكن أحد منا يحلم بأن يتجاوز أحد أبنائه السنة السادسة من التعليم الابتدائي» يقول لنا أحد الشيوخ، فيما كان على النساء أن تلدن كيف ما اتفق، وعلى المرضى أن يحتضروا في صمت لعدم توفر طريق تسلكها السيارات إليهم. كانت المنطقة تفقد شبابها وكهولها الذين يرحلون نحو المدن الكبرى بحثا عن الشغل، أما الفلاحة التي هي مصدر رزقهم الأول فلم تعد مجدية، أو أصبحت كلفتها أكثر من مداخيلها. وفجأة، يقول لنا السيد صديق بالعوايد (48 عاما، صاحب سيارة نقل ريفي)، «حدث ما لم يكن يخطر ببال أحد منا: السيد الرئيس بنفسه بيننا، يرى بنفسه حالة العزلة التي نحن فيها».
جاؤوا لأجلنا
يذكر سكان الزواكرة ذلك اليوم جيدا. قال لنا محمد العربي العتيري عمدة المكان: «كان ذلك يوم جمعة، بين العاشرة والحادية عشرة صباحا وكان الناس منشغلين بأعمالهم اليومية. دوى في سماء المنطقة صوت محرك طائرة مروحية على علو منخفض، في البداية ظننا أنها طائرة عسكرية تجري تدريبات، أو تعرضت لعطب أجبرها على الطيران المنخفض. لكنها حطت أخيرا بين البيوت وكان واضحا أن من فيها قد جاؤوا لأجلنا نحن. بعد ذلك بقليل تصايح الذين توجهوا إلى الطائرة: «هاو الرئيس»، ولم نصدق أنه هو فعلا إلا لما اقتربنا منه». حدث ذلك يوم 4 ديسمبر 1994، ومنذ ذلك الحين تحولت هذه القرية إلى رمز وطني للتضامن، أصبحت لها طريق معبدة وسيارات نقل ريفي ومدرسة ومستوصف وحتى ملعب حي.
قبل ذلك، وجدنا الدكتور محمد نجيب برك الله، والي سليانة مشغولا بموضوع التضامن الاجتماعي لما استقبلنا ليمدنا بالقائمة الطويلة لإنجازات صندوق التضامن في قريتي الزواكرة والبرامة. منذ زيارة الرئيس إلى عام 2005، تم إنفاق 492 ألف دينار لأجل إحداث وتدعيم موارد الرزق في الزواكرة استفاد منها 300 شخص، ومليونين و856 ألف دينار لأجل البنية الأساسية وخصوصا تحسين السكن والطرقات والمرافق العامة. كيف أصبحت الزواكرة بعد ست سنوات من تلك الزيارة ؟
تحيل على الحياة
الطريق إلى الزواكرة معبدة، غير أنها ضيقة ومضنية بفعل التضاريس الجبلية الوعرة. نادرا ما تعترضنا سيارة، حتى سيارات النقل الريفي لا تظهر إلا في أوقات الذهاب إلى السوق أو تنقل التلاميذ. كان يكفي أن ننظر إلى التلال الصخرية والأودية السحيقة لكي نتخيل مشقة الوصول إليها في ما مضى، «زيارة السيد الرئيس أنقذتنا من العزلة، وحملت اسم القرية إلى العالم»، يقول لنا كهل وجدناه على طريق القرية. على الطريق، نتوقف عند محطة عصرية لضخ الماء الصالح للشراب، لكن العمدة السيد العتيري يكشف لنا أن أغلب سكان القرية لم ينخرطوا في الشبكة، بسبب كلفة العداد. كما أن مشاريع إيصال الماء بشكل جماعي لم تنجح، لأنه «يكفي أن يتوقف أحدهم عن الدفع، لتفشل العملية».
المرافق التي أنجزت للقرية تبدو ممتازة، مقارنة حتى بالتجمعات السكنية الحضرية، حتى الأرصفة في حال جيدة. المشكل أن موارد الدخل في المنطقة شحيحة، قال لنا السيد لسعد الحباسي (50 عاما، أب لأربعة أبناء): «أملك هكتارين أزرعهما حبوبا أو أعلافا، لكنها لا تكفي لعيش أسرة. لذلك أنا مضطر للسفر إلى صفاقس للعمل الموسمي في جني الزيتون. «لكي يبقى الإنسان في الزواكرة، يجب أن يتحيل على الحياة»، يقول لنا. أما صديق بالعوايد الذي يمتلك سيارة نقل ريفي فيقول عن مشروعه: «سيارة النقل الريفي في مثل هذا المكان الذي لا يأتيه سوى سكانه، ليست مشروعا مربحا». يعدد لنا مصاريف كثيرة للسيارة متمنيا لو تخفف الدولة عنه بعض الأداءات نظرا لخصوصية المنطقة، «نحن ننقل التلاميذ بنصف الأجر، وأغلب سكان المنطقة محتاجون وقليلو التنقل».
أفكار جديدة
يبدو السيد العتيري عمدة الزواكرة مستوعبا لمشاكل المنطقة، يقول: «تقدم الدولة مساعدات كثيرة ومختلفة للمحتاجين هنا ونحن كلنا اعتراف بالجميل للسيد الرئيس، لكن المشكل هو فقدان المشاريع التي توفر الشغل. إن توزيع عشر نعاج أو بقرة، ليست مشروعا كافيا للاستقرار أو إعالة أسرة، بل المطلوب هي مشاريع أكبر حجما أو حفر آبار عميقة لإطلاق مشاريع الفلاحة السقوية».
نطوف أرجاء القرية ونتأمل الحقول الصغيرة ومزارع الزيتون المتناثرة، «هذه الأرض يمكن أن تنتج أنواعا ثمينة من الأشجار المثمرة مثل حب الملوك»، يقول لنا العمدة، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج مكتب الدراسات الذي درس طبيعة المنطقة لتوفير أفكار أولية عن تطويرها. أما نحن فكان علينا أن نرحل إلى القرية الثانية التي نزلت فيها الطائرة الرئاسية في البرامة من معتمدية قعفور.
البرامة: بلاد صناع الأواني الطينية التي تحولت إلى قرية حديثة
تبدو «البرامة» قرية سعيدة تنام في حضن مزارع الزيتون المثقلة بغلالها، على بعد 35 كلم عن مدينة قعفور. على امتداد البصر نرى مزارع مخضرة وبيوت إسمنتية بيضاء جميلة تجمع بين أحدث هوائيات البارابول وتربية الحيوانات الأهلية. وبين البناءات الحديثة يأخذنا عمدة المنطقة السيد عبد الحفيظ العوني إلى المكان الذي نزلت فيه الطائرة الرئاسية قائلا: «زرعنا فيه زيتونة تخليدا لذكرى الزيارة، أنظر لقد أعطت ثمارها منذ سنين».
أخذت البرامة اسمها من براعة واختصاص سكانها في صناعة الأواني الطينية وخصوصا «البرمة» وهي الإناء الطيني التقليدي للطبخ في الريف التونسي قبل أن تظهر أواني الألومنيوم ثم التفلون. وأيا كان انتشار الأواني العصرية فإن سكان الشمال الغربي لا يزالون يفتخرون بامتلاك «البرمة» و»القوجة» و»الطاجين» لطبخ الكسرة التقليدية، وهكذا، لا تزال نسوة «البرامة» يبدعن في صناعة المئات من هذه الأواني التي تباع في الأسواق المجاورة. غير أن مثل هذه الصناعة التقليدية التي تشغل قرابة 40 أسرة في الجهة، ليست المصدر الوحيد للشغل، فمساحات الزيتون تتكاثر بالإضافة إلى حقول الحبوب وبساتين الأشجار المثمرة بعد أن شهدت القرية تحولا مذهلا منذ الزيارة التاريخية لرئيس الدولة.
مشاريع
على مدى عقود ظلت هذه القرية المنسية تعاني من العزلة لبعدها عن المدينة وانعدام طريق معبدة إليها. كان استئجار سيارة من قعفور إلى البرامة يكلف ثروة، أما اليوم، فقد وجدنا الشاحنات الخفيفة تنهب الطريق إليها محملة بالبضائع، بعد أن أصبحت لها سوقها الأسبوعية. وسط القرية جميل ومنظم تحيط به مختلف المرافق: ناد للشباب مزود بأدواش حديثة، مركز للتكوين في صناعة الأواني الطينية، مدرسة لتعليم الكبار، وخصوصا مستوصف فيه ممرض قار وطبيب لمرتين في الأسبوع. قال لنا الممرض السيد محسن المرواني إن وجوده اليومي ضروري لسكان المنطقة حتى من باب نشر الطمأنينة. غير أن أغلب ما يعاني منه سكان المنطقة هو مرض الروماتيزم الناشئ عن معالجة الطين والماء في الشتاء.
تبدو البرامة قرية حديثة رغم صغر عدد سكانها، فيما تقول الأرقام إن صندوق 26-26 قد أنفق فيها 619 ألف دينار لإحداث وتدعيم موارد الرزق، مثل إحداث منطقة سقوية على البحيرة، أو زراعة الأشجار المثمرة وغيرها. كما أنفق الصندوق مليارا و407 آلاف دينار لتحسين البنية الأساسية مثل إيصال الكهرباء والماء الصالح للشراب أو إحداث مكتبة عصرية مجهزة بالإعلامية غير بعيدة من المواقد التي تطبخ فيها الأواني الطينية التي أعطت القرية اسمها.
عالم من الطين
وجدنا الشابة «جنينة الوسلاتي» أمام «حوش» منزل والديها في قلب القرية، حيث كانت تتفقد بعض الأواني الموضوعة تحت أشعة ذلك اليوم المشرق. وفي «الحوش»، لا نكاد نجد موطئ قدم بين أواني الطاجين الذي يتخذه سكان الأرياف لطبخ خبز الملاوي. تبلغ جنينة من العمر 22 عاما، وهي تعمل مع أمها السيدة حياة الدريسي وفق التقاليد العائلية الطويلة في صناعة هذه الأواني. تقول لنا حياة دون أن ترفع بصرها عن الطين إنها لا تذكر متى ولا كيف تعلمت هذه المهنة من أمها، وأنهما تصنعان بمعدل 20 طاجينا يوميا.
في المقابل، تبدو الأم السيدة حياة الدريسي أكثر واقعية: «هذه المهنة شاقة، ودخلها المالي ليس مهما، نبيع الطاجين بخمس مائة مليم ويبيعونه بدينار ومائتي مليم في الأسواق، غير أننا لا نعرف مهنة أخرى». خارج الحوش، تستمر القرية في حياتها الهانئة، تشقها بين الحين والآخر شاحنة خفيفة، تستعد بعض الفتيات لطبخ الأواني الطينية في أكوام النار فيما يتذكر سكان القرية الماضي غير البعيد عندما كان وصول سيارة إلى هذا المكان حدثا كبيرا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.