أكثر من 17 ألف شرطيّ لتأمين مسيرة قطار قادم من فرنسا، ذاهب إلى ألمانيا! أكثر من 17 ألف شرطيّ لمقاومة بضع مئات من أنصار البيئة ومناهضي التلوّث النوويّ! ولماذا؟ لأنّ هذا القطار يحمل نفايات عُولجت في فرنسا ويُعتزم دفنُها في «مقبرة» النفايات النوويّة بمدينة غورليبن الألمانيّة! إلى حدّ الآن قد يبدو الخبر عاديًّا في سياق الصراع القائم في أوروبّا بين أنصار الصناعة النوويّة وأعدائها. إنّه «قطار الجحيم» يقول هؤلاء البيئيّون المتحمّسون! قول مُعبّر قد يوافقهم عليه الجميع، وحماسة مطلوبة قد يشاركهم فيها الجميع. وقد لا ينكر عليهم أحد الحقّ في أن يحلموا بأرضهم خالية من النفايات النوويّة ومن نسخ معدّلة لتشيرنوبيل! هذا إذا لم يشاركهم الجميع الحلم نفسه! لكن أين يريدون لهذه النفايات أن تُدفن إذا لم تُدفن في البلاد التي «أنجبتها»؟! هل يريدون «تصديرها» إلى آسيا؟ إلى إفريقيا؟ إلى أمريكا اللاتينية؟ إلى المرّيخ؟ لقد أطلقوا على قطار النفايات اسم «قطار الجحيم»! فلماذا ما أن نصيخ السمع، حتى نكتشف أنّ الصدى يردّد عبارة سارتر نفسها: «الآخرون هم الجحيم»؟!