«ديننا الحنيف كله يسر وليس فيه شدّة ولا عسر، ومن مبادئه الرفق ورفع المشقة والحرج والتيسير والمكلف مطالب بآداء واجباته مع القدرة والاستطاعة، فكلما كان في التكيّف شدة وارهاق زائدان على الطاقة البشرية، كانت الرخص التي تعفي المكلف من تلك المشقة الزائدة ومن مقاصد الاسلام حفظ المال والثروات العامة دفعا للاحتياج والفقر والخصاصة لأن حفظ النفس والمال مقصدان من مقاصد الشريعة. الأضحية عبادة الأضحية عبادة وشعيرة من شعائر الاسلام، ترمز الى قصة ابراهيم وولده اسماعيل عليهما السلام حين فداه بذبح عظيم. وصارت الأضحية في ديننا الاسلامي سنة مؤكدة على من استطاعها وقيل مستحبة لمن لا يجحفه ثمنها، لها غايتها الدينية والاجتماعية، منها التقرّب الى الله وشكره على ما أنعم به على الانسان من نعم لا تحصى ولا تُعد،ومنها فضائل أخلاقية وإنسانية وهي التضامن والتآزر والتعاون بين الأغنياء والفقراء في السراء والضراء وخاصة في مثل هذه المناسبات الدينية كعيدي الفطر والأضحى التي يتبارى فيها الاغنياء لمد يد المساعدة لإخوانهم بإشراكهم في أضحياتهم، وكذلك الدور الذي يقوم به التضامن الاجتماعي والمجتمع المدني في هذا السبيل. لا داعي للاقتراض لذلك لا داعي للاقتراض وارهاق الانسان نفسه بالتداين لثمن الأضاحي مع ما تستلزمه من مصاريف اضافية تؤثر على نفقاته على أسرته وهو مطالب بارجاع الدين أو السلفة التي تحصل عليها وقد يعجز عن ارجاعها وهو حرج وشدّة يأباهما الاسلام. أما اذا كانت السلفة لا ترهقه ولا تؤثر على حاجياته وحاجيات أسرته ويستطيع ارجاعها فلا بأس، ومن كان غير قادر على ان يضحي فقد سقط عنه التكليف وانما الناس صاروا يراعون العادة أكثر من العبادة من أجل أن لا يحرموا صغارهم من اللعب بكبش العيد وهي ليست بأضحية.