إذا حالف النجاح الادارة الأمريكية الحالية في انتخابات الرئاسة في نوفمبر المقبل، وبالتالي البقاء في الحكم لمدة 4 سنوات قادمة فهذا يعني وفق توقعات موضوعية ان العالم مقبل على حرب أو حروب جديدة خلال الولاية الثانية المحتملة للجمهوريين.. ولا تبدو هذه التوقعات في الحقيقة مجافية للمنطق الذي تقود به الولاياتالمتحدة العالم منذ صعود الادارة الحالية... ولا مناقضة لجوهر سياسات الادارة الحالية المرتكزة على مبدإ الضربات الوقائية أو الاستباقية. فقد خاضت هذه الادارة خلال ولايتها الأولى حربين وغزت دولتين هما أفغانستان والعراق وتهدد بالمزيد وهي التي تخوض حربا عالمية على ما تنعته بالارهاب. ولم يتردد الرئيس الأمريكي جورج بوش قبل أيام من التهديد بغزو «الأعداء» قبل أن يتمكنوا هم من غزو أمريكا وهذا يعني ان أمريكا باندفاع محافظيها إلى قيادة العالم بقوة الحديد والنار ماضية في الاستراتيجية التي صاغتها حتى منذ ما قبل هجمات سبتمبر 2001 . فالعراق كما اكدت تقارير واعترافات امريكية متطابقة كان قبل تلك الهجمات في مقدمة المرشحين للاستهداف بسياسات المحافظين الجدد ذوي النزعة الحربية الصرفة... وبالفعل دفع العراق بعد افغانستان «فاتورة» هذا الاندفاع المحموم الى الاستبداد بأمور العالم. وباعتبار تصريح بوش الاخير الذي جاء في ذات السياق التصعيدي الذي مضت فيه إدارته منذ هجمات سبتمبر يبدو بالكاشف ان استمرار الإدارة الجمهورية في الحكم «يبشّر» بأسوإ مما حصل في فترة حكمها الاولى مع انه لا دليل على ان إدارة (ديمقراطية) بديلة قد تكون اقل ميلا الى التصعيد و»أهون شرا» من سابقتها! وكما كان العراق مرشحا للاستهداف بلا جرم يبرّر احتواءه وضربه ثم غزوه في نهاية المطاف، هناك مستهدفون جدد قد يأتي الدور عليهم اذا اجتازت ادارة بوش «امتحان» نوفمبر المقبل بنجاح. والظاهر ان ايران تبدو في المرحلة المقبلة حتى قبل انتخابات الرئاسة الامريكية الهدف المفضل بالنسبة الى إدارة جورج بوش التي يبدو انها قطعت شوطا هاما باتجاه تهيئة العالم اعلاميا وسياسيا لحرب جديدة لا تنتهي بالضرورة بالغزو. كما حصل مع العراق ولكنها قد تنتهي (وربما تبدأ) بتحقيق الهدف الاسرائىلي الاكثر الحاحا المتمثل في وأد القنبلة النووية الايرانية في المهد. وربما يمهد استهداف ايران بحرب خاطفة تؤدي الى تحييدها تماما الى فتح «شهية» هذه الإدارة لضرب سوريا التي تشكل مع ايران خط الدفاع الاخير امام السيطرة الامريكية المطلقة على المنطقة التي بدأت تتحقق عمليا بغزو العراق الذي فتح بدوره الباب على مصراعيه امام الكيان الصهيوني للتمدد بحرية في المنطقة ومشاركة الامريكيين «الغنيمة» الكبيرة.