في إطار الاحتفال بالسنة الدولية للشباب نظمت مؤخرا جمعية فنون الواحة وثقافاتها بالتعاون مع جامعة قابس ووحدة البحث «ثقافات فنية ومعارف وتكنولوجيا» منتدى دوليا حول «التكنولوجيا والشباب ورهانات الابداع الرقمي» بمدينة قابس. وشارك في هذه التظاهرة عدد كبير من الاساتذة الجامعيين والمفكرين والباحثين في مجال سوسيولوجيا التواصل وخبراء في مجال التكنولوجيات الحديثة من الجزائر والمغرب وليبيا ومصر وفرنسا والاردن الى جانب عدد من الجامعيين والمختصين من تونس. واهتمت هذه التظاهرة بعلاقة الشباب بالفضاءات والتقنيات التكنولوجية والاتصالية والرقمية كرافد أساسي لتنمية مهارات ومعارف وثقافة الفئة الشبابية بما أنها تتميز بنزوع وميل مبكرين للتعاطي مع آليات الاتصال الحديثة. الشباب والوسائط التكنولوجية الرقمية وأثار الملتقى عدة محاور وأسئلة نقدية حول مختلف أشكال تعاطي الشباب مع الوسائط التكنولوجية الرقمية والسبل الكفيلة بالاستخدام السليم والخلاق لتلك الوسائط لدى الشباب لتنمية روح التواصل والحوار عبر الوسائط الرقمية بين الشباب الباحث. ويتناول الملتقى على امتداد يومي التظاهرة أربعة محاور وتعلق المحور الاول بالابداع والتكنولوجيا الرقمية وآليات التعامل معها والادوار التي تلعبها الفضاءات الرقمية في تنمية روح الابتكار والابداع والمبادرة والمعرفة لدى الشباب عموما والشباب الطالبي على وجه الخصوص. أما المحور الثاني فيتعلق ب«الشباب والرقمنة والتنمية» وطرح مشكل كيفية تعامل الدول والمجتمعات مع الوسائل الاتصالية الحديثة ووسائل وتكنولوجيات المعلومات لتطوير مؤهلات الشباب وإعداده لرفع تحديات التنمية والتشغيل خاصة. المحور الثالث عنوانه الرئيسي «الادوار التربوية والمعرفية» وتم من خلاله التطرق الى دور المؤسسات التربوية والجامعية ومراكز البحوث والتنمية في إعداد الشباب للتعاطي الايجابي والمبدع مع التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة. أما المحور الرابع والاخير فتعلق ب«التكنولوجية الرقمية والتعدد الثقافي والاخلاقيات» وخصص لمعالجة المقاربات النقدية حول الابتكار الرقمي واستخدام التكنولوجيا الرقمية والمسؤولية «الإيتيقية» والاخلاقية لدى الشباب. ورشات عمل على هامش المنتدى بالتوازي مع المداخلات الفكرية والعلمية نظمت ورشات عمل تثقيفية وتكوينية وتحسيسية حول آليات الابداع والحوار بين الشباب عبر التقنيات الرقمية ونشطها مفكرون وباحثون وخبراء ومهتمون بالشأن الشبابي. وقد تم في هذا الاطار برمجة ثلاث ورشات أساسية أولها ورشة «الشباب والفضاءات الرقمية آليات التحفيز على الابداع والمخاطر والحماية» من «الادمان الرقمي» أو الافراط في استعمال الوسائط الرقمية و«الرقمنة والاخلاقيات» و«القيم والرقمنة» و«فكرة المسؤولية لدى الشباب». ورشة العمل الثانية خصصت للتكنولوجيا الرقمية والابداع والاخلاقيات في مجال البحوث متعددة الاختصاصات وتضمنت هذه الورشة الموجهة أساسا الى الباحثين الشبان عرضا ونقاشا لتجارب بحث في مجال الابداع الرقمي والتدرب على كيفية استخدام التقنيات الرقمية في البحوث الفنية مع التركيز بشكل أساسي على المسؤولية الاخلاقية و«الإيتيقية». موضوع الورشة الثالثة هو الثقافة الرقمية والنماذج الجديدة للتواصل والتعلمات لدى الشباب تم خلالها مناقشة الاساليب الجديدة لمعالجة مختلف القضايا التعليمية والتربوية باعتماد أحدث النتائج المستوحاة من توظيف التقنيات الرقمية في هذا المجال. أما الورشة الرابعة والاخيرة فتطرقت للابداع في العوالم الرقمية والحوار الافتراضي وتضمنت عرضا لأعمال وإبداعات في الفن الرقمي شارك فيه عدد من المختصين في المجال عن طريق تقنية التخاطب عن بعد مشفوعة بشهادات من قبل مبدعين مشهورين في حوار مباشر.