بعد الثنائي الاماراتي الكويتي الاول (عبد الله بلخير «الامارات» ونوال «الكويت»)، كانت سهرة الخميس الماضي في قرطاج مع ثنائي كويتي إماراتي آخر. السهرة كانت مع الفنان عبد الله الرويشد من الكويت، وفايز سعيد من الامارات العربية المتحدة، الاول صاحب تجربة ومكانة مرموقة في المشهد الغنائي العربي، والثاني صوت شاب، بدأ يشق طريقه وسط زحمة الاصوات الجديدة. نكهة الجزء الاول من الحفل أمّنه المطرب فايز سعيد الذي قدم مجموعة أغان من ألبوماته القديمة والجديدة مثل «ساعة وغير» و»شوف إنت» و»روعة» و»كانا كانا»، فاستمع الجمهور الحاضر الى أغان مثل «شو أسوّي حبيبي» و»آه لو تدري» و»وينك يا غالي» و»سندريلا»... مشاركة فايز سعيد كانت فرصة للجمهور التونسي ليكتشف هذا الصوت الشاب الذي يتمتع بطاقات صوتية محترمة، وأغانيه ذات نكهة خليجية أصيلة، لكن وجوده في حفل مع المطرب عبد الله الرويشد لم يخدمه نظرا لفارق التجربة والخبرة والكفاءة. صحيح أن الجمهور الذي حضر الحفل استمتع بفقرة المطرب فايز سعيد، لكن ما إن صعد الرويشد على الركح حتى غطى وفسخ ما أنجزه فايز. إمتاع عبد الله الرويشد أثث الجزء الثاني من السهرة، ومرة أخرى كانت مشاركته في قرطاج استثنائية ورائعة. الرويشد قدم في سهرة الخميس الماضي أفضل ما في رصيده من أغان، مثل «باتبع قلبي» و»أكيد بحبك أكيد»، و»شو يعني انتهينا»، و»مسألة وقت»، هذا الى جانب أغنية من ألبومه الجديد «صمت الوداع»، إضافة الى أغنية الفنان الراحل كارم محمود «يا عنابي» وهو اختيار ذكي، باعتبار أن أغاني كارم محمود غير مستهلكة، ولا يلتفت اليها بقية الفنانين على الرغم من قيمتها الفنية الراقية. عبد الله الرويشد لم يكتف بالغناء بل قدم المواويل بكفاءة عالية جدا أطربت الحضور، وجعلت من وصلته الغنائية لحظات إمتاع وإبداع. بطريقته الخاصة في الاداء، وبقدراته الصوتية الكبيرة، وتقنياته العالية في الاداء كرّس الفنان عبد الله الرويشد المكانة المرموقة التي يحتلها في الساحة الغنائية العربية، وأثبت مرة أخرى أنه من طينة الفنانين الكبار. صحيح أن الجمهور لم يحضر بكثافة في سهرة عبد الله الرويشد، لكن سهرته كانت من أحلى سهرات قرطاج هذا العام. الفنان عبد الله الرويشد سيكون حاضرا في سهرة تكريم المطربة الراحلةذكرى محمد (الاحد 22 أوت 2004).