كل الدلائل كانت تشير من البداية الى حضور جماهيري قياسي في ملعب رادس انطلاقا من حركة السيارات المقلة لأبناء الترجي والتي كانت تتحرك ببطء شديد نتيجة الاكتظاظ المروري على طول الطريق السيارة الرابطة بين تونس العاصمة وملعب 7 نوفمبر حتى أن عددا كبيرا من الجماهير كان دخولها الى الملعب بصفة متأخرة والحقيقة كلمة شكر خالصة تستحقها الوحدات الأمنية وشرطة المرور التي كان دورها ايجابيا في تسهيل حركة المرور. الشماريخ كانت حاضرة بقوة خارج ملعب رادس حيث أصرّت بعض جماهير الترجي على اشعال البعض منها من على أسقف بعض السيارات التي كانت تسير في اتجاه مركب 7 نوفمبر. فوضى في فيراج الترجي فوضى كبيرة اجتاحت المدارج اليمينية للملعب دقيقة فقط قبل انطلاقة اللقاء حيث القيت القوارير والشماريخ وانطلقت بعض الأصوات المدوية لفرقعات «الفوشيك» فيما نجح أحد الأحباء في القفز من على الجدار الفاصل واجتاح الملعب قبل أن يتدخل الأمن لايقافه وإعادة الهدوء الى المدارج. استقبال خاص حظي رئيس الاتحاد الافريقي السيد عيسى حياتو باستقبال من نوع خاص من جانب جماهير الترجي التي عبّرت عن استيائها الكبير من سياسة النعامة التي انتهجها في تعاطيه مع أحداث مباراة الذهاب ضد مازمبي واعتبرت أن صمته المطبق ضد المهزلة التحكيمية التي حصلت للترجي في الكونغو قد أخفى نوايا مبيّتة لحرمان الترجي من هذا اللقب. القوارير على رأس حياتو لئن رافقت دخول عيسى حياتو صيحات الاستهجان من جانب الأحباء، فإن توديعه في آخر اللقاء وهو يغادر الملعب كانت أكثر حدّة حيث تهاطلت القوارير عليه من كل حدب وصوب واضطرّ مرافقوه الى حمايته بأيدهم خشية أن تصيبه إحداها كما اختارت بعض الجماهير التلويح بالأوراق النقدية ورميه بقطع نقدية في إشارة الى أن اللقب «باعه» الاتحاد الافريقي لمازمبي. لا للمصافحة تعمدت بعض عناصر الترجي على غرار الثنائي خالد القربي وصيام بن يوسف عدم مصافحة لاعبي مازمبي قبل انطلاق اللقاء ونسج على منوالهما كل اللاعبين تقريبا بعد نهاية اللقاء ويأتي ذلك كرد فعل طبيعي على حالة الاحتقان التي أحس بها فريق الترجي منه. لأول مرة لأول مرة منذ افتتاح ملعب رادس يستعمل فريق الترجي بنك البدلاء الموجود على الجهة اليسرى. «برافو» لادارة الاعلام كلمة «برافو» أقل ما يمكن تقديمها لادارة الاعلام التي حرصت بجهد كبير على إعداد كل الظروف الطيبة والملائمة لعمل الصحفيين انطلاقا من الدخول الى الملعب ووصولا الى المقاعد المخصّصة التي كانت مجهزة كل واحدة منها بجهاز تلفاز لتسهيل متابعة سير اللقاء. بين البنزرتي وبن عمر ردّة فعل قوية من جانب المدرب فوزي البنزرتي تجاه اللاعب أيمن بن عمر بعد حصوله على الورقة الحمراء، حيث انتبه جميع من كان حاضرا في الملعب الى تفاصيل المناوشة التي حصلت بينهما والعتاب الشديد الذي وجهه المدرب للاعبه قبل مغادرته الملعب في اتجاه حجرات الملابس. الانهيار وضياع الحلم الانهيار والتسليم بضياع اللقب بعد قبول الترجي لهدف التعادل لم يصب اللاعبين فقط، بل طبع كذلك على جماهير «المكشخة» التي انخرطت في ثورة غضب عارمة وكانت ردّة فعلها قوية تجاه أعوان الأمن خاصة على المدارج اليمينية التي كانت تؤم جماهير «الفيراج». قبل نهاية اللقاء عدد كبير جدا من الجماهير غادرت الملعب لحظة تعديل النتيجة من طرف فريق مازمبي وقد شهد محيط ملعب رادس بعض أعمال الشغب من الجماهير الغاضبة تطلب تدخلا حازما من قبل أعوان الأمن. حالات إغماء سجلت في صفوف أحباء الترجي وخاصة الفتيات حالات إغماء عديدة وقد كانت وحدات الحماية المدنية في الموعد لتقديم الاسعافات الطبية اللازمة. اتهامات في كل الاتجاهات احساسها بالظلم وضياع اللقب بطريقة مشبوهة جعل جماهير الترجي تثور في نهاية اللقاء، البعض منها حمّل مسؤولية الخيبة المريرة الى الحكم والبعض الآخر الى عيسى حياتو. فيما ارتأت قلّة قليلة من هذه الجماهير أن تصبّ جام غضبها على بعض الزملاء الصحفيين من خلال إلقاء القوارير البلاستيكية والتهجم على البعض منهم من دون سبب مقنع. أصوات الاعتدال إذا كانت بعض جماهير الترجي قد اختارت أن تفرغ شحنة الغضب التي لديها في رئيس «الكاف» عيسى حياتو والتحكيم الافريقي وبعض الأطراف الأخرى التي اعترتها «نيران صديقة»، فإن جانب آخر من الجماهير تحدثت بأكثر عقلانية واعتبرت أن بعض اللاعبين في الترجي هم من خذلوهم على غرار اللاعب أيمن بن عمر الذي قلب الموازين». حالة دمار بعد نهاية اللقاء أو حتى في الدقائق الأخيرة عندما غادر جمهور الترجي الملعب لاحظ الجميع حالة الدمار التي كان عليها الملعب والكم الهائل من الكراسي التي تم اقتلاعها وما يمكن تأكيده أن هذا الملعب سيحتاج وقتا طويلا حتى يعود الى حالته الطبيعية والسؤال المطروح.. متى يتم اصلاحه وهل يكون جاهزا للدربي القادم الذي سيدور نهاية الأسبوع الحالي والسؤال الذي يجب أن يطرح بإلحاح الى متى يتعرض الملعب الى هذا الاعتداء وكيف يمكن التصدي لذلك ومتى يلعب الاعلام دوره.