علمت «الشروق» من مصادرة مطلعة بادارة التشريعات بوزارة الصحة أنه تم ارجاء المصادقة على مراجعة القانون عدد 17 المؤرخ في 23 فيفري 1998 والمتعلق بالوقاية من التدخين الى شهر مارس القادم. وقالت ذات المصادر ل«الشروق» ان مشروع القانون الجديد بما تضمنه من تنقيحات جاهز حاليا لكن المصادقة عليه ستتم بعد أربعة أشهر. هذا التأجيل تم بناء على طلب رسمي بالتأني في انتظار تقديم اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين لتقريرها الأول خلال شهر مارس القادم بعد مضي حوالي عام على تطبيق الأمر عدد 2611 المؤرخ في 14 سبتمبر 2009 والمتعلق بالمنع الجزئي للتدخين في المحلات ذات الاستعمال الجماعي (المقاهي والمطاعم). وأوضحت مصادرنا أن تطبيق هذا الأمر لاقى صعوبات كثيرة أساسا مادية لدى المحلات ذات المساحات الصغيرة والتي لا تسمح مساحاتها للتقسيم الى فضاءين (فضاء للمدخنين وآخر لغير المدخنين) بنسبة متساوية. ويتدارس المشرفون على تنفيذ هذا الأمر امكانية منح المساحات الصغيرة فرصة تخصيص مساحة تقل عن 50% لغير المدخنين. ونظرا لصعوبة تطبيق الأمر المذكور تم طلب التروي في اصدار قانون جديد حتى شهر مارس المقبل. وسيشمل القانون الجديد ثلاث نقاط أساسية هي منع بيع السجائر للأطفال دون 18 سنة وتخصيص 50% من مساحة علبة السجائر للتحذير من مخاطر التدخين سواء بصورة أو بملاحظات تماشيا مع ما جاء في الاتفاقية الاطارية لمنظمة الصحة العالمية التي صادقت عليها تونس بتاريخ 09 فيفري 2010، وسيشمل أيضا منعا لتصنيفات السجائر مثل «خفيفة». وتشير الأرقام الرسمية الى أن أكثر من مليون ونصف تونسي من الفئة العمرية ما بين 10 و70 سنة يدخنون وأن 28% من هؤلاء أطفال ومراهقون وأن 24% من التلاميذ في الوسط المدرسي يدخنون حسب دراسة تم اعدادها عام 2008. كما تشير دراسة استشرافية أعدها عدد من المختصين عام 2006 شملت 266 تلميذا في ثلاث اعداديات بجهة زغوان (زغوان وبئر مشارقة وجبل الوسط) الى أن نسبة المدخنين تقدر ب40% في صفوف سنوات السابعة أساسي و31% في سنوات الثامنة و29% في التاسعة. كما كشفت نتائج هذه الدراسة أن 27% من التلاميذ المدخنين دخنوا بسبب أصدقائهم وأن 17% من هؤلاء قلدوا آباءهم المدخنين وأن 18% منهم يدخنون بموافقة آبائهم، وعموما تشير الدراسة الى أن 74% من هؤلاء التلاميذ المراهقين الذين شملهم الاستبيان دخنوا تفاعلا مع محيطهم (الأب أو الأم يدخنان). وتفاعلا مع مجمل هذه الأرقام قالت الدكتورة منيرة النابلي ممثلة ادارة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة لدى مشاركتها في أشغال منتدى السكان والصحة الانجابية في حلقته المخصصة بالشباب والتدخين والمنعقدة عشية الجمعة الماضي بمقر ديوان الأسرة والعمران البشري ان الاعلام والتحسيس والتربية عناصر هامة ضمن استراتيجية مكافحة التدخين... مشيرة الى تناول موضوع التدخين في بعض المواد التي يجري تدريسها بالاضافة الى انطلاق التحسيس بمضار التدخين في المحاضن ورياض الأطفال.