أقرّت دول الحلف الأطلسي «الناتو» أمس استراتيجية قتالية وسياسية وأمنية جديدة تقضي بإقامة درع مضادة للصواريخ تغطي كافة الدول الأعضاء في الحلف وتحدّد عام 2014 كموعد للانسحاب من أفغانستان، فيما أصرّت أنقرة على عدم إدراج إيران وسوريا ضمن قائمة الدول المهددة لأمن «الأطلسي». وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما ان هذه المنظومة الدفاعية وفق وصفه تأتي بمثابة ردّ الفعل على التحديات الحديثة في العالم. أمل وأضاف أن زعماء الناتو يأملون في أن تنفتح قمة «روسيا الناتو» على التعاون بين الطرفين في مجال الدفاع الصاروخي وأن يؤكد الجانب الروسي على وجود العديد من التهديدات المشتركة وضرورة التعاون من أجل التصدّي لها. وأشار الى أن نظام الدفاع المضاد للصواريخ سيكون قويا بما يكفي لتغطية الأراضي الأوروبية للحلف الأطلسي إضافة الى الولاياتالمتحدة. ونصّت الاستراتيجية الجديدة على أن موسكو لا تشكل خطرا على «الأطلسي» بل ان الأخير يسعى الى إقامة شراكة استراتيجية حقيقية معها. واعتبرت أن على الحلف إقناع روسيا بزيادة الشفافية بشأن ترسانتها النووية وبنقل عناصرها من الحدود مع الحلف الى داخل أراضيها. موعد واقعي وفي الملف الأفغاني ذكر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي فوغ اندرس راسموسن ان الموعد المحدد لانسحاب القوات الدولية من أفغانستان (2014) واقعي مشيرا الى أنه إذا كان من سماهم «أعداء أفغانستان» لديهم الفكرة بأنهم سينقضّون على البلاد عقب خروجنا فهم مخطئون. وأضاف: سنبقى أطول فترة ممكنة حتى إنجاز المهمة ولقد أطلقنا هذه العملية التي سيصبح من خلالها الشعب الأفغاني سيد وطنه. وأردف أن «الأطلسي» اتفق مع الرئيس الأفغاني حامد قرضاي على شراكة طويلة الأمد ستستمر حتى بعد انتهاء مهامنا القتالية. وأوضح أنه خلال المرحلة الانتقالية (2011 2014) ستدعم القوات الدولية الجيش الأفغاني ولن تكون في الجبهات الأمامية. وفي سياق متصل أعرب الرئيس التركي عبد اللّه غول عن رضاه لموقف أعضاء الحلف المتمثل في عدم ذكر اسم إيران وسوريا ضمن الدول المهددة ل«الأطلسي». وكان غول قد شدّد على هذا المطلب باعتبار أن أنقرة ترتبط بعلاقات وثيقة مع دمشق وطهران. من جهته أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن الدرع الصاروخي يهدف الى الحيلولة دون التهديد الايراني، وفق تعبيره.