احتضن فضاء الموبلاتاكس بمدينة قصر هلال في نهاية الاسبوع الماضي وتحديدا مساء يوم الجمعة أمسية ثقافية اشرف على تنظيمها الصالون الثقافي «إيلاف» لصاحبه الشاعر الشاب خالد الكبير احتفاء بصدور الرواية الرابعة للكاتب والناقد فوزي الديماسي التي تحمل عنوان زنيم مرة أخرى. هذه الأمسية لم تكن ككل الأمسيات بل مثلت حدثا ثقافيا مميّزا طبع الساحة الثقافية في المدينة وجعل المثقفين يعيشون لحظات من السحر من خلال المقطوعات الموسيقية التي أمنتها فرقة الفنان الاصيل علي الأكحل والتي امتزجت بقراءات شعرية قدمها كل من عبد الحفيظ سويد وراضية الشهايبي... فهذه الشاعرة التي ترجم اصدارها الأخير الى اللغة الايطالية شدت بكلمات ليست كالكلمات وأمتعت الحضور بقراءة متفردة لجملة من قصائدها الشعرية ومثلها فعل ابن قصيبة المديوني الشاعر عبد الحفيظ سويد الذي قرأ بعضا مما جادت به قريحته في لحظات ابداع فكري فكان الموعد مع جملة من القصائد من بينها قصيدة يا طير التي سيدخل بها منافسات أيام قرطاج الموسيقية صحبة الملحن منصف الفريني والمطرب عماد مسعود. اللقاء لم يخرج من دائرة الابداع والمتعة وتواصل مع الثالوث سنية السافي ومحمد اليانقي وعلاء الدين أيوب... فهؤلاء تحدثوا عن تجاربهم الدرامية في التلفزة التونسية وكان للمسرح النصيب الأوفر من خلال ما قاله الملك (دور علاء في «صيد الريم») والذي تحدث عن الفن الرابع وعشقه لخشبة المسرح كما لم يتحدث من قبل معرجا على انتاجه الجديد ضمير حي الذي سيرى النور قريبا. تكريم ومتابعة ضيوف مدينة قصر هلال الذين عبّروا ل «الشروق» عن اعجابهم بمثل هذه اللقاءات التي تجمع شمل الفنانين والمثقفين باختلاف توجهاتهم بما يزيد في تمتين العلاقات في ما بينهم حظوا بتكريم خاص من قبل السادة سامي بن هنية معتمد المدينة وعز العرب الديماسي رئيس البلدية ومنية بوزويتة عضو مجلس النواب وأنيس القابسي مدير الايام التجارية كما كانت لهم أحاديث جانبية مع بعض المعجبين الذين لم يفوتوا الفرصة وأخذوا صورا تذكارية معهم. هذه الأمسية الثقافية التي كانت في شكل لمة عائلية حظيت بدورها بتغطية اعلامية مكثفة اذ بالاضافة الى ممثلي الصحافة المكتوبة فقد واكبت فعالياتها قناة تونس 7 وقناة 21 الى جانب إذاعتي المنستير و«جوهرة آف .آم» ولعل ظروف اختتام هذه الأمسية ضمن الصالون الثقافي والتي دعي خلالها الضيوف والحاضرون الى تناول الكسكسي باللحم لدليل على الأجواء المنعشة والكرم الهلالي والتنظيم المحكم الذي ميّز اللقاء الى درجة حقق فيها أهدافه ونفض الغبار عن المشهد الثقافي المحلي بأمسية نتمنى أن تتلوها أمسيات أخرى في حضور عدد كبير من المثقفين الذين تزخر بهم المدينة.