تمكن النادي الافريقي مساء امس في قصر الرياضة بالمنزه من الفوز على الترجي الرياضي في مباراة شهدت تشويقا كبيرا في دقائقها الاخيرة. فوز الافريقي يعني انفراده بصدارة ترتيب البطولة الوطنية مستغلا تعادل صاحب الطليعة جمعية الحمامات مع النجم الساحلي (25/25). لم يكن الشوط الاول من المباراة في المستوى المأمول من الناحية الفنية إن لم نقل انه كان اقل من المتوسط مع أفضلية للافريقي الذي دخل في صميم الموضوع منذ الدقائق الاولى وتمكن من اخذ الاسبقية (4/1) و(6/2) و(7/3) و(8/4). وقد استمر تفوق أبناء الشاذلي الڤايد فنيا وتكتيكيا الى منتصف هذا الشوط تقريبا والذي عرف استفاقة نسبية لأبناء نجيب بن ثاير حيث قلصوا الفارق الى حدود 3 أهداف (9/6) و(10/7) قبل ان يعود الافريقي بقوة ليرفع الفارق الى 5 أهداف (12/7) لكن زملاء كريم لم يحسنوا التصرف في الاسبقية الكبيرة التي حققوها حيث غاب التركيز في الهجوم وتعددت الهفوات الفنية ليعود القطفي بفريقه الى حدود 3 أهداف في نهاية هذه الفترة التي كان فيها الافضل في فريقه رفقة سليم الزهاني. أما من جانب الافريقي فالامتياز كان للفريق ككل الذي استمد قوته من الروح الجماعية ومن الخبرة الكبيرة للحارس مكرم الميساوي. تكتيكيا اختار الترجي خلال هذه الفترة دفاع (5/1) فيما اختار الشاذلي الڤايد فرض رقابة لصيقة على بسام مرابط وعلى المنسق وكان دفاع الفريق حركيا وتوزع بين (4/2) و(5/1). الافريقي كان خلال هذه الفترة افضل دفاعا وهجوما فيما كان مردود بعض الركائز في الترجي هزيلا صراحة ويبعث على الاستغراب. بداية متعثرة كانت بداية الشوط الثاني للدربي نسخة مطابقة للاصل من الشوط الاول فالتسرع كان السمة الغالبة على عمليات الفريقين ناهيك وان شباك ادريس (الذي اخذ مكان الميساوي) وسليم الزهاني لم يدخلها الا هدفان خلال 6 دقائق كاملة والغريب ان لاعبا دوليا مثل أنيس القطفي عجز عن تسجيل ضربة الجزاء التي تحصل عليها فريقه في الدقيقة 7 حيث سدد فوق مرمى الافريقي. تكتيكيا شهدنا تغييرا في دفاع الترجي الذي اصبح متقدما سعيا الى الحد من خطورة سواعد الافريقي لكن الاسبقية في النتيجة ظلت لفريق باب الجديد (15/11) بحلول الدقيقة 9. متاعب الترجي لم تنته رغم التغيير الدفاعي ورغم النقص العددي في صفوف الافريقي الذي لعب ب4 لاعبين (دق10) حيث خسر بسام مرابط كرة سهلة تحولت الى هجوم سريع سجل منه الافريقي الهدف السادس عشر. الافريقي لاح أكثر تكاملا من الترجي حيث عوّل على اللعب الجماعي منوعا في عملياته الهجومية سواء بالمرور من الأطراف أو في محور دفاع منافسه فيما غاب الانسجام عن عمليات الترجي وكان الحل الوحيد بالنسبة إليه التعويل على المهارات الفردية لمرابط والقطفي وهو ما مكن أبناء القايد من أخذ الفارق مجددا إلى حدود 5 أهداف (دق 18) وقد لاحظنا أيضا على امتداد الشوط تعدد الاقصاءات في صفوف الافريقي ومع ذلك لم يستغل زملاء هلال الذي عوّض الزهاني هذا العامل لصالحه بل ان الافريقي انتصر ب(5 ضد 6) متمكنا من قطع احدى الكرات وقيادة هجوم معاكس سجل به هدفا ثمينا (19 15) بحلول الدقيقة (20) لم يحتسبه الحكم لتتوقف المباراة في مرة أولى ثم ألغى طاقم التحكيم هدفا آخر للافريقي وتوقف اللقاء مجددا وسط احتجاجات لمسؤولي الفريق. في الأثناء كان الترجي قد تمكن من تذليل النتيجة عن طريق الستاري من الجناح مقلصا الفارق إلى 3 أهداف (19 16). الدقائق السبع الأخيرة شهدت نرفزة واضحة وتسرعا كبيرا من الفريقين حيث تعددت الكرات الضائعة في الهجوم ونجح الترجي في العودة إلى حدود هدفين (19 17) وكان بإمكانه الاقتراب إلى فارق هدف واحد لكن خطأ فنيا (دخول بقوة) أعاد الكرة إلى الافريقي الذي افتكت منه أيضا بصورة غريبة وسجل منها يوسف بن علي الهدف (18) قبل أن يتمكن أبناء القايد من التسجيل من الجناح (20 18) ويذلل الترجي الفارق في بضعة ثوان (20 19). نهاية مشوقة كانت الدقائق الثلاث الأخيرة مشوقة إلى أبعد الحدود فقد تمكن أمين بنور من إعادة فارق الهدفين (21 19) لصالح الافريقي وتغاضى الحكم أنيس الباجي عن دخول بقوة من لاعب الترجي الذي أضاع الفرصة ليسجل الافريقي الهدف (22) ويذلل الترجي (22 20) ويختار نجيب بن ثاير الدفاع رجلا لرجل على كامل الميدان لكن الوقت لم يكن كافيا للعودة في المباراة التي انتهت بفوزالافريقي على هذه النتيجة.