طويت صفحة مسابقة كأس اتحاد شمال افريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس بالنسبة الى أحد الأندية التونسية ومن جديد يعزف قطاع التحكيم لحن حزن جديد ينضاف الى أحزان أنديتنا في المسابقات الاقليمية والقارية والعازف هذه المرة وصاحب اللحن هو طاقم التحكيم الليبي بقيادة محمد الحطاب وكان ذلك مساء أمس الأول على ركح ملعب النار حيث رجحت كفة أصحاب الدار بثلاثة من الأهداف وثلاث هدايا عندما افتتح وفاق سطيف النتيجة بتسلل مضاعف من دلهوم صاحب التمرير وجاليت صاحب الامضاء... وعندما عرقل الشاوشي الميساوي في مناسبة أولى ودفعه في مناسبة ثانية داخل مناطق الجزاء وكان محمد الحطاب شاهدا لم ير «حاجة» فاهتزت باجة على وقع مظلمة تحكيمية أقصت الأولمبي من «اليوناف» مرة أخرى نسأل ألا يحق للترجي الفوز بالتاج الافريقي الأكثر امتيازا... أو لا يحق للأولمبي الباجي العبور على حساب وفاق سطيف أبرز الاندية الافريقية؟... ولأننا لا نملك ولا ننتظر الاجابة فسنعود الى نقطة البداية لنلقي نظرة على رحلة «اللقالق» الى نهايتها بعيدا عن التفاصيل المملة للدقائق ال97 للمباراة بحرارتها وبرودتها. الانسحاب والهزيمة أمران مران مهما كانت المظالم والرهان ومع ذلك لا يمكن أن نجحد على الأولمبي الباجي انسحابه مرفوع الرأس من «اليوناف» رغم انهزامه ايابا بثلاثة أهداف دون رد فالأولمبي صاحب الخبرة المتواضعة نسبيا في مثل هذه المسابقات وقف وقوف الند للند ذهابا وسجل هدفا وأضاع أهدافا أمام فريق في حجم وخبرة وفاق سطيف ثم ان الأولمبي الباجي قد عاش هذه التجربة وسط ظروف خاصة جدا لم تكن في صالح الفريق فقد كان التحول الى سطيف برا مباشرة بعد مباراته ضد النادي البنزرتي وبعد 550 كيلومترا على متن حافلة لم يكن أمام الفريق سوى 36 ساعة ليدخل المباراة... أضف الى ذلك غياب المدافع علي الهمامي والظهير نضال النفزي لأسباب صحية. كرم الضيافة منذ اجتياز وفد الأولمبي الباجي للحدود التونسية ببضعة أمتار وجد العناية الأمنية المناسبة التي جعلت الجميع يصلون الى مدينة سطيف سالمين... والفريق لم يشق في النزل ولم يواجه عراقيل تذكر عطلت التمارين أو ألغتها فهيئة «الوفاق» قامت بتكريم رئيس النادي مختار النفزي ب«برنوس سطايفي» وكرمت المدرب رشيد بلحوت بزي رياضي «سطايفي» يحمل اسم بلحوت... هذا المدرب قام قبل ضربة البداية بتكريم نائب رئيس لجنة أحباء الوفاق وأهداه زي الأولمبي الباجي كما أن محبا من الوفاق يدعى نصير بله قام بتكريم رئيس الأولمبي بباقة من الورود ونفس المحب استضاف حوالي 6 أحباء للأولمبي قدموا من باجة وباتوا في منزل هذا المحب... الزملاء الصحافيون بالجزائر الشقيقة أحسنوا استقبالنا وهيؤوا لنا كل ظروف العمل المريحة وأحضروا لنا الحلويات والمشروبات والفواكه الجافة... بين العمدوني والشاوشي شهدت المباراة حوارا كرويا متميزا بين حارس الأولمبي الباجي قيس العمدوني الذي محا أكثر من هدف للوفاق والحارس الدولي الشاوشي الذي نسج بمفرده أكثر من هجوم معاكس خطير بكراته الطويلة الدقيقة ونهاية المباراة شهدت حوارا لا علاقة له بالكرة بين نفس الحارسين وذلك عندما رد قيس العمدوني على استفزاز أحد ملتقطي الكرة وتدخل الشاوشي بعنف للرد ولو لا المسؤولين لتناطح حارسا المرمى... وسال الدم غابت الاصابات الخطيرة أثناء المباراة سواء داخل المستطيل الاخضر أو على المدارج ولكنها حضرت في حجرات ملابس الأولمبي الباجي عندما سقطت قطعة زجاجية على الساق اليمنى للمدافع أنيس باشا حتمت نقله استعجاليا الى مستشفى مدينة سطيف حيث خضع الى تدخل جراحي للملمة الجرح العميق... أنيس باشا بخير والحمد لله لكنه سيغيب عن التمارين والمباريات لمدة شهر على أقل تقدير حسب ما وافانا به الطاقم الطبي بالمستشفى المذكور. اثر العودة الى النزل وبعد تناول وجبة العشاء قرر رئيس النادي مختار النفزي الاجتماع باللاعبين... لم نحضر هذا الاجتماع لكنه كان لوضع الهزيمة في اطارها من أجل العودة الى باجة بمعنويات تسمح بالتألق والتدارك ضد ترجي جرجيس يوم الاحد بملعب جربة. تصريح وتأكيد رئيس الوفاق كان لنا معه حديث خاص بعد المباراة ذكر لنا من خلاله أنه دخل بين الشوطين الى حجرات ملابس فريقه وحدث اللاعبين قائلا «في الشوط الأول لعب الحكم وفي الشوط الثاني أود رؤية وفاق سطيف يلعب كرته المألوفة» وفي الاشارة ما يغني عن العبارة وفي التلميح ما يغني عن التوضيح... قالوا عن المباراة جياني سوليناس (المدرب الايطالي للوفاق): انتصرنا عن جدارة وفرضنا لوننا وطريقة لعبنا رغم أن المنافس لم يكن سهلا... والتحكيم جزء من اللعبة وهناك مختصون يملكون حق الحكم عليه أو له. رشيد بلحوت (مدرب الأولمبي الباجي): نحن نتعلم باستمرار... تجربة جديدة عاشها الأولمبي الباجي وكتب لها أن تنتهي بصفة مبكرة... أسأل فقط ماذا لو وقع العكس واستفاد فريقي من الأخطاء التحكيمية في ملعب مثل ملعب «النار» الذي أعرفه جيدا... فقد أعيب على أحد المسؤولين في الوفاق الذي صرح لاحدى وسائل الاعلام السمعية مفيدا بأن الأولمبي الباجي «فريق صغير» لا يجب أن يمر الى النهائي على حساب فريق كبير كوفاق سطيف. دون تفاصيل وأما تصريحات لاعبي الأولمبي الباجي الذين التقيناهم بعد المباراة فقد اتفقت كلها على المهزلة التحكيمية وقوة فريق وفاق سطيف على ميدانه ووقوف الأولمبي بندية ضد هذا المنافس ذهابا وايابا رغم الهزيمة (3-0) التي لا تعكس حقيقة مجريات المباراة. وتغير البرنامج كان من المنتظر أن يتحول الفريق يوم أمس الى المحطة الاستشفائية لحمام بورقيبة لازالة الارهاق لكن الاطار الفني غير البرنامج لتنطلق الحافلة باللاعبين نحو مدينة عنابة الجزائرية أين أجرى الفريق حصة تمرينية مسائية ثم استئناف الطريق نحو مدينة باجة واليوم يتحول الفريق على متن الطائرة الى مدينة جربة استعدادا لملاقاة ترجي جرجيس. تحية تقدير تحية تقدير لابد أن نسوقها الى جماهير الأولمبي الباجي التي تحملت مشاق السفر لمسافة طويلة قصد الوصول الى مدينة سطيف الجزائرية لتكون مساء أمس الأول في الموعد بالعشرات على مدارج ملعب «النار» لمؤازرة فريقها...