في 17 نوفمبر 1942 انطلقت معركة ممرّ القصرين التي وللأسف ظل الكثيرون يجهلون أهميتها حتى من أبناء الجهة وهي المعركة التي عرفت أخطر منعرج في الحرب العالمية الثانية إذ اندحر في نهايتها الجنرال الألماني رومل الملقب بثعلب الصحراء الذي كان يقود جيوش المحور (ألمانيا وإيطاليا) في شمال إفريقيا ضد جيش الحلفاء (أمريكا وفرنسا وبريطانيا) بقيادة إيزنهاور وذلك رغم أن رومل انتصر في بداية المعركة على جيوش الحلفاء رغم معداتهم الحديثة والضخمة. هذا الكتاب، الذي ألفه المؤرخ والمستشار الأمريكي في البنتاغون «ستيفان زالوغا» بالتعاون مع المصور الفوتوغرافي ميخائيل ويلبي، تمت ترجمته إلى الفرنسة وعديد لغات العالم حتى العبرية لما يكشفه من أسرار هامة عن هذه المعركة التي قلما تحدثنا عنها في بلادنا والتي تستحق أن يبعث إحياء لها متحف عسكري وطني مثلما تم مع واقعة خط مارث. والجنرال رومل الذي قاد المعركة اعتقد الكثير من الناس حينها أنه قضى نحبه بجلطة قلبية أو شيئا من هذا إذ أنه بعد عودته إلى ألمانيا ألقي القبض عليه ولم يعرف السبب إلا بعد هزيمة ألمانيا وموت هتلر، بتهمة التآمر على حياة هتلر حيث خيره الزعيم النازي بين تناول السم والموت منتحرا والإعلان عن وفاته متأثرا بجراحه ليحتفظ بشرفه العسكري أو يقدم إلى محكمة الشعب بتهمة الخيانة فاختار الأولى وانتحر في الرابع عشر من أكتوبر عام 1944م بابتلاع حبة سيانيد سامة وكان قد أخبر زوجته وابنه بهذا الأمر تم دفنه ضمن مراسم عسكرية في غاية الأهمية محتفظا بجميع رتبه وأوسمته ضمن أعلى المراتب من الشرف العسكري. نلاحظ أن كتاب ستيفان زالوغا ليس بالأثر الأول الذي صدر في أوروبا وأمريكا عن موقعة ممر القصرين الشهيرة إذ صدر فيما مضى كتاب في ألمانيا بعنوان «الحرب في أوروبا من ممر القصرين إلى برلين» وآخر بعنوان «ممر القصرين، آخر انتصارات رومل» وكتب أخرى ترجمت إلى الفرنسية والإيطاليا والألمانية إلا العربية.