نجحت فرقة الشرطة العدلية ببن عروس مؤخرا في الوصول إلى وكر عصابة شيوخ (50 سنة و60 سنة من العمر) وتمكنت من القاء القبض على باقي أفراد عصابة اختصت في سرقة الأغنام بعد أن كانت احالت أربعة من أفرادها على العدالة في وقت سابق. وسبق ل»الشروق» أن نشرت تفاصيل هذه القضية المثيرة التي جاء فيها أن أربعة شيوخ اختصوا في سرقة الأغنام من منطقة تونس الكبرى فكانوا يعمدون الى البحث عن القطعان ومن ثمة يمرون إلى التنفيذ الذي توكل فيه مهمة تخدير الرعاة وتسميم الكلاب الى واحد منهميتميز بسهولة التواصل مع الآخر... وقد لعب الشكل وتقدم العمر دورا أساسيا في تسهيل مهمة عصابة الخرفان ونجحوا في استهداف قطعان في مناطق مختلفة ثم نقلوا الغنائم عنطريق شاحناتهم الخاصة الى مدن الداخل حيث تصرفوا فيها بالبيع.... عادت حليمة...! اثر الاطاحة بأفراد العصابة، تنفس الرعاة وأصحاب المواشي الصعداء غير أن حالة الاطمئنان لم تدم طويلا وسرعان ما عادت مراكز الأمن في مختلف جهات تونس الكبرى تسجل شكاوى تهم سرقات تحمل ذات المواصفات وبصمات العصابة بدءا بكيفية ربط العلاقة أو التعارف مع الراعي ثم العودة اليه مجددا وتخديره عن طريق مشرب أو مأكل يقدم له عربون مودة فتسميم كلاب الحراسة اذا وجدت وانتهاء عند مغادرة باقي افراد العصابة لمكمنهم وتحميل الخرفان على متن شاحنة فالانتقال بها الى مكان آخر حيث يحتفظ بها قبل التصرف فيها بالبيع. الحلقات المفقودة عادت سرقات الأغنام للظهور مجددا، وعاد معها المحققون الى سجلاتهم وأبحاثهم وتحرياتهم التي استنتجوا منها تواصلا منطقيا لعمل العصابة رغم الاطاحة بأفرادها وبالتالي انتهوا إلى ضرورة استكمال البحث مع المتهم الرئيسي الموجود في سجن الايقاف فأخرجوه بمقتضى انابة عدلية وعاودوا التحقيق معه ليحصلوا على معلومات أضافوها الى نتائج تحرياتهم وبحثهم وتوصلوا في النهاية الى الكشف عن آخر الحلقات المفقودة في سلسلة العصابة الموسعة والتي تمثلت أساسا في العثور على مخزن كبير كائن باحدى مناطق ولاية بن عروس تستعمله الجماعة لحفظ الغنائم وتجميعها قبل بيعها... وأفادت التحريات المجراة حول المخزن أن «غرباء» عن المنطقة يتوافدون عليه في ساعات متأخرة من الليل على متن شاحنات يفرغون فيه حمولتها من الخرفان ثم يغيبون عن الأنظار ولا يعودون إلا لتحميلها من جديد... 108 رأس غنم أمام هذه المعطيات الجديدة تولى المحققون مراقبة المكان وثابروا على ترصد تحركات الجماعة عدة ليال دون كلل أو ملل حتى قدمت «الجماعة» ذات ليلة على متن شاحنة على ملك أحدهم وما ان توقفوا وولجوا المخزن حتى خرج عليهم رجال الشرطة مخابئهم وأحاطوا بهم من كل جهة وألقوا القبض عليهم وفتشوا المخزن فعثروا على 108 رؤوس غنم تم حجزها في انتظار اعادتها الى أصحابها في حين وقع الاحتفاظ بباقي أفراد العصابة (وهم أنفار) تتراوح أعمارهم بين 40 و50 سنة على ذمة التحقيق قبل احالتهم على العدالة.