بحوالي 500 ألف مسافر و4 آلاف رحلة جوية، «أغلق» مطار النفيضة زين العابدين بن علي الدولي سنته الأولى من النشاط امس الاربعاء 30 نوفمبر وسط توقعات بأن ترتفع هذه الأرقام في قادم السنوات بالتوازي مع الارتفاع التدريجي للرحلات المتجهة من وإلى المطار. ذلك ما تم الاعلان عنه أمس من قبل مسؤولي الشركة التركية «تاف» (TAV) المستغلة للمطار بمناسبة لقاء إعلامي مشفوع بزيارة ميدانية للصحفيين بمختلف أرجاء المطار بمناسبة الاحتفال بمرور سنة على فتح المطار أمام حركة النقل الجوي المدني (30 نوفمبر 2009) وعلى هبوط أول طائرة به في إطار رحلة تجارية (الخطوط التونسية) وذلك يوم 4 ديسمبر 2009 وكان مجمع «تاف» قد فاز في مارس 2007 كأحسن عارض لعقد لزمة استغلال مطار المنستير الدولي وإنشاء واستغلال مطار دولي جديد بالنفيضة لمدة آربعين سنة وذلك بمبلغ استثماري ناهز 500 مليون أورو... وقد انطلقت في جويلية 2007 الأشغال وانتهت في نوفمبر 2009، وفي سبتمبر 2010 حصل المطار على شهادة تأهيل المطارات وفق القواعد العالمية المعتمدة من قبل المنظمة العالمية للطيران المدني وهو رابع مطار بتونس يحصل على هذه الشهادة.. ويؤمن المطار رحلات نحو السويد والنمسا وسويسرا وبولونيا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وإيرلندا وألمانيا واليونان وسلوفينيا. صعبة قال السيد «أرسال قورال» المدير العام ل «تاف تونس» خلال اللقاء الاعلامي انه بالرغم من ضعف عدد المسافرين الذين مرّوا عبر المطار طوال سنة من النشاط (500 ألف) وعدم بلوغ الرقم الأقصى لطاقة الاستيعاب المحددة له (7 ملايين مسافر سنويا) إلا ان كل يوم مرّ في عمر المطار منذ 30 نوفمبر 2009 هو بالنسبة الى مسؤولي «تاف تونس» استثنائي وغير عادي خاصة وهم يلاحظون التطوّر التدريجي في عدد الرحلات والمسافرين وتطوّر الخدمات داخل المطار. وإجابة عن سؤال حول اسباب هذا «النقص» الملحوظ المسجل على مدى عام في حركة المسافرين عبر مطار النفيضة قال «قورال» ان ذلك امر طبيعي في كل مطارات العالم عند بداية استغلالها... ذلك أن الناقلات الجوية العالمية تبرمج رحلاتها عبر مختلف مطارات العالم قبل سنة وأكثر، وبما أن بداية نشاط مطار النفيضة كانت وسط الموسم الشتوي (أواخر نوفمبر 2009) فإن أغلب الناقلات كانت قد برمجت آنذاك رحلاتها للموسم الصيفي 2010 وحتى الموسم الشتوي 2010. وبالنسبة إلى الموسم السياحي 2011، تدرس حاليا مختلف الناقلات الدولية العاملة في اتجاه تونس امكانية برمجة عدد من رحلاتها على مطار النفيضة وذلك بعد الاطلاع على تفاصيل الخدمات التي يقدّمها وربما بعد أداء زيارات ميدانية له وملاقاة المسؤولين به، وهو ما سيرفع حتما من حجم الحركة الجوية به بصفة تدريجية خاصة بعد فتح المجال الجوي التونسي (Open sky) أواخر 2011 وبعد تعدّد الرحلات المنتظمة ورحلات «الشارتار» ورحلات «البزنس» به تدريجيا...وينتظر أن يبلغ عدد المسافرين بالمطار سنة 2011 حوالي مليونين. الأوّل يتوقع مسؤولو «تاف تونس» أن يصبح مطار النفيضة بوابة دخول رئيسية لتونس خاصة بفضل تجهيزاته المتطورة واتساع مساحته (حوالي 5800 هك على ذمته لم يقع استغلال إلا ربعها حاليا) وأيضا بفضل موقعه القريب من العاصمة وسوسة والحمامات ونابل ومن المنطقة الصناعية النفيضة ومن ميناء المياه العميقة. كما أن كل أنواع الطائرات من مختلف الأحجام قادرة على النزول به اضافة الى طاقة استيعاب محطة الشحن به التي تبلغ 19 ألف طن سنويا... وللاشارة فإن المطار يرتبط حاليا ب 45 مطارا في 19 بلدا عبر رحلات تؤمنها 30 ناقلة وبلغت حصة الناقلات التونسية 31٪ من مجموع الرحلات. وحول «إتهام» المطار بأنه غير مطابق للمواصفات والدليل هو ضعف الحركة به قال مدير عام «تاف تونس» إنه لو كان الأمر كذلك لما حصل المطار على شهادة التأهيل الدولية ولما سمحت السلطة في تونس ببداية عمله. تشغيل يشغل المطار حاليا 559 موطن شغل بشكل مباشر من بينهم 34 موظفا أجنبيا... ويشغل مزوّدو الخدمات في المطار 399 عاملا ويبلغ عدد موظفي الادارات الحكومية به 870 موظفا. ومن المتوقع أن يبلغ العدد الجملي للعاملين بالمطار في السنة المقبلة حوالي 1800 دون احتساب الانتدابات الوقتية، كما سيوفر 4000 موطن شغل بشكل غير مباشر. فاضل الطيّاشي سؤال «الشروق» سألت «الشروق» مسؤولي «تاف تونس» عن المشاكل العقارية التي كثر الحديث عنها خاصة في ما يتعلق بالاراضي المنتزعة من مالكيها لاقامة المطار بجهة النفيضة... وقال المدير العام «أرسال قورال» في هذا المجال انه على حد علم الشركة، سوت الدولة كل الملفات العقارية لأرض المطار وأحالت اليهم المساحة المتفق عليها وهي 5800 هك ولم يحصل أن اعترض أي كان على اقامة الأشغال منذ انطلاقها...