مع انطلاق أشغال الجلسة العامة للنجم مساء السبت الماضي كانت «الساحة الانتخابية» خالية تماما وممهدة لبقاء عثمان جنيح على رأس الجمعية، فطوال الفترة القانونية التي سبقت انعقاد هذا المؤتمر لم ترد على الكتابة العامة ترشحات تذكر بإستثناء ترشح السيد عزالدين دويك لخطة نائب رئيس ليشكل مع جنيح ثنائي المرحلة المقبلة. الجلسة لم تخرج رغم اطارها الانتخابي عن أجوائها العادية والمألوفة فقد بدأت، بتلاوة التقريرين الأدبي والمالي وانتهت بتدخلات الاحباء والتي كانت هادئة في أغلبها ولم يدخل بها أصحابها دائرة التشنج والاستفزاز او النقد الذي يصل حد التجريح وكأن الدرس الذي عاشه النجم منذ موسمين قبل الجلسة والمتمثل في أزمة «الرئاسة» والفراغ القانوني قد أثابت الجميع الى رشدهم ووضعهم أمام حتمية التفكير في مستقبل الجمعية بكل موضوعية. وقد تركز الاهتمام بدرجة أولى على فريق كرة القدم وهو على أبواب الثمانينية وقد قال جنيح في هذا الصدد : «إن هذه الجلسة العامة تعد منعرجا حاسما في حياة الجمعية اعتبارا لمعطيات عدة نظرا لمكانة الفريق وارتفاع مؤشر التحدي.. فالنجم الذي تم اختياره بالاجماع في استفتاء موضوعي قامت به الأهرام المصرية كأحسن فريق عربي تمكن من تدعيم مكانته الدولية من خلال اقرار رئيس الجامعة الدولية لكرة القدم «الفيفا» كتابيا بأن النجم «فريق كبير» وما حصوله على لقب افريقي هام في ديسمبر الماضي وادراكه الأدوار ربع النهائية للمرة العاشرة على التوالي فضلا عن تمويله المنتخب الوطني صاحب كأس افريقيا للأمم ب7 لاعبين من بين 14 لاعبا شاركوافي الدور النهائي الا دليل على المكانة المرموقة والمرتبة السامية والسمعة الطيبة التي يحتلها الفريق عربيا ودوليا.. والشهادة المفحمة أتتنا من مختلف وسائل الاعلام الأجنبية والعربية». **حيرة وتساؤل جنيح استدرك قائلا : «لكن مقابل هذا الصيت الذائع والواقع الحسن الذي ملأ الدنيا وشغل الناس يصطدم الفريق بوضعية تبعث على الاستياء وتثير في نفسونا ألاما كبيرة وهواجس جمة..وما دمنا في منبر الحوار والصراحة نرى لزاما ان نميط اللثام عن هذا الهاجس. إن ما غدونا نلاحظه من ظاهرة اللامبالاة ازاء بعض الأنشطة ونحو بعض الفروع وحتى خلال المقابلات الهامة في كرة القدم يدعو فعلا الى الحيرة والتساؤل؟ ففي الرياضة الشعبية الاولى أصبحنا في حرج من أمرنا أمام قلة المداخيل والتي غدت لا تكفي أحيانا لتغطية المصاريف الخاصة بالتنظيم وحتى الايفاء بمناب الجامعة». **أرقام مخجلة كلام جنيح كان بليغا ومؤثرا قبل ان يواصل في نفس السياق ويقول : «على سبيل الذكر لا الحصر نشير الى ان مداخيل مقابلتنا مع الاولمبي للنقل بسوسة كانت 700 دينار فقط... وفي مقابلة النادي البنزرتي بسوسة بلغت المداخيل 2800 دينار في حين ان مناب الجامعة 5 آلاف دينار؟! بل حتى في اللقاء الافريقي الاخير ضد اينمبا النيجيري فإن المداخيل لم تكن كما كان متوقعا رغم الظرف الزمني المثالي للمباراة.. ظاهرة العزوف هذه كانت أكثر استفعالا في الكرة الطائرة وكرة اليد والسلة الى درجة أصبحنا «نكتري» الجمهور ونغريه ماديا لحضور بعض المقابلات الهامة على غرار ما حصل في الدور النهائي لكرة الطائرة ضد الاولمبي القليبي حيث لم نتمكن من اغراء الا 50 متفرجا بالحضور في حين كانت القاعة تعج بآلاف الاحباء من الفريق المنافس». **لم يعد مجالا للسكوت رئيس النجم واصل وضع اصبعه على مواطن الخلل حيث قال : «أما النقطة المهمة الاخرى والتي يتحتم الكشف عنها بمنتهى الصراحة والموضوعية فتتمثل أساسا في التصرفات الغريبة والدخيلة الصادرة من بعض الاحباء ازاء اللاعبين والاطار الفني وكذلك الاطار المسير..واللقاء الاخير ضد اينمبا النيجيري أبرز دليل على ذلك... فرغم قيمة الرهان وأهمية المباراة وقوة المنافس، وبعد سيطرتنا الواضحة على قسم هام من الشوط الاول ووتوفر ما لا يقل عن 3 فرص للتسجيل اغتنم البعض فرصة حصول هفوة عرضية ليصب جام غضبه وسخطه على اللاعبين والاطار الفني بالصياح والتصفير والكلام المحبط للعزائم.. بكل صراحة لم يعد بالامكان السكوت عن مثل هذه التصرفات وان نغالط أنفسنا بالقول بأنها صادرة عن أقلية... لذا ليس هناك فرصة أفضل للمحاسبة من هذا الموعد... ان هذا دوركم اليوم إذ من المفروض ان تتخذ الجلسة قرارا حاسما في شأن هذا الموضوع وان يقول الاحباء كلمتهم الفصل حتى لا تتكرر مثل هذه السيناريوهات.. إنناقبلنا تحمل المسؤولية بشرف وكرامة وسنبقى كذلك مادامت نزاهتنا قائمة ولن نطأطئ رؤوسنا لأي كان ما دمنا نعمل بضمائر صادقة ونفوس نقية وقلوب تحب الخير لهذا الفريق وللأنصار». **سنفونية «اللحن الحزين» مسألة التحكيم لم تغفل عن التقرير الأدبي وعن المؤتمرين وعن رئيس الجمعية الذي قال : «لابد ان نعزف معا ما تيسر من سنفونية (اللحن الحزين) ونقصد بها التحكيم فخيبة الامل ظلت متواصلة ورغم ان جل الاحباء ملوا سماع هذه الاسطوانة المتآكلة والتي ساهمت في المس بفضل ملازمة الصمت خاصة بعد ان تخلصت عديد الالسن من عقدة الخوف التي كانت تكبلها وأصبحت تتحدث بدورها دون ريبة عن مهازل التحكيم في تونس فضلا عن صدور عديد الشهادات من أهل الذكر أقطاب اللاعبين والمسؤولين القدامى.. ولا شك ان ما حصل في لقاء الاتحاد المنستيري يجعلنا لا نحتاج الى دليل للتصديق ويغنينا عن مزيد التعليق. **خطر حقيقي لاحظ رئيس النجم في سياق ردوده عدم تطور مسألة الاقبال على اقتناء الانخراطات والاشتراكات السنوية بما يعيق صندوق الجمعية وهو أمر ما فتئ يتكرر في المواسم الاخيرة ولا يجد حلا وهو خطر حقيقي محدق بفريق مطالب بالتتويجات والنجاح.. ففي موسم 2002/2003 سجلت مداخيل الاشتراكات 5620.000د في حين بلغت مداخيل الاشتراكات في الموسم المنقضي 5540.000د اي بتراجع قدره 8 آلاف دينار. **احترام قرار بية من المحاور التي استأثرت باهتمام المتدخلين في هذه الجلسة العامة نذكر مسألة اعتزال قائد الفريق زبير بية اللعب في صفوف النجم الساحلي وقد بين السيد عثمان جنيح ان ذلك وقع اثر الاحراج الجماهيري الذي تعرض له هذا اللاعب في مباراة اينمبا النيجيري وكذلك الشأن لبقية اللاعبين والاطار الفني ونحن كهيئة مديرة نحترم قرار بية. **تصرف مالي محكم التقرير المالي الذي أعده أمين مال الجمعية السيد العروسي الزمنطر جاء مفصلا بالارقام والنسب المائوية أكد احكام التصرف في ميزانية النجم رغم العجز البالغ 98.522.533د فلقد تم توزيع المداخيل بين مختلف الفروع والاصناف توزيعا مناسبا حسب مصاريف واحتياجات كل فرع أو صنف دون تبذير او اسراف. وتبعا لذلك بلغت مداخيل موسم 2003/2004 : 5974.177.486د مسجلة زيادة ب2353.576.702د مقارنة بالموسم الرياضي 2002/2003 اي بنسبة 65.5 أما المصاريف فقد ارتفعت بمقدار 1104.357.331د متعدية من 4941.342.688د الى 6045.700.019د اي بزيادة 22.35. **بفضل حقي والكتاري شهدت الميزانية العامة للنجم خلال الموسم المنقضي انعاشة هامة بما يعكس ظاهريا حسن التصرف والصحة الجيدة للجمعية من حيث توازناته المالية وقد أمكن الحد من العجز المتخلد بذمة الموسم قبل الماضي بعد التفريط في اللاعبين كريم حقي (نادي ستراسبورغ الفرنسي) وسامي الكتاري (نادي اسطمبول التركي). فالاول بيع بمليون أورو اي مليار و500 مليون مع الحفاظ على 20 من الحقوق عند اعادة البيع. أما الثاني فقد بيع بمبلغ 300 ألف دولار اي حوالي 400 مليون في حين ان النجم لم ينفق على انتدابه اكثر من 15 مليونا. **دويك يستعيد موقعه يمكن القول ان عودة السيد عزالدين دويك لتحمل مسؤولية أصناف شبان فرع كرة القدم الى جانب باقي مسؤولياته بفاعلية من أبرز انجازات هذه الجلسة العامة لسبب واضح لا يخفى على أحد يتعلق بقدرة الرجل على ضبط الامور داخل هذا الفرع وفرض سياسة الانضباط واحترام زي الجمعية وأحبائها. وعودة دويك وان لم تستأثر بنصيب كبير من الاهتمام الا انها تمثل في نظر اكثر من متابع لشؤون النجم عنصرا من العناصر الأساسية لمزيد ترتيب البيت الداخلي وتوفير أرضية جيدة للعمل. **بلحاج يحيى وبن سعيد للثمانينية اعلن السيد عثمان جنيح ان الموسم الجديد سيقترن باحتفال النجم الساحلي بعيده الثمانين ونظرا لأهمية الحدث فقد تقرر اعداد برنامج متكامل سيشرف على تفنيذه السيد بشير بلحاج يحيى والدكتور هشام بن سعيد لما يتمتعان به من مقدرة وكفاءة على اعطاء هذه التظاهرة ما تستقحه من أبعاد رياضية وتاريخية واحتفالية على غرار ما انجزه السيد بشير بلحاج يحيى عن احتفال النجم بالسبعينية. **جنيح ودويك بالاجماع انتخب جمهور النجم الساحلي بالاجماع السيد عثمان جنيح رئيسا للجمعية والسيد عزالدين دويك نائبا له وهما الاسمان المتقدمان في قائمة الترشحات تحت هالة من التصفيق وتقديم التهاني. * محمد باللطيفة