بالرغم من كل الإمكانات الفنية والبدنية التي بحوزة متوسط ميدان الترجي الرياضي «روجي تواندوبا» فإن المدرب السابق للفريق فوزي البنزرتي كان له رأي مختلف وأجبره على ملازمة بنك الاحتياطيين لذلك كانت فرحة روجي عارمة بمجرد رحيل البنزرتي ليس فقط لأنه استعاد مكانه ضمن التشكيلة الأساسية للفريق بل لأن الكنزاري ردّ له جزءا كبيرا من اعتباره وهو الذي كاد يفقد تماسكه ولعل ما يقيم الدليل على كلامنا هذا أن تألق «روجي» جاء دفعة واحدة وبطريقة مدهشة عندما هزّ شباك فريق أمل حمام سوسة بهدف في سباق البطولة وعاد لينسج على المنوال نفسه أمام فريق اتحاد بن قردان في مسابقة الكأس. «الشروق» تحدثت إلى روجي تواندوبا فكان الحوار التالي: في البداية كيف تفسّر المردود الكبير الذي قدمته في المقابلتين الماضيتين؟ كنت واثقا من حقيقة الإمكانات التي بحوزتي ولكنني في المقابل لم أكن أشارك في المقابلات الرسمية بصفة منتظمة وهو عامل عادة ما يؤثر على أداء اللاعب لكن سرعان ما استعدت جزءا كبيرا من مردودي المعهود بمجرد أن عدت للظهور في التشكيلة الأساسية للفريق. بكل صراحة ألا تعتبر نفسك ضحية المدرب فوزي البنزرتي بعد ملازمتك لبنك الاحتياطيين طيلة الفترة السابقة؟ أريد أن أؤكد في بداية الأمر أنّه لم يكن لديّ أي خلاف مع المدرب فوزي البنزرتي ولكن المسألة كانت تتعلق أساسا بالاختيارات التكتيكية لهذا المدرب وكانت علاقتي بالبنزرتي عادية ولكن لا أعلم هل أنا حقّا ضحية أم لا... ولكن بماذا تفسّر هذه التغييرات التي شهدها الفريق بعد تولي المدرب ماهر الكنزاري مهمة الإشراف عليه؟ ماهر الكنزاري يعرف جميع عناصر الفريق ويدرك تماما الإمكانات التي بحوزة كل لاعب ويملك عنصر الخبرة التي اكتسبها من خلال العمل مع أكثر من مدرب وأصبح الحوار بين اللاعبين والإطار الفني يمرّ بالشكل المطلوب وأوافق الرأي القائل بأن هذا المدرب حرّر بعض العناصر لأنه حسب اعتقادي كان الفريق في حاجة إلى القليل من العمل على المستوى النفسي فحسب وقد طلب منّا المدرب ماهر أن نقدّم مردودنا المعتاد فوق الميدان وأن نبذل جهدا أكبر على مستوى افتكاك الكرة وشخصيا استعدت جانبا كبيرا من قدرتي على المجازفة على مستوى الخط الأمامي وهو العنصر الذي كنت أفتقده خلال الفترة السابقة في ظلّ ملازمتي آنذاك لدكّة البدلاء. تحدثت عن عنصر الخبرة، فهل أن غيابها كان السبب الحقيقي وراء خسارة الترجي الرياضي لرابطة الأبطال الإفريقية أمام «مازمبي» الكونغولي؟ أبدا، أنا لا أوافق الرأي القائل بأن الترجي الرياضي يفتقد إلى عامل الخبرة حتى وإن كان يضم في صفوفه العديد من العناصر الشابة فالترجي أضحى فريقا متكاملا يجمع خليطا من أصحاب الخبرة والمواهب والشباب في الوقت نفسه. وكأنك تريد الاعتراف بأن «مازمبي» كان أقوى من الترجي؟ طالما أن «مازمبي» هو البطل الحالي للقارة الإفريقية فلا يمكننا إلا أن نعتبره أفضل فريق على المستوى القاري وقد كان فريقنا مع ذلك أمام فرصة تاريخية للتتويج باللقب الإفريقي فنحن نملك فريقا قويا ولكن مقابلة الذهاب في الكونغو حسمت الأمر بأكمله أما بخصوص الظروف الخارجية التي رافقت تلك المقابلة فأنا أعتقد أنها تبقى متوقعة طالما أن الأمر يتعلق بأدغال إفريقيا ولكن أؤكد في الوقت نفسه أن فريقا بحجم الترجي الرياضي لا يمكن أن يتوقف عن حصد الألقاب بمجرد خيبة واحدة في مسابقة من المسابقات. في سياق حديثنا عن القارة السمراء كيف تقيم مردود اللاعبين الأفارقة الناشطين صلب الترجي؟ أظنّ أنني سأترك الأمر للفنيين والجماهير الرياضية وأيضا رجال الإعلام فهذه الأطراف هي الوحيدة في نظري المؤهلة للحكم عليهم. تفصلكم إلى حد اللحظة أربع نقاط عن منافسكم المباشر في سباق البطولة النجم الرياضي الساحلي فهل تعتقد أن الترجي بات الفريق الأقرب للظفر باللقب؟ أبدا، فأنا أعتقد أن أربع نقاط غير كافية لذلك سنحاول عدم التعثّر مطلقا خلال الجولات القادمة بل إننا سنرفض حتى مجرّد الاكتفاء بنتيجة التعادل لأن التعادل في مقابلتين فحسب قد يجعلنا في موقف محرج جدا وقد سبق وأن شاهدت فريق النجم عندما واجهناه في سباق البطولة خلال الجولة الأولى ذهابا ولاحظت شخصيا أنه يملك فريقا قويا وأؤكد أن النجم ليس الفريق الوحيد القادر على منافستنا على لقب البطولة لكن أظن أن فرقا مثل النادي الرياضي الصفاقسي والنادي الإفريقي والملعب التونسي لن ترمي المنديل بعد وبإمكانها تشديد الملاحقة على فريقنا لذلك سنحرص على مواصلة المشوار دون أدنى هزيمة سواء في مرحلة الذهاب أو أيضا في مرحلة الإياب. وماذا عن مسابقة الكأس، ألا تعتقد أن فريقكم يدخل بحظوظ وافرة للفوز بهذا اللقب بعد انسحاب النادي الصفاقسي والنادي الإفريقي بصفة مبكرة؟ كل ما أعرفه أن فريقنا عاقد العزم على الفوز بالثنائي خلال الموسم الرياضي الحالي لأن فريقنا بحوزته جميع الإمكانات لتحقيق هذا الهدف. لاحظنا في الآونة الأخيرة مشاركة مواطنك الكامروني ألكسيس في التربص الذي خاضه منتخبكم في فرنسا، فماذا عنك ألا تطمح بدورك في تقمص ألوان الأسود غير المروّضة؟ بكلّ تأكيد فأنا سأواصل العمل بكل جدية وأعتقد أن الالتحاق بالمنتخب الوطني سيكون من بين أهدافي في المستقبل وذلك لن يتحقق إلا بخوضي للعديد من المقابلات الرسمية وبالنسبة إلى الاعب ألكسيس فأظن أنه يستحق هذه الدعوة لتعزيز المنتخب الوطني نظير المردود الذي قدمه مع فريقه. نترك لك كلمة الختام... فماذا تقول؟ كل ما يمكن أن أقوله الآن إننا نعد جماهيرنا الغفيرة أنّنا سنبذل كل مجهوداتنا لإسعاده وذلك لن يكون إلا من خلال التتويج بالألقاب.