تحوّلت «الشروق» أمس الى الضاحية الجنوبية وتحديدا معتمدية رادس حيث تم إلقاء القبض على مختطفي الطفل منتصر بن رجب. وبمجرّد وصولنا لاحظنا حركة غير عادية قرب العمارة «H» موقع الجريمة وبالعمارات القريبة منها حيث انحصر الحديث حول موضوع واحد وهو منتصر الطفل البرئ الذي عاد سليما الى والديه بفضل حنكة وخبرة رجال الأمن. كل أهالي رادس والمعتمديات المجاورة تناولوا خلال الساعات القريبة الماضية ما حدث بالعمارة المذكورة وتحديدا بالطابق الرابع (الشقة اليمنى) التي كانت مسرح القبض على أفراد العصابة فجر يوم الثلاثاء الماضي وكان عددهم أربعة حسب محدثينا من متساكني العمارة. فقد ذكروا ل«الشروق» أنّ الحركة كانت عادية ليلة الاثنين الماضي بالعمارة «H». ولم يخطر ببالهم أنها كانت مكانا للجوء العصابة التي اختطفت منتصر بن رجب خاصة أنّ جلّ متساكنيها يعرفون بعضهم البعض باستثناء شقة الطابق الرابع التي كان يرتادها بعض الشبان ولعلّ قلة ظهورهم كما جاء على لسان بعضهم هي التي جعلت متساكني العمارة يستبعدون أن تكون هذه الأخيرة ملاذا لفرار أفراد العصابة. بعض أهالي العمارة التي كانت تضم 10 شقق (5 على وجه الكراء والبقية لمالكيها كما جاء في أجوبتهم) ذكروا ل«الشروق» أنّ الهدوء الذي ناموا عليه ليلة الاثنين الماضي لم يكن هو الذي استفاقوا عليه فجر يوم الثلاثاء حيث فوجئوا برجال الأمن مدّعمين بالكلاب المدربة يقتحمون العمارة وتحديدا الطابق الرابع والشقة اليُمنى ويلقون القبض على أفراد العصابة بحنكة وخبرة كبيرتين وقد ذكر لنا أحدهم أنّ الشقة موقع الحدث كانت خالية من التجهيزات المنزلية ولا توجد بها سوى حشية لشخصين مرمية على القاعة كما انتشرت بها بعض الملابس المستعملة (فريب) في عديد الأماكن كما أن مطبخها كان خاليا من التجهيزات أيضا، كما أكدوا أنهم لم يسمعوا قط صراخ طفل بالشقة يجلب انتباههم. ستار على أغلب الشبابيك متساكنو العمارة ذكروا ل«الشروق» أنّ متساكني الشقة كانوا يستعملون ستائر على أغلب الشبابيك ويبدو أن ذلك كان عمدا منهم لاخفاء جريمتهم البشعة ولم يخطر ببالهم يوما أن يكونوا من أفراد العصابة التي اختطفت منتصر ولعلّ الأغرب من ذلك كما جاء على لسان أحد متساكني العمارة «H» أنّ البعض من الجيران أمدّوا أفراد العصابة بلحم عيد الاضحى المبارك يوم العيد دون أن يتفطنوا الى أنهم مطلوبون من العدالة وأضاف لو كنا نعلم حقيقتهم لامددناهم بدواء مخدّر حتى نسلمهم لمصالح الأمن التي نجحت في القبض على المجرمين في وقت وجيز. نقابة للعمارة هذا كان مطلب جلّ متساكني عمارات محمد علي بما في ذلك متساكني العمارة «H» موقع الجريمة فقد أكدوا ل«الشروق» أن الحلّ أصبح يتمثل في نقابة لعمارات محمد علي بدعم من بلدية رادس التي ذكروا أنها لا تولي العناية اللازمة للعمارات المذكورة من ذلك أن الانارة بأنهج الحي كانت منعدمة طيلة الأسابيع الفارطة ولم تعد الى حالتها الطبيعية إلاّ مساء الثلاثاء.