تعمد سلطات الاحتلال العسكري الأمريكي للعراق إلى تحميل عمليات القتل التي تعرض لها مؤخرا علماء أسلحة عراقيون بارزون إلى هجمات شنها رجال المقاومة العراقية. وقالت صحيفة واشنطن تايمز أن أحد هؤلاء العلماء البارزين الذي لم تفصح عن هويته قتل في سجن أبو غريب حيث كان معتقلا لاستجوابه. وأوضحت الصحيفة أن موت هذا العالم ليس الأول من نوعه مما يحمل محللين إلى الاعتقاد بوجود خطة لتصفيتهم. وقالت الصحيفة طبقا لما ذكره مسؤولان عسكريان أمريكيان أن العالم العراقي الذي كان نشطا في تطوير برنامج التسلح الكيماوي العراقي، كان قد اعتقلته مجموعة التفتيش الأمريكية عن أسلحة العراق في شهر افريل الماضي في سجن أبو غريب لمزيد من الاستجواب، غير أنه لم يبد أي تعاون في هذا الشأن وزعمت سلطات الاحتلال العسكري الأمريكي أنه قتل أثناء تعرض السجن إلى قصف ليلي بقذائف المورتر حيث سقطت إحداها قريبا منه مما أدى إلى قتله. وقال مسؤول في المخابرات الأمريكية التي أشرفت على تشكيل مجموعة التفتيش أن عملية القتل حدثت بالصدفة. وكان مقتل هذا العالم هي رابع عملية قتل لعلماء عراقيين كانت مجموعة التفتيش تحقق معهم، فيما ذكرت تقارير عديدة عن مقتل تسعة علماء عراقيين آخرين أحدهم العالم النووي ماجد حسين الذي حققت معه مجموعة التفتيش الأمريكية التي كان يترأسها سابقا ديفيد كاي الذي استقال في شهر ديسمبر الماضي وقال في شهر اكتوبر الماضي أن عالمين-لم يذكر اسميهما- كان قتلا. واضاف كاي عن أحدهما «إننا نعتقد أن ذلك قد حدث في الحقيقة لأنه كان يتحدث معنا.» وشككت مصادر مطلعة باستهداف رجال المقاومة للعالم العراقي أو غيره من الذين كانوا معتقلين في أبو غريب، حيث أن السجن يخضع بالكامل لسيطرة سلطة الاحتلال العسكري الأمريكي التي مارس رجالها ومحققوها عمليات تعذيب ضد الأسرى العراقيين ومن ضمنهم علماء عراقيين. وقد دعا العضو الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي ستيف باير حكومة الرئيس جورج بوش إلى الإعلان عن أسماء القتلى كدليل بأن ما أسماهم «أنصار صدام» ما زالوا يخفون شيئا ما. وقال باير «اريد أن يبلغ العالم أن هؤلاء الأشخاص يجري اغتيالهم ليس لأن لديهم وصفة طبخ جديدة.» وكان تشارلز دولفر الذي خلف كاي في رئاسة مجموعة التفتيش أبلغ مجلس الشيوخ الأمريكي في الربيع الماضي أنه دهش لمدى تردد مدراء الأسلحة والعلماء العراقيين في التحدث إلى فريق التفتيش على الرغم من انتهاء نظام حكم الرئيس صدام حسين. وقال «إن الكثيرين يرون مجازفة خطيرة في التحدث معنا» واضاف إنه «ما يزال يتعين علينا أن نعرف الأشخاص الأكثر خطورة في اي جهد مبرمج وإن الكثير من الأشخاص يتعين العثور عليهم أو استجوابهم، وإن الكثيرين ممن عثرنا عليهم لا يعطوننا أجوبة كاملة.» وكشف دولفر الموجود حاليا في بغداد، عن أن التقرير النهائي الذي ينتظر أن يقدمه في موعد أقصاه نهاية شهر سبتمبر المقبل حول نتائج التفتيش النهائية حول برامج التسلح العراقية لن يتنبأ بما يمكن أن يكون عليه برامج التسلح العراقي لو لم تقم الولاياتالمتحدة بغزو العراق واحتلاله. وقال «إننا ننظر في التطورات وعملية اتخاذ القرار بشأن برامج التسلح في العراق ولكنه ينتهي في عام 2003، وليس هناك نية للتكهن فيما وراء المعلومات التي نستطيع جمعها.» وقد جاءت تصريحات دولفر في أعقاب الانتقادات التي أثارها أعضاء بارزون في الكونغرس الأمريكي إزاء ما ذكره مسؤولون أمريكيون بأن تقرير وكالة المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) النهائي حول أسلحة العراق سيضمن تبريرا للحرب على العراق بأنها حالت دون تطوير العراق في المستقبل لبرامج تسلحه التي لم يعثر عليها مفتشو الأسلحة بسبب عدم وجودها في الأصل. وقال دولفر بأنه يعتزم أن يطالب بنشر التقرير علنا وهو يسجل بصورة موثقة الأدلة التي جمعت حتى اليوم ويحاول تفسير نوايا النظام العراقي.