حملت التطورات الأخيرة من داخل كواليس إدارة فريق مستقبل المرسى خبر استقالة المدرب الحبيب الماجري الذي لم يقو على الصّمود أمام ارتفاع أصوات الأحبّاء التي طالبته بالرحيل بعد أن فشل سابقه المدرب كمال الشلبي في تأمين أفضل النتائج رغم أنه كان أحد أطراف ملحمة الصعود والانجاز بعودة الفريق إلى مصاف النخبة. الأكيد أن وضعية الفريق غير مريحة فضلا عن تواصل الحديث عن أزمة نتائج يعيشها مستقبل المرسى في غياب الانتصارات وتتالي الهزائم رغم التغييرات الحاصلة على مستوى الإطار الطبي، فمستقبل المرسى خاض إلى حدود الجولة الفارطة 11 مباراة انهزم في أربع منها أمام مستقبل قابس (0 1) والنجم الساحلي (0 3) والنادي الصفاقسي (1 2) والملعب التونسي (0 2)، وتعادل في خمس لقاءات أخرى أمام الترجي الجرجيسي (1 1) والأولمبي الباجي (0 0) والنادي الإفريقي (0 0) والنادي البنزرتي (0 0) ونادي حمام الأنف (1 1) وحمام سوسة (2 2). انتصار و6 أهداف لم يعرف أبناء المرسى طعم الانتصار إلا في مباراة واحدة كانت ضد شبيبة القيروان في الجولة الرابعة، وستة أهداف فقط هي حصيلة الفريق الهجومية خلال عشرة لقاءات كاملة، بينما قبلت شباك الحارس حسان البجاوي 12 هدفا!! «الشروق» حملت معها كل هذه الأرقام وتوجهت إلى المسؤول والمحبّ وفتحت مع الجميع ملف مستقبل المرسى لمعرفة الأسباب التي تقف وراء تدهور النتائج فكان التحقيق التالي : منتصر المحرزي (رئيس الهيئة) : الاصابات وراء النتائج السلبية «اعتقد أن الفريق يمر بأزمة نتائج بعد أن تتالت الهزائم في مشوار البطولة وغادرنا سباق الكأس بصفة مبكّرة وهذا راجع دون شك إلى عدّة عوامل لعلّ أبرزها تراجع مستوى أغلب اللاعبين الذين غابت عنهم الروح الانتصارية بالإضافة إلى عنصر الانضباط الذي كان مفقودا لدى البعض منهم وهو ما حتم علينا في مرحلة أولى تغيير الإطار الفني واستقدام المدرب الحبيب الماجري الذي اجتهد للخروج بالفريق من دائرة الضيق لكن النتائج مرة أخرى لم تكن إلى جانبنا رغم التطور الإيجابي في مردود الفريق، إضافة إلى كل هذا لا يمكن أن نستثني بعض العوامل الأخرى التي أدّت إلى مثل هذه الوضعية ونقصد بها الإصابات المتكررة في صفوف الفريق وتعدد الغيابات من جولة إلى أخرى في ظل عدم توفر البدائل اللازمة وهو ما أثّر على توازن الفريق فغابت الحلول وغابت معها النتائج، من جانبنا كهيئة مديرة سنسعى إلى توفير بعض الحلول العاجلة من خلال الإقدام على تطعيم الزاد البشري ببعض الانتدابات خلال الفترة الحالية من أجل ضخ دماء جديدة في الفريق ولا أظن أنّنا سنبخل على فريقنا بما سنراه ضرورة، فقط نطلب من جميع الأحباء أن يقفوا إلى جانب فريقها في هذا الظرف الحساس وتوفر الكثير من الدعم المعنوي حتى يستطيع اللاعبون استعادة الثقة في أنفسهم وليس الوقت مناسبا للتهجم على هذا الطرف أو ذاك». حسين بن حسين (رئيس الفرع) : الاصابات والحضور البدني أثّر على العطاء «لا يمكن أن نحجب الوضعية الحرجة التي يعيشها الفريق في الوقت الحالي على مستوى النتائج، ونحن كمسؤولين على بيّنة بأن الضرورة تستدعي التدخل بالسرعة المطلوبة حتى يستقيم الحال ويعود الفريق إلى مداره الصحيح، اعتقد أن وضعية الفريق هي نتاج طبيعي لعدة عوامل ساهمت بشكل كبير في تردّي النتائج لعلّ أبرزها محدودية الرصيد البشري وضعف المستوى الفني لبعض اللاعبين بالإضافة إلى تعدد الإصابات في صفوف الفريق وتكرر الغيابات المؤثرة من جولة إلى أخرى. نقطة أخرى لا تقل أهمية عن سابقاتها تتعلق بمستوى الحضور البدني الضعيف لأغلب اللاعبين ولا أدلّ على ذلك أن الفريق لم يعد قادرا على إكمال اللقاء بنفس مستوى النسق الذي بدأ به وكانت النتيجة أن أضعنا عديد النقاط وانهزمنا في الردهات الأخيرة من اللقاءات. على كل اعتبر أنّ نصف الحل يتمثل في وضع إصبعنا على الداء والمؤكد أننا سنعمل من الآن لاصلاح ما أفسدته اللقاءات الفارطة ونتلافى بعض الأخطاء ونوفر ما أمكن من زاد بشري تحت تصرّف الإطار الفنّي ولا أظن أن الحال سيستمر على ما هو عليه لأن الجميع شاعرون بالمسؤولية تجاه الفريق». عبد الكريم بوقرّة (مدرب مساعد) : النتائج «عكستنا» «رغم المردود الطيب للفريق في أغلب اللقاءات التي خضناها فإن النتائج لم تكن إلى جانبنا وأضعنا عديد النقاط التي كانت في المتناول وأعتقد أن مستقبل المرسى يعيش أزمة نتائج ومؤكد أن التدارك سيكون ممكنا شريطة أن تتضافر الجهود ونقوم بمراجعة فورية لعديد الجوانب خاصة تلك التي لها علاقة بالخيارات البشرية، فقد كشفت الجولات الأخيرة خاصة أن الرصيد البشري للفريق لا يمكن أن يوفّر لنا الحلول البديلة في ظل تفاقم حجم الإصابات وتعدد الغيابات، بالإضافة إلى ذلك يعاني الفريق من معضلة العقم الهجومي إلى الحدّ الذي جعلنا نفرط في عديد اللقاءات رغم السيطرة التي كنا نفرضها على المنافس، على كل سنسعى من الآن بالتنسيق مع إدارة الفريق إلى تطعيم الزاد البشري ببعض الانتدابات الموجهة ومؤكد أن وضعية الفريق ستتدرّج نحو الأفضل»