دعا الزعيم الليبي معمر القذافي الدول الافريقية الى توحيد جيوشها وتأسيس جيش قوامه مليون جندي لحماية القارة الافريقية وصد القوى الاجنبية مثلما فعلت دول حلف شمال الاطلسي والصين معتبرا ان الجيوش الوطنية لم يعد بامكانها وحدها انقاذ بلدانها. وأشار القذافي في كلمة ألقاها مساء أمس الأول في العاصمة السينغالية وبحضور عدد من الرؤساء والوزراء الافارقة ورؤساء المنظمات والفعاليات السياسية والشعبية الى أن القوة الموحدة للجيوش الافريقية ستضطلع بمهمة حماية الحدود والمياه واستقلال القارة الافريقية في مواجهة الحلف الأطلسي والصين وفرنسا وبريطانيا والدول الأخرى. عملاء... أو قاصرون وشدد الزعيم الليبي على أن «الذين تنقصهم الشجاعة لتنفيذ الوحدة الافريقية عليهم أن يتنحوا أو يستريحوا في بيوتهم أو عواصم الاستعمار... لا مكان لافريقيا في موقع القيادة دون الايمان بالوحدة والعمل على تحقيقها... لابد أن تقوم حكومة اتحادية للقارة الافريقية وأن يكون لافريقيا جيش واحد وأن تلغى كل الجيوش الوطنية لأنه ليس لها معنى». وأوضح أن الثروة البحرية الافريقية منهوبة من أساطيل الدول الاجنبية كما تسرق ثروات مياهها الاقليمية وتلقى في شواطئها النفايات غصبا عنها ولا يستطيع أحد فعل شيء. وتساءل القذافي قائلا «ما هي حجة الذين يعارضون قيام الجيش؟ اما عملاء أو قاصرون أو خونة أولئك الذين لا يريدون ولا يفكرون في الدفاع عن افريقيا». مستقبل القارة وأكد القذافي ان الذي يهم افريقيا اليوم هو الكلام عن الغد وعن مصير ومستقبل القارة، مضيفا نحن عانينا في الماضي ولكن هل نسمح أن يعاني الشباب مثل ما عانى أباؤهم وأجدادهم؟ يجب أن لا نسمح بذلك اطلاقا هؤلاء الشباب يجب أن يعيشوا أحرارا لا عبيدا ولكن كيف يتحقق ذلك؟ انه لا يتحقق الا اذا اتحدت افريقيا». وذكر القائد الليبي بمراحل محاولات توحيد افريقيا منذ اطلاق نكروما لمبادرته باقامة حكومة اتحادية افريقية وما حصل بعدها ومراحل تحرير الدول الافريقية وانشاء منظمة الوحدة الافريقية. واعتبر ان مرحلة الاتحاد مرحلة أخرى وهي مرحلة الوحدة الفعلية «والا لماذا حررنا افريقيا/ هل لكي تتبع الدول المستقلة دول الاستعمار؟ واذا كانت النتيجة هي التبعية لماذا لا نبقى كما كنا؟! لماذا معارك التحرير؟! ولماذا أزهقت الأرواح؟!!.» وأوضح القذافي أن افريقيا الآن حديقة خلفية ومنجم لمصانع الآخرين «نعيش عبودية عصرية واذا كان هناك من باعنا في الماضي كعبيد من داخل افريقيا نفسها والآن قادة سياسيون يبيعون شعوبهم والذي لا يمضي في طريق الوحدة يبيع شعبه وهو غير جدير بأن يكون في هذا الموقع القيادي».