كشف السيد عبد اللّه بن عبد اللّه مدير عام الوكالة التونسية للتكوين المهني في حديث خاطف ل«الشروق» على هامش مداولات مجلس المستشارين عن جديد التكوين المهني لسنة 2011 وإجراءاتها لتطوير المنظومة وتجاوز النقائص. وحول نجاح الوكالة في تجاوز النظرة الدونية للتكوين المهني التي التصقت بها خاصة مع بداية إرسائها في تونس قال السيد عبد اللّه: «صحيح أن النظرة كانت دونية لمنظومة التكوين المهني ولازالت هذه النظرة ملتصقة بها الى حدّ الآن لكن بأقل حدة وأحسن دليل على ذلك أن إقبال الناجحين في البكالوريا على اختصاصاتنا أصبح يتمّ بصفة مباشرة وحقّقنا هذه السنة زيادة ب180 حاصلا على البكالوريا رغم أننا طلبنا ألفا فقط». وأضاف انه طلب تسجيل 570 طلبا من قبل هذه الشريحة خلال 2009 وأكثر من مائة طلب سنة 2008 وصفر طلب في 2007. وأشار الى أن المنظومة بصفة عامة شهدت إقبالا كبيرا من قبل جميع المستويات التعليمية حيث مرّت من 70 ألف متكون خلال 2007 الى 110 آلاف متكون خلال السنة الحالية. واستدرك قائلا: «ورغم ذلك الاقبال بالنسبة إلينا في المستوى المطلوب». وردّا على سؤالنا حول ما هو المستوى المطلوب بالنسبة الى المنظومة أجاب: «انه عندما يتضاعف الاقبال على اختصاصات التكوين المهني مقارنة بالطلب أي على 100 موطن تكوين نجد 200 راغب فيها يتحقق الارتياح». وفسّر بأن مضاعفة العدد تمكّن من اختيار أفضل للمتكونين كما تكون سندا للمطالبة ببعث مراكز جديدة في التكوين المهني. تشغيل وأفاد السيد عبد اللّه أن حوالي 70٪ من خرّيجي التكوين المهني يحصلون على شغل في غضون 6 أشهر فقط بعد تكوينهم. وأوضح أن العديد منهم يحصل على شغل وهو في مرحلة التكوين لأن التكوين بالتداول يمكّن المتكون من معرفة سوق الشغل كما يمكن كذلك المؤجر من اختيار الكفاءات المطلوبة. وذكر في نفس السياق أن التكوين حسب الطلب يمكّن من ضمان الشغل بنسبة 100٪ حيث يحصل كل الحاصلين على شهادة مباشرة على عمل. وبلغة الأرقام أشار الى أنه تمّ سنة 2007 إدماج حوالي خمسة آلاف متكون أو بصدد التكوين في سوق الشغل مباشرة منهم 3500 متكون مع مؤسسة كصناعة أجزاء الطائرات. الجديد وحول جديد منظومة التكوين المهني قال مدير عام الوكالة: «نعمل على مواصلة تحديث مراكز تأهيل التكوين المهني للمشاريع الجديدة كالصناعات الغذائية وصنع الطائرات». وأضاف: «تأهيل مكوّني القطاع والرسكلة في تونس وبالخارج ومحاضن المؤسسات والحرص على تمشّي الجودة». وحول الاستعدادات لدورة فيفري أفاد أن مصالح الوكالة تنكبّ على الاعداد لها وسوف يكون الطلب في حدود حوالي 20 ألف موطن تكوين. وأشار من جهة أخرى الى أن الوكالة تسعى في الوقت الراهن الى ربط علاقات شراكة مع مؤسسات تكوين فرنسية وانقليزية وكندية لنيل شهائد معترف بها عالميا. وتمّ أول أمس منح 7 شهائد لأول دفعة من الرياضيين من مركز سليمان في اختصاص التجهيز الصحي والحراري للبناءات. وقال: «تعمل حاليا أربعة مراكز أخرى في إطار شراكة فرنسية في مهن البناء وخلال 2011 سوف يتم فتح كذلك مركز انقليزي في مهن الخدمات كما تتوفر خمسة مراكز كندية في اختصاصات متعددة تعمل في شراكة مع مراكز تونسية. وأضاف: توجد مراكز أخرى سوف تدخل في شراكة مع مراكز فرنسية. وأوضح أن الهدف من ربط علاقات شراكة مع أجانب يتلخص في إعطاء أكثر تشغيلية للمتخرج خاصة مع المستثمرين الأجانب الموجودين في تونس وتفتح آفاقا للراغبين في الهجرة. وأشار الى أن هذا الاجراء يتنزّل في إطار الارتباط العضوي بين سوق الشغل والتكوين، وحول نقائص التكوين المهني قال: «نعترف بالنقائص لأننا نريد أن نبلغ المستوى العالمي في التكوين». وختم تكويننا مرتبط بقطاع الانتاج وكفاءاتنا معترف بها عالميا ومؤخرا السعودية طلبت توفير 250 مكونا في بعض الاختصاصات للسمعة الطيبة التي تتوفر لدينا.