أشرف السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث أمس الأول على افتتاح الدورة الأولى لأيام قرطاج الموسيقية بالمسرح البلدي بالعاصمة حفل الافتتاح حضره أيضا الرئيس المدير العام لمؤسسة التلفزة التونسية الشريك الثاني في تنظيم التظاهرة. اعداد: المنصف بن عمر السهرة كانت في جزأين الأول خارج فضاء المسرح والثاني داخله خارج المسرح ثم تثبيت مجسم ضخم لشعار المهرجان فوق ركح صغير دوار، هذا المجسم أعطته الانارة رونقا وجمالية أبهرت الجمهور الغفير الذي أصطف أمام المسرح وعلى الأرصفة المتاخمة له. كلمة الوزير ليس هذا فقط بل استغلت هيئة التنظيم الليزر لتشكيل مؤثرات ضوئية زادت المسرح البلدي بهاء وجمالا. التنشيط الخارجي تضمن أيضا فقرة غنائية أثثتها الفرقة المغربية «تكدة» للمسرح والفنون الشعبية التي تفاعل مع أنغامها وايقاعاتها جمهور شارع الحبيب بورقيبة، ثم جاء الدور على فرقة المولوية المصرية التي ابهرت الحضور برقصاتها وأناشيدها. أما داخل المسرح فقد فوجئ الجمهور الغفير الذي حضر هذا الحفل بديكور غاية في الجمال يجمع بين مفردات حديثة وأخرى تراثية في تناسق تام هذا الديكور قطع مع كل ما ألفناه من ديكورات في مهرجاناتنا الموسيقية. السهرة انطلقت بكلمة ألقاها السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث، وضع من خلالها التظاهرة في اطارها مؤكدا ان تطوير مهرجان الموسيقى التونسية وتحويله الى أيام قرطاج الموسيقية يراد منه الخروج بهذه التظاهرة من دائرة بدأت تضيق بها وكادت تختزلها في مسابقة وطنية الى أفق أرحب وهو أفق استعراض تنوع التجارب الابداعية الموسيقية وأفق مد جسور التواصل والحوار بن التجربة الوطنية الابداعية وبين التجارب المغاربية والعربية والمتوسطية. الحفل بعد كلمة وزير الثقافة فسح المجال لفقرة تكريم ثلاثة من رموز الاغنية التونسية وهم على التوالي السيدة نعمة والملحن محمد رضا والشاعر الغنائي رضا الخويني، وتسلم ثلاثتهم شهادة تقدير ومجسم مصغر لشعار المهرجان. بعد موكب التكريم فسح المجال للموسيقى والغناء وهي الفقرة الرئيسية في هذا الحفل الافتتاحي لأول دورة في عمر أيام قرطاج الموسيقية. الحفل انطلق بثلاث قطع موسيقية هي «الأيام» و«زعمة يصافي الدهر» و«مغيارة» ، ثم تتالت الأغاني وكلها تعود للمكرمين، فغنى سليم دمق «تعالي» و«لاقيتها خزرتلي» ثم أسماء بن أحمد «ما نحبش فضة وذهب»، ودرة الفورتي «مشى في بالك جد عليك»، ثم غنى زياد غرسة «ترهويجة» و«حليمة» و«علاش تحير في» كما شاركت في الحفل المطربة المغربية بأغنية «محبوبي علاش» وهي من كلمات رضا الخويني، ثم غنت زهيرة سالم «المحبه ما هي بالفم» و«أنت حبيب العمر»، أما شكري عمر فغنى «الليلة آه يا ليل» و«ريم الصحاري»، من جهتها غنت المطربة نبيهة كراولي أغنيتين «توسمت فيك الخير» و«هو يمة لسمر يمة»، وغنت علياء بلعيد «ما عندي والي» و«لبستك من عطفي حلة»، واختتمت الوصلة الغنائية بأغنية «الليلة عيد» آداء المجموعة كاملة. هذا البرنامج الغنائي أعاد الحضور الى الزمن الجميل للأغنية التونسية وأعطى للضيوف العرب فكرة عن المخزون الغنائي الثري الذي تزخر به خزينة الاغنية التونسية. سهرة افتتاح الدورة الأولى لأيام قرطاج الموسيقية كانت ناجحة على أكثر من مستوى وابرزت المجهودات الكبيرة التي بذلت من قبل هيئة التنظيم ولو لا لحظات الفوضى التي رافقت دخول الضيوف والمكرمين بسبب تدافع ممثلي القنوات التلفزية لقلنا أن السهرة كانت دون أخطاء على الاطلاق لكن هذا لا يمنعنا من القول اننا حضرنا سهرة من طراز رفيع واعلنت عن ميلاد تظاهرة موسيقية ذات بعد دولي.