قد لا يختلف اثنان على ان مهرجان الحمامات الدولي كان أروع المهرجانات الصيفية على الاطلاق، وقد لا يختلف عاقلان في ان عرض الاختتام كان أروع السهرات على الاطلاق، رغم ان كل ما قدمه هذا المهرجان العريق كان رائعا ان لم نقل أكثر. فبعد سهرات، ناس الغيوان، المغربية وفرقة عبد الحليم نويرة من مصر ومجموعة شيوخ سلاطين الطرب من سوريا وعرض «العودة» لمجموعة البحث الموسيقي بقابس جاء دور الفنان عبد القادر مقداد ليرسم على ركح مهرجان الحمامات ملحمة ابداعية اسمها «أحبك يا شعب» وليعلن بذلك عن أفضل اختتام لافضل مهرجان. أحبك يا شعب، كلمة قالها الزعيم النقابي الراحل فرحات حشاد فظل صداها يتردد الى ان بلغ الحمامات ذات ليلة من ليالي هذا الصيف فجاء الناس من كل حدب وصوب يتابعون مقداد ولطيفة القفصي وحمزة داود ومحمد مالك وغيرهم ممن لم يسعفهم الحظ للعمل في فرقة مسرح الجنوب فدخلوها من باب مركز الفنون الدرامية والركحية. «أحبّك يا شعب» ملحمة تاريخية تروي مسيرة زعيم وتاريخ شعب ولكن العقل المبدع لعبد القادر مقداد جعل منها مسرحية احتفالية رائعة اعادت الى الاذهان روائع «حمة الجريدي»، و»البرني والعترة» و»فئران الداموس» وغيرها من الاعمال التي ظلت منقوشة في الذاكرة الشعبية، وقد زاد في روعة هذا العمل الضخم حضور نجل الفقيد فرحات حشاد، السيد نورالدين حشاد الامين العام المساعد للجامعة العربية ووالدته وشقيقته اضافة الى السيد عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الذي أبى في نهاية العرض الا ان يصعد خشبة الركح ويحيي عبد القادر مقداد وكل عناصر الفرقة وهي تحية قال عنها مقداد أنها أفضل هدية حصل عليها من قبل ممثل الطبقة الشغيلة التي هي غايته وهدفه الذي يسعى الى الوصول اليه.