ساعات فقط ونودّع سنة 2010 التي كانت حافلة بالمحطّات الثقافية البارزة والمشاريع الكبرى التي توزّعت بين السينما والمسرح والفنون التشكيلية والموسيقى ولئن كانت سنة 2010 سنة رائعة في منجزها الثقافي والإبداعي فإنّها لم تخل من آلام ومرارات رحيل. بداية 2010 تميّزت بالموكب الذي احتضنته مدينة القيروان بإشراف شخصي من سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة اختتام تظاهرة القيروان عاصمة إسلامية وقد شهد هذا الموكب الذي انعقد بمناسبة اليوم الوطني للثقافة تكريم مجموعة من الوجوه الثقافية البارزة وتوزيع جوائز الدولة كما تمّ خلاله الإعلان عن مجموعة من القرارات الهامّة من بينها تنظيم مائويتي مصطفى خريّف وعلي بن سالم والإعلان عن «الخماسية الثقافية» التي ستشمل السينما والكتاب والمسرح والفنون التشكيلية والموسيقى وقد شهدت سنة 2010 الاحتفاء بالسينما من خلال الدورة الاستثنائية من أيام قرطاج السينمائية التي عرضت 100 شريط تونسي بين قصير وطويل ووثائقي وفيديو. محطات سنة 2010 كانت فيها أكثر من محطة من أبرزها عودة الروح إلى الجامعة التونسية للمسرح من خلال عقد المؤتمر الاستثنائي للجامعة في المركز الثقافي الدولي بالحمامات في شهر أفريل وتولّي منصف السويسي قيادة الجامعة كما شهدت سنة 2010 تنظيم مهرجان المسرح العربي الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح وليلة المسرح التونسي في دورتها الثانية التي كرّمت مجموعة من الوجوه المسرحية ووزّعت مجموعة من الجوائز على شخصيات وفرق وجمعيات مسرحية. وشهدت السنة التي نودّعها تنظيم اتحاد الكتّاب لندوة عربية كبرى بالتعاون مع منظمة المرأة العربية حول ابداع المرأة العربية، ومن أبرز محطات السنة الجارية تأسيس أيّام قرطاج الموسيقية ومعرض «فتى بيرصا» الذي يعدّ حدثا عالميا بارزا إلى جانب المحطّات التقليدية مثل معرض تونس الدولي للكتاب ومهرجان الجم للموسيقى السمفونية ومهرجان قرطاج الدولي ومهرجان الحمامات الدولي أمّا جهويا فيمكن ذكر عودة الروح إلى مهرجان عمر خلفة للمسرح في تطاوين وافتتاح مسرح الجيب في دوز. أعمال بارزة سنة 2010 عرفت ظهور مجموعة من الأعمال الفنية البارزة ففي مجال السينما ظهرت أربعة أفلام طويلة وهي «الدوّاحة» لرجاء لعماري و«آخر ديسمبر» لمعز كمّون و«النخيل الجريح» لعبد اللطيف بن عمّار و«اللقطة الأخيرة ل«علي العبيدي» إلى جانب مجموعة من الأشرطة القصيرة والوثائقية وعرفت السنة الجارية أيضا تصوير شريطين الأوّل لشوقي الماجري «مملكة النمل» والثاني لمحمود بن محمود «الأستاذ». أما في مجال المسرح فقد عاد فاضل الجعايبي إلى الواجهة من خلال مسرحية «يحيى يعيش» التي عرضت دون انقطاع طيلة ثلاثة أشهر في قاعة المونديال كما عاد أيضا فاضل الجزيري إلى العروض الفرجوية بعرض «الحضرة 2010» الذي أسال الكثير من الحبر والجدل وفي باب الأعمال الفنية يمكن أن نذكر أيضا العرض الذي قدّمه أنور براهم بعد عشرين عاما من الغياب عن مهرجان الحمامات الدولي وعرض لطفي بوشناق في مهرجان قرطاج الدولي. آلام سنة 2010 اختطفت عددا من المبدعين وقد كانت البداية برحيل الفنان فيصل القروي في 20 مارس 2010 وقد كان رحيله رحيلا فاجعا ومؤلما وبعده بأيام رحل الفنان المسرحي صالح ميلاد ولحقه رشيد قارة ثمّ الطاهر شريعة وقد خلّف رحيلهم ألما كبيرا في الوسط الثقافي لما قدّموه في مجال الفن والإبداع. وفي هذه السنة أيضا عاش الفنان لمين النهدي أزمة صحية كبيرة كانت حديث الوسط الثقافي والطبّي لأسابيع وقد تعافى منها وكتبت له حياة جديدة بفضل الله سبحانه وتعالى والعناية الطبية الخاصة التي لقيها. سنة 2010 سترحل بعد ساعات وأملنا أن تكون سنة 2011 طالع خير ويمن وبركة على تونس وعلى الأسرة الثقافية.