على هامش الندوة الوطنية حول القراءة والترغيب في المطالعة التي انعقدت بتونس مؤخرا ظهر جليّا للعيان أن عدد القرّاء والمرتادين للمكتبات العمومية بعيد كل البعد عن انتظارات كل المهتمين والمتابعين لهذا الشأن. فالأرقام التي رصدتها الشروق كفيلة لوحدها أن تتحدث وتعطي فكرة عن النفور من القراءة وامتلاء المكتبات العمومية بالطلبة والتلاميذ الذين عادة ما يرتادون مثل هذه الفضاءات لغايات «غير قرائية» مثل المراجعة أو اعداد الملفات والبحوث التي يكلّفون بها فبالرغم من وجود حوالي 400 مكتبة عموميةو30 مكتبة متجولة فإن التونسي عموما يطالع بمعدل 1.8 كتاب في السنة ويمثل التلاميذ والطلبة 90٪من روّاد المكتبات. هذه الارقام تبيّن بدلالة إذا ما استثنينا التلاميذ والطلبة عزوف التونسي عن المطالعة وارتياد المكتبات وأن ناقوس الخطر بدأ يهدّد الكتاب الورقي إذا لم نبحث عن حلول عاجلة وناجحة للتقليص من انتشار ظاهرة العزوف عن القراءة.