أسدل الستار عن الدورة السادسة والأربعين لمهرجان سوسة الدولي وذلك بعد تقديم عرض ختامي حمل عنوان عطر المحبة أعده موسيقيا محمد قفصية وأخرجه ركحيا رضا دريرة وكان عبارة عن وصلات من المالوف والمعزوفات الموسيقية والغناء الصوفي المستمد من التراث الغنائي لجهة الساحل وقد شكل هذا العرض الذي واكبه جمهور قليل رغم أهميته فرصة لابراز عديد المواهب في الجهة سواء تعلق الأمر بالغناء أو العزف أو المتممات الركحية التي رافقته وقد أبدى الدكتور هشام بن سعيد مدير المهرجان ارتياحا تاما ورضا عن محتوى العرض وفقراته رغم الاقبال المحتشم الذي لاقاه وسؤالنا عن جدوى مواصلة هذا التوجه الثقافي لمهرجان سوسة في ظل الاقبال المحتشم الذي تلاقيه بعض العروض أوضح مدير المهرجان أن اختبارا نابعا من قناعات شخصية وكذلك ناتج عن ظروف موضوعية محيطة بالمهرجان وذكر بأن عروضا مثل عرض المغنية اللبنانية أمل حجازي لاقت اقبالا محترما ولكنه غير مقنع بما احتوته من فقرات بل هو يعتقد أن مثل هذه المغنية لا يمكن أن تضيف شيئا لفقرات المهرجان ولكنه قبل برمجتها لأسباب لا علاقة لها بتوجهات المهرجان بينما جاءت أغلب الفقرات الأخرى في صميم هذه الاختيارات ويضيف السيد هشام بن سعيد أن سهرة تكريم الموسيقار محمد عبد الوهاب كانت بحق رائعة وأكدت أن أصواتا في حجم أصوات كل من رؤوف عبد المجيد ونسرين الدريدي وسلوى الجمني وزياد الجبالي جديرة باعتلاء منصات المهرجانات التونسية قبل غيرها كما ذكر مدير مهرجان سوسة بالقيمة الفنية لكل من فرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية وللفنان زياد غرسة والمطرب السوري صفوان بهلوان وهي كلها عروض لم تعرف الاقبال الجماهيري المطلوب رغم قيمتها الفنية وهو نفس القول الذي ينطبق على الفنان الجزائري ايدير الذي لولا حضور عدد هام من الأشقاء الجزائريين والليبيين لغنى أمام مدارج شبه فارغة. كل هذه الملاحظات من الدكتور هشام بن سعيد لا يمكن بأية حالة أن تشكل سبب تراجع في اختيارات مهرجان سوسة الذي بدأ في نحت صورة خاصة به لا شك أنها ستتدعم في قادم الدورات.