الشيخ حمدة الصامت علامة متميزة في عالم الانشاد الديني والصوفي فهو لديه ما يكفيه من قدرات مميزة لحنكته ودرايته بالمقامات الموسيقية التونسية والشرقية وله صبغة خاصة جدا تصنفه كأفضل شيخ على الاطلاق فتجده يتنقل بثقة كبيرة بين النغمات الموسيقية دون عناء تلقى وتعلم الموسيقى لمدة طويلة وتتلمذ في ميدانه عن فضيلة الشيخ الأستاذ العروسي بن خميس للسلامية الذي لحن جل ما يتغنى اليوم بين فرق الانشاد الصوفي العتيقة والمعروفة لدى الجميع. مع الشيخ حمدة الصامت كان لنا هذا اللقاء : من هو حمدة الصامت؟ محترف في الانشاد السلامية صاحب فرقة للسلامية منذ خمس عشرة سنة وقد مرت بالفرقة أجمل الأصوات على الساحة وتعليمي الموسيقي أكاديمي. كيف تصنف نفسك بين هذا العدد الهائل من الفرق السلامية؟ في الواقع ليس بإمكاني أن أصنف نفسي ولكن درايتي لهذا الميدان تؤهلني كي أحكم على نفسي فأنا من خيرة ما يوجد على الساحة السلامية. لكنك تدرك جيدا أن لهذا الميدان أقطابا كبيرة ومعروفة؟ صحيح ما تقول إن هذا المجال فتحت أبوابه للأصوات الضعيفة وكيف يتقبل بدون أي شرط كل من يرغب في الانضمام وهذا ما يساعد على الهبوط وانعدام التجديد. أظن أنك لا تخشى ما يدور في الوسط الميداني للسلامية؟ سمعت كثيرا ما يطرش الآذان و«شبعت» بالنشاز والايقاع الهابط وقلة الحفظ، وغير ذلك. قد لا أخطئ عندما أقول ليتنا... أي بمعنى كل الفرق السلامية تنجز على منوال الفرق السورية مثلا كل منشديها لهم أصوات رائعة ورفيعة وأزياء تروق لجمالها وأناقة وانسجام الأصوات وأناقة مبهرة فأين نحن من هذا؟ وأنا أعاتب كل المشايخ لأن مجموعتنا تعج بالأصوات الناشزة. هل لك القدرة على تنظيم هذا الميدان؟ ربما سيسمعني زملائي لكننا كنا دائما السباقين في جميع الميادين فكيف نترك هذا الميدان بدون تنظيم وعشوائي لا يشتغل به إلا «أقرع الصوت». لكن هذا سيأخذ وقتا طويلا؟ نعم فحسرتي حسرة لضياع هذا الميدان الذي أصبح يعوض «المزود» بالإيقاعات الراقصة وأعرف كثيرا من العازفين للفلكلور يشتغلون بالسلامية وأفسدوا الخشوع الصوفي. ماذا تقترح؟ اقترح العدول عن الانشاد الديني بالموازين الراقصة، فكيف نذكر في الانشاد الصوفي ونقوم بمثل هذا العبث ونكون قد قدمنا وحققنا خدمة لمعجبات الرقص.