الشاب فارس بن حميدة شاءت مهنته أن يكون طوال الأسابيع الأخيرة بعاصمة النور باريس للقيام بتربص مهني دام قرابة الشهر ونصف الشهر. فارس عاد ليلة أمس إلى مسقط رأسه جوهرة الساحل سوسة. «الشروق» التقته فور عودته إلى أرض الوطن ليحدثنا عن تفاعل التونسيين بفرنسا وكذلك الجالية المغاربية هناك مع ثورة الشعب ببلادنا. كيف علمتم بخبر ما حدث على مستوى أعلى هرم السلطة السابقة؟ وهل صدقتم ما وصلتكم من أخبار خصوصا أن كل ما كان يبث في عدد كبير من القنوات الغربية يصب في واد التمجيد للعهد السابق؟ كشاب تونسي أنه سواء كان بأرض الوطن أو خارجه كان حريصا دائما على متابعة آخر أخبار بلده من أنترنات وخصوصا المواقع الاجتماعية مثل ال«فايس بوك» و«تويتر» وعدد من القنوات الفرنسية التي كانت على مدار 24 ساعة تتابع وتغطي بشكل كثيف آخر المستجدات ببلادنا. وبكل صدق اكتشفت في الفترة الأخيرة أنه رغم المساحة الجغرافية الصغيرة للخضراء فإنني فخور بكوني تونسيا بعدما حصلت عليه بلادنا من اهتمام إعلامي عالمي لا يصدق وهو خير دليل على مكانة التونسي وقيمة تونس. بصراحة رغم تأكيد مختلف وسائل الاعلام الغربية والعربية على سقوط نظام بن علي فإنه انتابتنا موجة من الشك والسبب أن أغلبنا لم يصدق انهيار النظام السابق بكل تلك السهولة كما أن تسارع الأحداث من حل الحكومة وفرار الرئيس السابق وإعلان حالة الطوارئ القصوى كل هذه الأحداث جعلتني اتصل يوميا بعدد من الأقارب والأصدقاء بأرض الوطن بهدف المزيد من التأكد. كيف تفاعلتم مع كل الأحداث كأبناء الوطن؟ وماذا عن موقف الجالية المغاربية هناك؟ وصلتنا إرساليات قصيرة عبر هواتفنا الجوالة (SMS) تدعونا إلى التواجد في أغلب المدن الفرنسية مثل باريس ساحة الجمهورية Place de la republique وتولوز بوردو مارسيليا نانت... وذلك للمشاركة في تظاهرات مساندة لأبناء شعبنا في تونس والاحتجاج على النظام السابق وأذكر هنا أن عديد الشخصيات الفرنسية المعروفة من بينهم صحفيو قناة+ Canal+ كانوا إلى جانبنا في مظاهراتنا المطالبة بالكرامة والحرية. ولن أنسى ما حدث للممثل التونسي الأصل ميشال بوجناح يومها أجهش بالبكاء تعبيرا عن حبه لوطنه. كما كان جزء كبير من الأخبار الرئيسية لقناة France2 يبث مباشرة من تونس لتغطية الحدث. أما عن سؤالكم عن ردة فعل الجالية المغاربية فلقد كنا كأشقاء (تونسيون جزائريون ومغاربة) نلتقي بشكل يومي بمقاهي باريس ومطاعمها للحديث عما حدث في تونس... الأشقاء المغاربيون صفقوا لنا كتونسيين وهنؤونا على شجاعة شعبنا. هل صحيح أن الإعلام الفرنسي هو من أطلق على ثورة شعبنا ثورة الياسمين؟ ... ذلك صحيح إذ أنني أول ما سمعت وطالعت هذه التسمية كانت بالصحف والقنوات الفرنسية وحسب رأيي ربما تكون هذه التسمية لثورة شعبنا الشجاع كانت انطلاقا من أن آلاف السياح الفرنسيين الذين كانوا يقضون إجازاتهم السنوية ببلادنا كانوا يعشقون مشموم الياسمين لكن شخصيا أعتبرها ثورة الشباب. وكيف تفاعل الفرنسيون مع ثورة الياسمين التي أطلقوها مع ما حدث عندنا؟ لاحظت ازدياد احترامهم لشعبنا وحسب ما اعتقده فأنا أرى أن الأحداث الأخيرة لن تؤثر سلبا على القطاع السياحي ببلادنا عكس ما يذهب إليه البعض والسبب أنه لم يصب أي سائح فرنسي أو من أي جنسية أجنبية أخرى خلال الثورة بأي أذى وأعتقد أن أعداد الوافدين على بلادنا في الفترة القادمة سيزداد أكثر. حاوره : طارق المجريسي وعلي بوقرة