تواصلت أمس محاولات عدد من المواطنين العرب الاقتداء بطريقة الشهيد محمد البوعزيزي في التعبير عن رفضهم للظروف الاجتماعية والسياسية القاسية التي يعانون منها فيما واصلت بعض الحكومات جهودها الرامية الى افشال أي محاولة من شعوبها للاقتداء بالانتفاضة الشعبية التونسية. وأقدم مواطن جزائرى الليلة قبل الماضية على سكب البنزين على جسدي نجليه الأول عمره ثماني سنوات و الثاني إحدى عشر سنة محاولا إضرام النار فيهما أمام مقر بلدية «المسيلة» الواقعة على بعد 350 كيلومترا شرق العاصمة احتجاجا على قطع الكهرباء عن بيته مدة ثلاثة أيام. تعدد وتنوع المحاولات وذكر موقع صحيفة «الوطن» امس أن الشرطة نجحت في منع الرجل من إتمام فعله، موضحة أن المواطن قام بهذا الفعل احتجاجا على قطع الكهرباء منذ ثلاثة أيام تاركا أسرته في الظلام. وأوضح الموقع أن المواطن يعيش ظروفا مأساوية وصعبة حيث لم يتمكن من دفع فاتورة الكهرباء مما أدى إلى تغريمه بمبلغ آخر وقطع الكهرباء عنه في أحد فصول الشتاء حيث كانت الأسرة تستخدم المدفأة الكهربائية وخاصة أن البلاد تشهد حاليا موجه شديدة البرودة. وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة «الخبر» الصادرة صباح امس أن شابا يبلغ من العمر 26 عاما حاول أمس الأول إحراق نفسه داخل مبنى محكمة رأس الوادي بولاية الوادي الواقعة على بعد 630 كيلومترا شرق العاصمة بعد أن صب على نفسه كمية من البنزين لولا تدخل مجموعة من الحاضرين وعمال المجلس. وفي الاتجاه ذاته أعلن مصدر امني ان عاملين مصريين في شركة خاصة لصناعة النسيج في محافظة المنوفية (دلتا النيل) اضرما النار في جسديهما امس الأول احتجاجا على قرار المسؤولين في الشركة بنقلهما الى اقسام اخرى. واوضح المصدر ان العاملين نقلا الى احد مستشفيات المحافظة حيث تقع الشركة التي يعملان فيها. واضاف المصدر ان مصطفى عبد الحميد مقشط (55 عاما) وهو عامل فني قام بسكب كمية من البنزين على نفسه واشعل النيران في ملابسه اعتراضا على قرار الشركة بنقله الى قسم الامن. واوضح المصدر ان العامل الثاني ويدعى أحمد مغاوري النقيب (40 عاما) وهو مشرف في قسم الغزل بالشركة قام بعمل مماثل بعد نقله الى موقع عمل اخر داخل الشركة يرتب عليه العمل ساعات اضافية. واكد المصدر ان المسؤولين في الشركة الغوا قراري النقل وتولت النيابة التحقيق في الحادثتين. وشهدت دول عربية عدة خلال الايام الاخيرة العديد من محاولات الانتحار حرقا. وعلى صعيد آخر استبعد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز حدوث اضطرابات أو انتفاضة شعبية في بلاده على غرار ما حدث في تونس، مشيرا إلى اختلاف الأوضاع والظروف بين البلدين. وذلك ردا على المعارضة التي حذرت من تكرار سيناريو تونس في موريتانيا. وشدد ولد عبد العزيز على أنه لا أحد يستطيع تجاهل بعض المشاكل المطروحة في البلد أو التغاضي عنها، مشيدا بالإجراءات التي اتخذتها حكومته لمواجهة هذه المشاكل. وأبدى أسفه على إقدام شاب موريتاني على الانتحار حرقا أمام مجلس الشيوخ وقرب قصر الرئاسة، ولكنه أكد أن الحالة تختلف عن السياق الذي ظهر في بعض الدول، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق برجل أعمال وليس بأحد الفقراء المهمشين، الذين اعتبر أنهم لن يكونوا أكثر الناس استياءً من نظامه، بل هم المستفيدون منه، على حد قوله. ومن جهة أخرى، قدم ولد عبد العزيز في تصريحاته شكره للمعارضة التي قال إنها بدأت تهتم بمشاكل البلد، وتنتقد الأوضاع، وتتحدث عن الفساد والفقر وحقوق المواطنين، مؤكدا حق المعارضة في انتقاد ما تراه، وتقديم الخطاب والرؤية التي تناسبها. وفي اليمن ذكرت مصادر في المعارضة، أن الرئيس علي عبد الله صالح، اقترح مبادرة جديدة لحل الأزمة السياسية مع تكتل أحزاب «اللقاء المشترك»، تتضمن إلغاء تعديل دستوري يقضي بأن يكون رئيساً مدى الحياة. وأوضحت صحيفة «الرأي» الكويتية، أن المبادرة التي تسلمها رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح محمد اليدومي من الرئيس علي صالح، تتضمن إلغاء تعديل المادة 112 الخاصة بتحديد فترتي الرئاسة، وهو التعديل الذي كان مطروحاً ضمن مشروع التعديلات الدستورية المقر من قبل الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي الحاكم. وكان البرلمان اليمني قد وافق، مبدئياً، مطلع شهر جانفي الجاري، على تعديلات دستورية، اقترحها المؤتمر لتمهد الطريق لإعادة انتخاب علي عبد الله صالح مدى الحياة، وصوت أكثر من 170 من نواب «المؤتمر» لمصلحة التعديلات، وتمت إحالتها على لجنة برلمانية خاصة للتصويت عليها في الأول من مارس المقبل.