أثار قرار اعفاء السيد محمد سعيد الجوادي من مهامه كمدير عام للديوانة استغراب الملاحظين بل ان أعدادا هامة من أعوان الديوانة عبروا عن رفضهم القاطع لهذا القرار غير المبرر وطالبوا بمراجعته (أي القرار). «الشروق» اتصلت بالسيد محمد سعيد الجوادي لمعرفة الأسباب الكامنة وراء قرار الاعفاء فبادر بالتأكيد في البداية على مباركته لثورة الشعب التونسي من أجل كرامته وحريته مترجما على الشهداء الذين زكوا بدمائهم الطاهرة أرض تونس مشددا على أن الهم الأكبر اليوم والشغل الأساسي للجميع هو الحفاظ على مكتسبات الثورة وتلك أمانة في أعناقنا. أسباب الاعفاء أما في ما يتعلق بسبب الاعفاء عن المهام فأوضح أنه كان ضحية تشابه في الأسماء لا أكثر ولا أقل، فقد ورد في راديو «كلمة» ان المدير العام للديوانة السيد محمد سعيد الجوادي عمل لفائدة الطرابلسية والدليل على ذلك (حسب ما جاء في الراديو) تاريخه المظلم في وزارة الداخلية وتعذيبه للمساجين وقد أدى هذا الكلام الىادخال لخبطة على مستوى القرار السياسي فوقع اعفاؤه من مهامه. وللتحقق من المسألة اتصلت «الشروق» بمصادرها في أكثر من مستوى (أمني واعلامي) فتأكدت من وجود مسؤول أمني سام وهو متقاعد الآن يحمل نفس اللقب ولا صلة له من قريب أو من بعيد بالمدير العام للديوانة سابقا السيد محمد سعيد الجوادي. وللتذكير فإن الجوادي المعفى من مهامه لم يتم تعيينه في الديوانة الا يوم 31 ديسمبر وتم ترسيمه يوم 07 جانفي ليكون الاعفاء بعد أقل من 3 أسابيع وقد شغل مهمة رئيس مدير عام للشركة التونسية للشحن والترصيف لمدة 5 سنوات متتالية وعمل رئيسا لدواوين عدة وزارات (اقتصاد صناعة نقل) علما وأنه دخل المعترك المهني منذ سنة 1983 وهو من أبناء الجريد وتحديدا توزر الذين يفتخرون أنهم من «عرايا الجريد» اي الذين لا اكتاف لهم ولا سطوة ولا سلطة. سألته عن الفترة التي تسلم فيها مهامه فأجاب بأنه تحمل مسؤولياته كاملة رغم الانقلاب على مستوى الوضع ككل وعلى مستوى القرار الاداري والسياسي موضحا انه نجح في تأمين كل أعوان الديوانة ذلك أنه لم يصب أي عون منهم رغم الاحداث والاشكاليات والانفلات كما أنه لم يطلق أحد منهم النار رغم حملهم للسلاح وتواجدهم في ظروف صعبة في عديد المناسبات. مكاسب ومواقف وكشف الجوادي عن أنه قام بتأمين السلاح عند وزارة الدفاع وعمل على الحفاظ على اقتصاد البلاد من حيث التوريد والتصدير لتزويد السوق بما يحتاجه اضافة الى طمأنة المستثمرين الأجانب الذين كان له معهم اتصالات مباشرة. وفي ما يتعلق بالأرشيف فقد أصدر تعليماته بالمحافظة عليه علما وأن منظومة «السندة» تعمل بكفاءة وبالتالي لا خوف على الوثائق سواء من الاتلاف أو الضياع. وفي ما يتعلق بمشاكل أعوان الديوانة أكد الجوادي أنه استمع الى مشاغلهم رغم الوضع الاجتماعي والسياسي السائد، مشددا على أن الادارة تحملت كثيرا ضغط النظام البائد، وكشف عن أن أولوياته كانت ملف المساجين من أعوان الديوانة والموقوفين أو المحالين على مجلس الشرف كما بشر أعوان الديوانة بأن الامتيازات التي حصل عليها أعوان الحرس والأمن ستنسحب عليهم لكن حصل ما لم يكن في الحسبان بسبب التشابه في الأسماء وآثاره على مستوى القرار السياسي وختم محدثنا بالقول أنه غير مهتم بالمنصب أو المهمة فكل ما يهمه هو سمعته وما آلمه هو طريقة الخروج لكن ما أسعده هو موقف أعوان الديوانة المشرف جدا.