تواصلت أمس احتجاجات الغضب المصرية لليوم السادس على التوالي وسط اصرار المتظاهرين على اسقاط النظام الحاكم في وقت دفعت فيه القوات المسلحة المصرية بقوات كبيرة في كافة المدن لحفظ الأمن واعتقلت من وصفتهم بالخارجين عن القانون. وقال مراسل «الجزيرة» في القاهرة ان دبابات للجيش تمركزت منذ صباح أمس على مداخل الجسور الرئيسية كما أقامت قوات الجيش حواجز وحلقت مروحيات في سماء القاهرة في اطار مساعي ضبط الأمن... واستيقضت القاهرة صباح أمس على مشهد شوارعها بالمتاجر المنهوبة والسيارات المحروقة ورائحة الاطارات المشتعلة فيما توقفت حركة العمل في جميع أنحاء البلاد. اعتصام متواصل وقد واصل آلاف المتظاهرين اعتصامهم في ميدان التحرير وسط القاهرة رغم حظر التجول المفروض ليلا... وأكد المتظاهرون تصميمهم على مواصلة الاعتصام حتى تلبية جميع مطالبهم المتمثلة في اسقاط النظام ورأسه حسني مبارك معربين عن رفضهم للتعيينات الجديدة لعمر سليمان نائبا للرئيس وأحمد شفيق رئيسا للوزراء. وفي مدينة الاسكندرية قال مراسل الجزيرة ان أحياء كثيرة شهدت حتى وقت متأخر من الليلة قبل الماضية عمليات كر وفر بين لجان شعبية شكلها السكان و«بلطجية» انتهت على اعتقال عدد كبير منهم حيث تدخل الجيش بعد نداءات استغاثة واعتقل عددا من «الخارجين عن القانون». وفي مدينة السويس بدأ تحرك المتظاهرين أمس باكرا للتجمع في الساحات وذلك بعد مواجهات ومطاردات بين أفراد اللجان الشعبية والخارجين عن القانون الذين سلم عدد كبير منهم الى الجيش بعدما ظهر أنهم ينتمون الى قوات الأمن وفي خضم ذلك تواصلت أعمال السلب والنهب في القاهرةوالاسكندريةوالسويس ودمنهور. وذكرت مصادر أن الجيش استخدم الدبابات وأطلق العيارات النارية في الهواء تصديا لمئات الاشخاص الذين حاولوا مهاجمة مدخل مبنى ذي صلة بالبنك المركزي في احدى ضواحي القاهرة وقالت وكالة «رويترز» ان قوات الامن اعتقلت 470 شخصا في أنحاء القاهرة بتهمة النهب واشعال الحرائق واتلاف الممتلكات العامة واعتقل الجيش أيضا مشتبها فيهم قام التلفزيون الرسمي بعرضهم الليلة قبل الماضية. ضحايا بالجملة وفي الاثناء ارتفعت حصيلة القتلى الى 102 في عدة مناطق بمصر فيما أصيب نحو ثلاثة آلاف شخص بينهم ألف من عناصر الشرطة في هذه الاحتجاجات ومن بين هؤلاء القتلى رئيس مباحث سجن «الفيوم» المركزي اللواء محمد البطران وعدد من مساعديه، وفق ما أعلنه مصدر أمني. وقالت وكالة «الشرق الأوسط» الرسمية ان مقتل اللواء البطران جاء بعد قيام مجموعة من السجناء باطلاق النار على الحراس. من جهتها دعت الشبكة الدولية للحقوق والتنمية النائب العام في مصر الى تحقيق فوري في قيام قوات الأمن ومن سمتها مليشيات مسلحة من الحزب الحاكم بقتل 119 مصريا يوم الجمعة الماضي فقط بينهم 18 طفلا واصابة أكثر من 3745 شخصا واختفاء 416 مصريا بينهم 14 امرأة. وفي بيان لها أكدت الشبكة أن ما حدث الجمعة الماضي كان جرائم ضد الانسانية يحاسب المسؤولون عنها وفق القانون الدولي وأنها ستبدأ حملة لملاحقة الجناة. وأكد مصدر أمني في الأنباء أن هناك عشرات الجثث في الطرقات بالقرب من سجن «أبو زعبل» حيث وقع تمرد الليلة قبل الماضية فر على اثره عديد السجناء. وذكرت مصادر أن هناك عديد السجناء الذين فروا وقتلوا في عمليات تمرد بسجون أخرى الليلة قبل الماضية. من جهة أخرى أكدت مصادر متطابقة أن المتحف المصري بميدان التحرير أصبح في حماية الجيش بعد أن كان قد تعرض مساء أول أمس الى السرقة من جانب بعض اللصوص.