تحمل صورة عملاقة بين ذراعيها يتوسطها وسام الشرف كلمة شهيد... اني أم الشهيد... أنا والد الشهيد... هكذا كان عزاؤهم... هكذا كانوا يصبرون أنفسهم على لوعة الفراق الكبير... صورة تحملها كل أم وتحضنها كما تحضن ابنها الغائب... ويزين بها بعض الآباء أنهج الحي أو سياراتهم... فهذا الشاب... هو شهيد الحرية... لكل شهيد قصة مع الحياة... ومع الاستشهاد... أغلبهم كان يسير الى الطريق العام، وآخرون كانوا داخل بيوتهم... لكن رصاصة القناصة لم ترحمهم وأبت الا أن تلحقهم بصفوف الشهداء. الشهيد مجدي المنصري شهيد آخر في ربيعه الخامس والعشرين من العمر يمتلك سيارة أجرة اغتالته رصاصة في الصدر يوم 12 جانفي حوالي الساعة السابعة والنصف مساءا حين كان يهم بدخول منزله بجهة حي 18 جانفي بالتضامن وأكد والد الشهيد السيد نصري ووالدته أم السعد أن شهود عيان كانوا على عين المكان حين تم اغتيال ابنه مع سابقية الاصرار والترصد. وهو مصر على تتبع القاتل قضائيا حتى تنال العدالة مجراها... قتلوه وبيده خبزة الشهيد فرحات بهيسي أصيل سبيبة استشهد هو الآخر بجهة المرسى حيث كان يسير بالطريق العام بجهة الجامع وبيده خبزة عائدا من مقر عمله اليومي كعامل بناء. الشهيد فرحات يبلغ من العمر 19 ربيعا استشهد يوم 14 جانفي الساعة الثانية والنصف على يد قناص مجهول اصابه برصاصة في مقتل. وأكد شهود عيان ل«الشروق» من بينهم شقيق الشهيد أن أخاه كان يسير الى الحائط حين فوجئ المارة بسقوطه وسط بركة دماء في هدوء وأنهم عانوا الويلات لنقله الى منطقة سبيبة مسقط رأسه نظرا لعدم وجود سيارة لنقل الجثمان ولا اعداد الوثائق اللازمة مما اضطرهم لنقله جالسا الى كرسي سيارة والدماء تنزف منه في مشهد جد فظيع لا يكاد يصدقه اي كان انه يحدث في تونس عائلتا الشهيدين مازالا على وقع الصدمة خاصة وأنهما أي الشهيدين كانا بعيدين كل البعد عن أي موقع للاشتباكات.